الشمس ملاذ الغزيين

أشعة الشمس

غزة / خاص سوا/أيمن محمد/ تزايد عدد الباحثين عن الطاقة الكهربائية في قطاع غزة بشكل واضح خلال الفترة الأخيرة في ظل تواصل انقطاع الكهرباء التي توفرها الخطوط الاسرائيلية ومحطة التوليد الوحيدة في قطاع غزة لساعات طويلة.

ويتجه الغزيون إلى تنفيذ أفكار كانوا يرفضونها خلال الفترة الماضية لارتفاع ثمنها، وأبرزها اللجوء للطاقة الشمسية، بعد حالة اليأس التي خلفتها انقطاع الكهرباء الذي قد يصل إلى 12 ساعة يوميا.

وتعتمد فكرة استخدام الطاقة الشمسية على تحويل الطاقة النظيفة لكهرباء بعد تخزينها عن طريق جهاز خاص يسمى (Inverter) واستخدامها بواسطة البطارية.

حسام حمد (40 عاماً) أحد مستخدمي الطاقة الشمسية، يقول إنه ترك العمل بالمولد الكهربائي واتجه لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، نظراً للمعاناة التي عاشها نتيجة انقطاع الكهرباء المتواصل.

ويضيف حمد لـ "سوا" : "منذ أكثر من ثماني سنوات ونحن نستخدم المولدات الكهربائية التي تعتمد على الوقود، لكن أعطالها الكثيرة وارتفاع أسعار الوقود بعد منع دخول الوقوع المصري بعيد اغلاق الأنفاق مع غزة دفعنا للبحث عن بديل".

ويشير إلى أن الجهاز يعطي طاقة كهربائية قدرها 2.5 كيلو وات تكفي منزله لجميع الأجهزة الكهربائية بما فيها تشغيل الثلاجة والغسالة.

يشار إلى أن قطاع غزة يعاني من أزمة كهرباء خانقة، نتيجة اغلاق المعابر وعدم ادخال السولار اللازم لتشغيل محطة التوليد الوحيدة به.

ثمن مرتفع

واستغنت العديد من الشركات والمؤسسات الخاصة مؤخراً عن نظام الكهرباء بالمولدات التي تعمل بالوقود ولجأت للألواح الشمسية لتوفيرها الكثير من الوقت وعدم حاجتها للصيانة الدورية.

ويقول خالد يونس مدير مكتب هندسي في غزة :" قررنا قبل عدة أشهر التوجه لشركة تركب نظام الطاقة الشمسية لتزويدنا بالجهاز والألواح اللازمة لتوفير الكهرباء على الرغم من أن ثمنها مرتفع نسبياً".

ويوضح يونس لوكالة (سوا)، أن النظام الجديد الذي جرى تركيبه في الشركة يوفر طاقة مقدارها 3 كيلو وات وهو ما يكفي الشركة للقيام بمهامها على مدار الساعة دون الحاجة لتعبئة وقود.

ويشير إلى أن كهرباء الطاقة الشمسية أفضل بكثير من التي تنتجها المولدات الكهربائية التي تعمل بالوقود كونها ثابتة ومشابهة لتلك التي تأتي من شركة الكهرباء.

كهرباء دائمة

من جهته، قال أحمد رزق فني تركيب منظومات شمسية، إن الاعتماد على الطاقة الشمسية بات رائجا لدى الكثير من دول العالم لفائدته الكبيرة وقلة ضرره على البيئة، مشيراً إلى أن الاقبال من المواطنين وأصحاب المهن في غزة عليها بات ملحوظاً.

ولفت رزق إلى أن الاعتماد على الطاقة الشمسية بدأ في العام 2008م، مشيراً إلى أنها بدأت تروج بشكل كبير خلال العامين الأخيرين بعد سماح الجانب الاسرائيلي بإدخال كميات كبيرة من الألواح الشمسية لقطاع غزة.

وبين أن منظومة الكهرباء الشمسية يتراوح ثمنها ما بين 9 - 15 ألف شيكل ما يعادل (ألفين إلى 4 آلاف دولار أمريكي).

وتوقع أن يزداد الطلب على استخدام منظومة الكهرباء الشمسية خلال الفترة المقبلة، مرجعاً السبب إلى إدراك الغزيين مدى ضرورتها وفوائدها.

وأوضح رزق أن تكلفة اللوح الواحد ما بين 800 إلى 1000 شيكل وتحتاج ( 4 إلى 8) ألواح بحسب القدرة التي يحتاجها المواطن، أو تحتاجها الشركات والمؤسسات التي قد تصل لـ20 أو 40 لوح.

وبين أن الألواح لديها عمر افتراضي يقدر ما بين 25 إلى 30 عاماً، إلا أن مشكلتها الوحيدة في المنظومة تتمثل في العمر الافتراضي للبطاريات التي تستمر ما بين عام و5 أعوام على أبعد تقدير حسب نوع البطارية.

وبحسب رزق، فإن الألواح لا تعتمد على أشعة الشمس المباشرة فقط، بل يمكنها العمل عبر الضوء غير المباشر ما يمكنها من العمل في الصيف والشتاء.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد