صحيفة اسرائيلية: المرحلة الحالية من أخطر مراحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي

فلسطيني برشق الاحتلال بالحجارة

القدس / سوا / نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرا مفصلا يصف الأوضاع القائمة في الضفة الغربية والقدس وما يتخللها من عمليات طعن ودهس وإطلاق نار ضد جنود الاحتلال والمستوطنين بأنها أخطر مرحلة يمكن أن يمر بها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتناول التقرير العمليات التي تقوم بها قوات الاحتلال وأجهزتها الأمنية في مختلف مناطق المواجهة في الضفة الغربية  من اقتحامات واعتقالات وعمليات تحقيق من قبل أجهزة الاحتلال ضد الشبان والنشطاء ومن تتهمهم سلطات الاحتلال بما تطلق عليه التحريض على العنف ضدها.

وتنقل الصحيفة عن أحد كبار ضباط جيش الاحتلال ويدعى نوعم أمير، قوله: “الليلة الماضية كانت من النوع الذي كتبت عنها كليشيهات مثل “في الوقت الذي كنتم فيه نائمون تحت اللحاف هناك أناس يقلبون كل حجر كي يضمنوا ان تتمكنوا من النوم بهدوء في الليلة القادمة ايضا. في هذه الحالة، في الليلة التي كان فيها الحجر أو للدقة الحجارة، توجد في مكان ما في قلقيلية، في صحيح أنها مدينة هادئة بشكل عام، ولكن لا ينبغي الوقوع في الخطأ، خرجت منها حتى الان أعمال إرهابية مدوية، والمثال الأبرز الذي يمكن أن يطلق في هذه المنطقة، العملية التي نفذت في مطعم “مكسيم” في العام 2003 والتي قتل فيها 19 ضحية كانت من هذه المنطقة”.

ويضيف “على مدار الساعة ومنذ بدأت موجة العنف الحالية قبل نحو شهرين يعمل جهاز الامن في تضافر بالقوى لإحباط العمليات، تعتقل القوات المطلوبين، تجمع المعلومات الاستخبارية وتصادر مواد تحريضية”. وينقل الضابط عن قائد لواء أفرايم بجيش الاحتلال “روعي شطريت” في إحدى الجلسات التي يعقدونها بشكل دوري منذ اندلاع الانتفاضة ويقول: "قادة، مخابرات، حرس حدود ومحافل أمنية أخرى تعرف الميدان وتعيش هنا الواقع، يعملون هنا معا لإحباط الإرهاب، توجد هنا استخبارات ممتازة وتحكم في الميدان، ومن هنا نخرج في الليالي".

ويقول قائد اللواء: "هذه أعمال موضعية، هادئة جدا، تستند الى معلومات استخبارية معينة، تتعلق ببيت معين، ولا مجال للأخطاء، ومنذ بدأت موجة العنف اعتقل نحو الف مطلوب، معظمهم مخلين بالنظام بالعنف”، زاعما ان هذه الاعتقالات هي إحدى العوامل الأساسية في أن موجة الإرهاب لا تنجر الى انتفاضة مثلما كان في العام 2000".

ويتابع شطريت: “قلقيلية تنتج لنا تحديا غير بسيط، الكثير جدا من التحريض يوجد هنا، نرى هذا في المساجد، في محطات الإذاعة والتلفزيون وفي المناشير التي توزع هنا، نحن نصل الى النشطاء الذين يوزعون هذه المواد ونحذرهم، نبين لهم أننا نرى ونعرف كل شيء، لدى القوات توجد حرية عمل كاملة، ومن يواصلون التحريض يعتقلون، أما من يهدأون فيبقون تحت المتابعة، في قلقيلية نحن “ندحرج” كل انواع الحملات مع المخابرات والشرطة، بما في ذلك إحباط البنى التحتية ل حماس ، منذ زمن غير بعيد اعتقلنا خلية مع قيادة وأمسكنا بوسائل قتالية، قلقيلية هي مدينة هادئة، تنتج بين الحين والآخر حدثا كبيرا، لقد سبق أن كانت سيارات مفخخة واحزمة ناسفة”.

ويستطرد قائد اللواء بالقول: “فيما نواجه من عمليات يومية أقلها رشق الحجارة وأبعدها إطلاق النار، نكتشف أن من يقومون بهذه الأعمال فتيان كانوا في لفائف أمهاتهم أيام حملة السور الواقي على الضفة ومنهم من لم يكن أصلا مولودا قبل نحو 10 سنوات، وبالتالي فإننا اليوم نواجه جيلا لا يخاف”.

ويكشف شطريت أن جيش الاحتلال بات يخطط للأسوأ، ويقول: “اليوم في أعمال الإخلال بالنظام نتعاطى مع 600 مخل بالنظام أما في السيناريو فنحن نتحدث عن 6.000، وهذا لا يمكن تفريقه بالغاز المسيل للدموع، سنرى مزيدا من بؤر وساحات الإخلال بالنظام، النار على محاور السير ومحاولات التسلل الى المستوطنات، وفي معظم مناوراتها نستعد لهذا، كل حدث صغير يمكن أن يؤدي الى تصعيد على نطاق واسع كهذا".

ويوضح: "نحن لا نرى نهاية لهذه الموجة قريبا، وحسب الإحساس والمقاييس المختلفة، فإن هذا لن يعود أبدا لما كان عليه قبل موجة الإرهاب، الكبار في السن يقولون نحن نعرف ما يمكن أن نخسره أما الشباب فلا يعرفون الا القصص أساسا، عندما يعتقلون يدخلون الى السجن لفترة بضعة اشهر حتى بضع سنوات، العائلات تتضرر لأنه تسحب منهم تصاريح العمل، واذا كانوا بنوا بشكل غير قانوني فإنه تصدر بحقهم أوامر هدم، هذه أداة تكسرهم، ولكن الشباب لا يرون دبابات في الشوارع مثلما كان في 2002 وهم لا يخافون، هل سنضطر الى العودة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد