تقنية الـ"3G".. كيف ستنعكس على عمل الصحفيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي؟
غزة /خاص سوا/ صبا الجعفراوي/ وقّعت السلطة الفلسطينية في التاسع عشر من شهر نوفمبر الماضي اتفاقية تتيح لشركات الاتصالات الفلسطينية صلاحية تشغيل تقنية الجيل الثالث لخدمات الهاتف الخلوي (3G).
وتعد فلسطين من المناطق المتأخرة في استخدام تقنية الـ "3G"، بعد أن بدأت العديد من الدول العربية منذ سنوات باستخدامها وتطويرها، فيما ينتظر الفلسطينيون بشغف البدء فعلياً باستخدامها والتي ستمكنهم من التواصل مع العالم الخارجي بصورة أكبر، ومساعدتهم في توثيق الأحداث أولاً بأول، وربما تلك الخاصية ستخدم شريحة الصحفيين والإعلاميين الجدد في عملهم.
كذلك ستساعد الشبان الفلسطينيين خاصة رواد مواقع التواصل الاجتماعي في استكمال نشاطاتهم العملية والاجتماعية في العالم الافتراضي، كونها أصبحت جزءاً أساسياً، علماً أن دراسة أخيرة كشفت أن فئة الشباب لا تخلو أيديهم من الهواتف الذكية التي تحتوي على تطبيقات الانترنت وبرامج التواصل.
الصحفي المختص في الإعلام الاجتماعي سعدي حمد أشار إلى أن تقنية "3G" تأتي كحل أساسي للصحفيين والمدونين يمكنّهم من الوصول إلى شبكة الانترنت بصورة أسرع لنقل المعلومات وكافة أشكال المحتوى من مكان الحدث، خاصة تلك المناطق التي لا يغطيها مزودي خدمات الانترنت.
ويقول حمد لـ"سوا" إن قطاع غزة معروف أنه من المناطق الساخنة لا تخلو من الأحداث، فتخيل لو أن عدداً من المغردين والمدونين مستخدمي الهواتف الذكية بالقرب من مناطق المواجهات مع الاحتلال وقد حدث شيء هام يحتاج إلى نشره عبر الانترنت، سيسمح الـ "3G" بنقله بسرعة ودون تكلفة عالية.
" أعتقد أن وجود تقنية "3G" سيعزز من قيمة المحتوى المنشور على شبكات التواصل الاجتماعي، وسيجعل الكثير من المدونين والمغردين يقدمون محتوى أقوى وأكثر كفاءة وفعالية في الوقت والمكان المناسبين، أما بالنسبة للصحفيين فسي فتح المجال لممارسة عملهم والترويج له بشكل ممتاز يحقق عنصر الدقة والسرعة " يضيف حمد.
وتعد تقنية "3G" أحد أنواع الانترنت المقدمة عن طريق شركات خدمات اتصالات الهواتف المحمولة، بحيث توفر هذه الشركات سرعة كبيرة في العمل، والميزة الأساسية لها أنها تتيح الاتصال بالإنترنت في أي مكان توجد فيه إشارة وتغطية هاتف، ما يجعلها الخيار الأول لكثيري التجول والترحال.
سلبيات وايجابيات
وقد تكون الإيجابيات التي تعود على مستخدمي التقنية أكثر من السلبيات، خاصة في الأراضي الفلسطينية التي حرمت من استخدامها؛ وبهذا الصدد يؤكد د. وائل عبد العال الأكاديمي في مجال الإعلام في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية أنها توفر للمغردين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي فرصة استخدام الانترنت في أي مكان وزمان وهذا سيجعل تفاعلهم أكبر.
"ومن المشاكل التي قد تعالجها الـ "3G" في غزة انقطاع الاتصال بالإنترنت خلال فترات انقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى تكلفتها الرخيصة التي ستناسب مختلف فئات المجتمع خاصة الشباب، على عكس خدمة الـ "2G" باهظة الثمن وأقل جودة" يقول عبد العال لـ"سوا".
ويحذر الأكاديمي الشبان الفلسطينيين وخاصة المتفاعلين على مواقع التواصل من نشر معلومات حساسة وقضايا تمس الأمن الوطني الفلسطيني، والتي تساعد الاحتلال الذي يتربص على تلك المواقع لأي معلومة تخدمه، مطالباً الشباب بأخذ الحيطة والحذر بالنشر والتغريد حتى لا يكونوا فريسة سهلة للاحتلال.
وفي تصريحات سابقة للرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر، نوه خلالها أن تقنية الجيل الثالث ستكون جاهزة بحلول منتصف العام القادم، أي من 6 إلى 8 أشهر من تاريخ توقيع الاتفاقية نوفمبر الماضي.
وبات الحصول على الهواتف الذكية من قبل الشباب حاجة أساسية، فتقول براءة الغلاييني طالبة الصحافة والإعلام إننا نستخدم الهواتف في معظم يومنا وخاصة في مجال الدراسة حيث سهل علينا إجراء التكاليف الجامعية المطلوبة منا، وستساهم تقنية "3G" بتوفير الانترنت في أي مكان وبمساعدتنا أكثر في إنجازها.
وتتابع الغلاييني " أعتقد أن دخول تقنية الجيل الثالث ستمكننا من الاستماع لمحاضراتنا المسجلة وتقديم الاختبارات الموجودة على صفحاتنا الجامعية في أي مكان من خلال هواتفنا دون الحاجة للذهاب لمكان معين يتوفر به الانترنت".
توثيق مباشر للأحداث
ولوحظ في الآونة الأخيرة اهتمام الوسائل الاعلامية المختلفة بمواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت مصدراً لا يمكن الاستغناء عنه في نقل الأخبار والحصول على المعلومات بسرعة، خاصة بعد انتشار صحافة المواطن في أحداث الربيع العربي.
ويترقب المصور معتز الأعرج دخول تقنية "3G" لفلسطين، ليتمكن من استخدام الانترنت في أي مكان ونقل الصور والفيديوهات بعدسة كاميرته في أي وقت، خاصة أثناء اندلاع المواجهات مع الاحتلال.
ويوضح الأعرج أن بعض تطبيقات الهواتف الحديثة امكانية نقل الاحداث مباشرة بشكل سهل وسريع بشرط توفر الانترنت لنشرها على المواقع الالكترونية، وهو أمر نفتقده كفلسطينيين خاصة في الشوارع أو الأماكن البعيدة التي لا تتوفر فيها شبكات الانترنت.
يذكر أن نظام الجيل الثالث، تم استخدامه لأول مرة في اليابان عام 2001، في حين كانت أول دولة عربية تتحول للنظام هي المغرب عام 2006 تلتها مصر في نفس العام، ثم استخدمه الأردن عام 2010.