عيسى: المسيحيون الفلسطينيون يواجهون تحديات تسارع وتيرة الهجرة

حنا عيسى

القدس /سوا/ قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى، "ان المسيحيون الفلسطينييون يواجهون تحديات تسارع وتيرة الهجرة جراء اجراءات الاحتلال، فالاحداث على ارض فلسطين تتسارع في سباق مع الزمن حيث تسعى إسرائيل بكل أساليب الترهيب والترغيب لفرض امر واقع جديد في اشارة واضحة من حكومة الاحتلال الى حسم مسألة التوازن الديمغرافي لصالح تهويد المدينه المقدسه لطمس معالمها المسيحية والإسلامية وكل ما عليها".

 

وأضاف، "على الرغم من عدم شرعية ما تقوم به إسرائيل الا أنها ماضية في تحقيق اهدافها في ظل غياب حضور رسمي عربي عن ساحة الفعل اليومي في مواجهة اي اجراء من شأنه حسم مسألة الوجود على الارض، لذلك فإن اي فعل او اجراء احتلالي على الارض لحسم مسالة السياده سيجعل دولة الاحتلال تقوم بأي فعل مشين للضغط على المواطنين، وهذا ما حصل بالفعل مع المواطن المسيحي في فلسطين من خلال الاجراءات الطاردة التي تقوم بها دولة الاحتلال من منع اعطاء التصاريح وتضيق الخناق عليهم ومنع اعطاء لم الشمل للمواطنين".

 

ولفت امين عام الهيئة الاسلامية المسيحية، "هناك هجرة للعقول المسيحية الى الدول الغربية، فالكثير من مسيحيو فلسطين هاجروا الى الدول الغربية بشكل خاص والعربية بشكل عام، وكان السبب الرئيسي لهجرتهم أكثر الى الدول الغربية هو الحروب والنزاع الطائفي التي تشهدها الدول العربية والتي ازدادت حدتها في السنين القليلة الأخيرة، الأمر الذي يدفع بهم للهجرة الى الدول الغربية من جهة، ناهيكم عن عوامل الجذب التي تبثها الدول الأوروبية والتي من شأنها تشجيع المسيحي الفلسطيني للهجرة بعيدا عن الظروف التي يعيشها بفلسطين".

 

وأشار، "المسيحيون الفلسطينيون يواجهون عدم امكانية الوصول الى المقدسات، ويعانون من الاجراءات التعسفية التي تمارس ضدهم من قبل دولة الاحتلال وخاصة المواطنين المتواجدين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، هذا اضافة لصعوبة امكانيتهم من الوصول الى داخل القدس والاراضي المحتلة بعدم اعطائهم تصاريح لزيارة المقدسات المسيحية والكنائس إن كان ذلك في الأعياد أو بالزيارة العادية، الأمر الذي يزيد من مطامع الاسرائيلين بها، ناهيك عن قيامهم بالتعرض لها من قبل قطعان المستوطنين، وبالتالي ينشأ جيل مسيحي بعيدا عن كنائسه".

 

ونوه عيسى، "تعثر عملية السلام في المنطقة اثر سلبا على المسيحيين في فلسطين وذلك لانه شكل عقبة أمام تطور المجتمع الفلسطيني وخاصة في عدم وجود سلام مبني على العدالة".

 

وقال، "من سُبل حل المشاكل التي يواجه المواطن المسيحي في فلسطين، هو التمسك والحفاظ على الهوية العربية الفلسطينية في وجه كل الممارسات الهادفة الى تهجير المسيحيين أو تهميشهم، والأنصاف في المناهج التعيلمية وكل مكونات المجتمع نظرا لما قدمه المسيحيون على الصعيد الوطني والثقافي والفكري والاقتصادي، والعمل على تعزيز تواجد المواطنيين الفلسطينيين المسيحيين باراضيهم و تدعيم صمودهم وبقائهم ماديا ومعنويا، وذلك لاننا ندرك تماما بان التنوع والتعددية أهم مقومات المجتمع الفلسطيني.

 

وتابع الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى ، "من السبل هو الحفاظ على الإرث المسيحي، من خلال تنظيم الزيارات الدورية للمقدسات المسيحية في البلاد، والعمل على توجيه دعوة لكافة الطوائف المسيحية بالبلاد العربية بتكثيف زيارتهم الى المقدسات المسيحية في فلسطين، والعمل على دعم الدور الثقافي والصحفي والفكري للمسيحين وخاصة أنهم أول من بادر الى تأسيس الصحف والمطابع، وكان لهم دور تاريخي في بلورة الفكر القومي العربي".

 

وشدد، "يعتبر المسيحيون جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، قدموا تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن فلسطين وأرضها وإحقاق حقوق شعبها الأبي، فخطت أسماءهم في قوائم الشهداء والأسرى، وكانوا وما زالوا يتبؤون المناصب السياسية والاجتماعية ليرفعوا فلسطين ويعلوا شأنها، والمسيحي كأي فلسطيني يعيش على ارض فلسطين مهد الديانات ومهبط الانبياء، هدم منزله، وشرد ابناؤه، اضافة للكثير من المعيقات من بطالة وسوء للاحوال الاقتصادية، واعتداء على المقدسات ودور العبادة من كنائس وأديرة ورجال دين، ليسطر بصموده ورباطه قصة التحدي والاباء". 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد