"كاسات الهواء" لإطفاء الهبة الجماهيرية الفلسطينية

فلسطينيون يرشقون الاحتلال بالحجارة

القدس / سوا / فيما تواصل حكومة إسرائيل الرهان على استراتيجية إدارة الصراع لا تسويته، تحذر أوساط فيها من تصاعد الهبة الفلسطينية ومن انهيار السلطة الوطنية، وبالتزامن توجه انتقادات للجيش بأن مقترحاته لتهدئة الأوضاع محاولة تكتيكية ومساع عقيمة لتخفيف للضغط بـ"كاسات هواء".

 لكن الجهات الإسرائيلية التي تعترف بأن المشكلة هي الاحتلال وتقر بأن الهدوء غير ممكن إلا بزواله وبتحقيق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية ما زالت صوتا بالبرية رغم أن الهبة الفلسطينية تبدو عصية على آلة القمع الإسرائيلية لا سيما أنها غير مخططة وينفذها أفراد.

ويتوقع الجنرال بالاحتياط أورن شاحور الرئيس الأسبق للاستخبارات العسكرية ألا تبقى الانتفاضة الفلسطينية محدودة في غياب أفق لحل سياسي للصراع.

 وفي حديث لصحيفة الصنارة الصادرة في الناصرة داخل أراضي 48 أمس حذر شاحور من أن فقدان التسوية يعني المزيد من الانغلاق والغوص في وحل الانتفاضة، مرجحا أنها متجهة نحو التصعيد.

ويتابع :"تبدو الانتفاضة اليوم محدودة لكن هذا أمر مؤقت لأن انسداد الآفاق يعني التدحرج نحو الأسوأ وعلينا منح الفلسطينيين الأمل بدولة فلسطينية مستقلة. حتى الآن الأوضاع لا تبشر بالخير ولا أحد يستطيع أن يراهن إلى أين تسير".

 جاءت أقوال شاحور على خلفية الكشف عن انتقال جيش الاحتلال من اعتبار ما يجري (موجة إرهاب) إلى انتفاضة محدودة قد تطول شهور.

كما قالت هذه المصادر إن 95% من العمليات الفلسطينية التي استشهد فيها أكثر من 100 شاب وشابة نفذت على يد أفراد لا علاقة لهم بالتنظيمات الفلسطينية، مدعية أن منفذيها شبان يائسون ومحبطون غالبيتهم من العاطلين عن العمل».

وردا على سؤال حول توصيات الجهاز الأمني بتعزيز قوة السلطة الفلسطينية وتزويدها بالمدرعات والبنادق وبتقديم تسهيلات بالعمل وتخفيف الإجراءات الأمنية على الحواجز وإطلاق سراح أسرى، يقول شاحور إن الحكومة لن تقبلها يوما لأنها حكومة متطرفة.

وخلص للتوافق مع تقديرات الجهاز الأمني بأن الانتفاضة ستستمر شهورا على الأقل. وتابع «سواء كانت ميني انتفاضة أو انتفاضة كبيرة فنحن في مرحلة قاسية.

العمليات ستتواصل لعدة أشهر

وهذا ما أكده ضابط رفيع في قيادة المنطقة الوسطى، مرجحا أن تتواصل الهجمات الفلسطينية الفردية خلال الأشهر القريبة.

وقال الضابط، امس:"حسب تقديري فإن الأمر سيطول، وسيرافقنا لفترة أخرى. انا لا أرى انتهاء ذلك خلال الأشهر القريبة، ولا اعرف ما اذا لن يتطور الأمر إلى تصعيد اوسع".

وحسب أقوال الضابط فإن 95% من العمليات تقع في 12 منطقة منوها إلى أن الاحتلال قام بتغيير السياسة إزاء الفلسطينيين في تلك المناطق، حيث تم إغلاق مفارق طرق. كما ينوي الجيش السيطرة على بيوت في أحياء الخليل يشتبه إطلاق النار منها على سيارات قرب الحرم الإبراهيمي.

كما اوضح أن الجيش صعّد عمليات الاعتقال في الضفة، من خلال التركيز على رجال حركة حماس علاوة على زيادة الاعتقالات الإدارية. وقال الضابط الرفيع أن الجيش يصعد الاعتقالات في القرى التي يخرج منها منفذو العمليات.

الى ذلك قرر الجيش تأجيل تدريب كبير كان مخططا في الضفة الأسبوع المقبل، وذلك بسبب التصعيد.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد