هل ما زال الطيار الكساسبة حيًا؟
دمشق / وكالات / أثار موقع سوري معارض جدلًا واسعًا بعد نشره تقريرًا استقصائيًا، أمس، الأربعاء، يوضح أن الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، ما زال حيًا في سجن في الرقّة السورية، معقل تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارًا بـ "داعش".
وجاء في تقرير موقع "كلنا شركاء" أن ناشطًا سوريًا يعمل لحساب الموقع، أجرى مقابلة مع أسير سابق لدى التنظيم، يُدعى إبراهيم الشمّري، ادعى أنه قابل الكساسبة بعد نشر فيديو الحرق، وكان "يقرأ القرآن بصوت عذب يبكي معه كل من في السجن".
ووفقًا للموقع الإلكتروني، فإن الشمري رياضي سابق، اعتقلته قوات النظام السوري قبل سيطرة داعش على محافظة الرقّة، وعمل الشمري حارسًا لنادي الفتوّة السوري قبل أن يصبح حارسًا للمنتخب الوطني السوري ومن ثم موظفًا في الاتحاد الرياضي العام.
ومع اندلاع الثورة السوريّة، قامت قوّات النظام السوري باعتقال الشمري مرارًا، لكن، في المرّة الأخيرة تزامن الاعتقال مع سيطرة جبهة النصرة على الرقّة، قبل أن تخسرها لصالح تنظيم الدولة.
ويقول الشمري إن الإفراج عنه جاء بأوامر شخصيّة من البغدادي، حيث يروي تفاصيل يشوبها الغموض حول بسط نفوذ داعش في المدينة، فيقول في المقابلة إنه قابل أشخاصًا قضت بـ "أبشع الصور"، منهم قادة في فصائل مسلّحة كبيرة.
أما عن كيفية لقائه الكساسبة، فيقول إنه أثناء حبسه للمرّة الأخيرة في سجن العكيشري المرعب، الذي بنته داعش على أطراف الرقّة السوريّة، الذي يضم 181 سوريًا و12 صحفيًا وتسع نساء، وزنزانة منفردة يقبع فيها الكساسبة منفردًا، حيث قضى الشمري معه في السجن شهرين كاملين، ابتدأت قبل إشهار فيديو الإعدام بشهر وانتهت بعد الإشهار بشهر، حيث سمع صوت الكساسبة للمرّة الأخيرة.
ويدّعي الشمري أنه شاهد الكساسبة أكثر من مرّة بحكم أنه توّلى توزيع الطعام على المساجين، "ومن ضمنهم الكساسبة، الذي كان يقبع في سجن منفرد، حيث قدّمت له مصحفًا، بناء على أمر من آمر السجن، الذي أعطى أمرًا بتقديم مصحف لكل سجين يدخل السجن، ليقرأ القرآن".
وأكمل الشمري حديثه بالقول "دخل معاذ الكساسبة السجن الذي نحن فيه الساعة السادسة مساء، وكان بحالة مزرية، ولم نكن نعرف أنه معاذ، وقتها، وبعد ساعة من دخوله السجن سمعنا صراخًا، وقال السجانون بأن هذا الذي دمّر البلد وحرقها بطائرته، فعرفنا أنه معاذ".
وقال الشمري إنه غادر السجن في العاشر من آذار/مارس الماضي، تاركًا الكساسبة وراءه حيًا، نافيًا إعدامه، حيث كان يصرخ بالسجّانين أن "عاملوني كأسير، لكنهم كانوا يردّون عليه بالضرب".
وأضاف الشمري، إنه، وأثناء توزيعه الطعام، سمع المحقق أبو أنس التونسي يقول للكساسبة "نحن أسقطنا طائرتك"، فيرد الكساسبة بالقول "لا، أنتم لم تسقطوها، الذي أسقطها صاروخ أطلق من السرب الذي كنتُ فيه".
من جهة أخرى، قلّل مراقبون من مصداقية الخبر، لعدّة أسباب، منها أن الموقع الذي نشر التحقيق لا زال موقعًا مغمورًا، لا يمكن الاعتماد على مصداقيته في أمور حسّاسة كهذه.
بالإضافة لكيفية دخول الشمري للسجن وخروجه بتلك السهولة، حيث خرج بأوامر من البغدادي مباشرة، مع أن لا مقابل سياسيًا أو دبلوماسيًا لقاء ذلك.
وينضاف إلى ذلك، التساؤل عن مصلحة التنظيم في إعلان مقتل الكساسبة في حين أنه لا زال حيًا، خصوصًا أنه استنفد كافة المعلومات المتاحة لديه، التي كان التنظيم قد أعلنها في إصداره "شفاء الصدور" الذي أعلن فيه مقتل الكساسبة.
وكان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، قد أعلن بُعيد إعدام الكساسبة أن الاستخبارات الأردنية قد تلقت معلومات مفادها أن داعش أعدمت الكساسبة قبل شهر من إعلانها، بغية تضليل السلطات الأردنية والإفراج عن أسرى لدى الحكومة الأردنية بوساطة المقدسي دون مقابل.