الكاتبة الفلسطينية عائشة عودة تتسلم جائزة ابن رشد
رام الله / سوا/ الفرحة التي غمرت الكاتبة الفلسطينية عائشة العودة وهي تتسلم جائزة ابن رشد للفكر الحر لعام 2015 في برلين لم تنسها ظروف من تسميهم أسرى الحرية وسجناء الرأي إضافة إلى شاعر فلسطيني يواجه حكما بالإعدام في السعودية.
وظلت جائزة ابن رشد تمنح طوال 16 عاما لفائز واحد وهذه هي المرة الأولى التي تمنح فيها المؤسسة جائزة ثانية ونالها كل من السوري مصطفى خليفة والمغربي أحمد المرزوقي.
وتعرضت عودة المولودة عام 1944 في قرية دير جرير القريبة من رام الله للسجن عام 1969 وتدمير منزل أسرتها وفي العام التالي صدر بحقها حكمان بالسجن المؤبد مضافا إليهما عشر سنوات بتهمة المشاركة في زرع قنابل في القدس الغربية ولم تنل حريتها إلا عبر عملية تبادل للأسرى عام 1979 وأبعدت إلى الأردن.
وقالت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر في بيان الشهر الماضي إن العودة سجلت تجربتها ونقلت الكثير عن "فظاعة التعذيب الجسدي والنفسي خلال الاستجواب والحبس المتواصل في سجون الاحتلال" في كتابيها (أحلام بالحرية) و(ثمنا للشمس) كما صدرت لها عام 2007 مجموعة قصصية عنوانها (يوم مختلف).
وقالت العودة الليلة الماضية في حفل تسلم الجائزة الأولى إن مدينة القدس "لا نستطيع الوصول إليها وإن الاحتلال طوقها بجدار يحول بين الأخ وأخيه وبين العين والأفق؟.. أقام حاجز قلنديا الذي أصبح معبرا مكان المطار (قلنديا)".
وطالبت بالحرية لسجناء الرأي في السجون العربية ولأسرى الحرية "في سجون الاحتلال الإسرائيلي". وقالت "أرفع صوتي.. لإدانة حكم الإعدام بحق الشاعر أشرف فياض في السعودية... ولمحاكمته القائمة على مبدأ محاكمة مكنون الضمير".
وكان آدم كوجل الباحث المختص بشؤون الشرق الأوسط في منظمة (هيومن رايتس ووتش) قال الأسبوع الماضي إن محكمة سعودية أصدرت حكما بالإعدام على فياض بتهمة الترويج لأفكار إلحادية وسب الذات الإلهية بعد أن احتجزته هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة أبها الجنوبية عام 2013 ثم أعيد إلقاء القبض عليه وحوكم أوائل عام 2014.
وأحيلت القضية إلى محكمة أخرى قضت في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري بإعدامه استنادا إلى أقوال شاهد إثبات قال إنه سمع فياض يسب الله والرسول والسعودية كما استندت إلى ما ورد في ديوان له صدر منذ سنوات.
وقالت عودة إنها تدين ما تنطوي عليه "خطورة محاكمة مكنون الضمير. فقد منعها الله حتى عن أنبيائه".
وضمت لجنة التحكيم هذا العام كلا من : الشاعر المغربي محمد الأشعري والروائيين السوري خالد خليفة والعراقي صموئيل شمعون والناقدتين الأردنية رزان محمود إبراهيم والمصرية سامية محرز.
وقال الكاتب السوري صبحي حديدي في الحفل إنه من المفارقات في تاريخ العلاقة بين الإبداع والحرية أن كثيرا من "الأعمال الخالدة" لم تولد في ظل تمتع المبدع بالحرية وإنما تحت وطأة القهر والتعسف والسجون والمعتقلات ضاربا المثل بأعمال من كلاسيكيات الأدب العالمي.
وأضاف أن الأدب العربي اهتم بقضية السجن والاعتقال الذي لم يغب موضوعه "عن نتاج أي مبدع عربي" مثل نجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف وفاضل العزاوي والطاهر بن جلون وتركي الحمد وغيرهم.
وتمنح مؤسسة ابن رشد -التي تأسست عام 1998 في ذكرى 800 عام على وفاة الفيلسوف العربي ابن رشد - الجائزة وقيمتها المالية رمزية (2500 يورو) في مجال يتغير من عام لآخر كما تتغير لجنة التحكيم سنويا. ويتسلم الفائز الجائزة في حفل ببرلين في ذكرى وفاة ابن رشد في كانون الأول (ديسمبر).
وفاز بالجائزة مفكرون وفنانون منهم الجزائري محمد أركون والمغربي محمد عابد الجابري والسودانية فاطمة أحمد إبراهيم والسورية رزان زيتونة والفلسطينيون عزمي بشارة وعصام عبد الهادي والمطربة ريم بنا والتونسيون نوري بوزيد وسهام بن سدرين وراشد الغنوشي والمصريون محمود أمين العالم ونصر حامد أبو زيد وصنع الله إبراهيم وسمير أمين.