هل باتت الضفة الغربية على موعد مع عملية "سور واقي 2"؟
غزة / خاص سوا/ تحاول إسرائيل الالتفاف على الهبة الجماهيرية وقطع رأسها بأي وسيلة اُتيحت، بعد استقرارها في ملعب مدينة الخليل والنجاح الذي حققته من خلال العمليات الفردية التي نفذها شبان المدينة في الآونة الأخيرة.
أدخل ذاك الإنجاز الفردي اسرائيل في دوامة نقاش مكوكية بين الزعماء والجنرالات والسياسيين الإسرائيليين حول : " كيف سنقلع رأس الخليل؟!"، لتطفو على السطح دعوات وتصريحات من زعماء الحزب اليمني المتطرف تطالب الحكومة الإسرائيلية بالقيام بعملية سور واقي "2" في مدن الضفة وتحديدا مدينة الخليل المتصدرة للأوضاع.
أخر هذه الدعوات كانت من وزير التعليم "الإسرائيلي" ورئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينت، قائلا خلال مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال صباح امس الاثنين ، :" لا يوجد سوي حل واحد للوضع وهو سور واقي 2 واجتياح كل الضفة المحتلة , فيجب الدخول لمدن وقرى الضفة المحتلة بقوات كبيرة لدخول مدينة الخليل والداخل لمدن الأخرى فلا مفر إلا بالقيام بعملية السور الواقي 2 كالتي نفذت عام 2002 ".
وتبعت تلك الدعوة مقابلة لوزير البناء يوآف غالانط مع موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وقال غالانط "يجب القيام بعملية أخرى واسعة لقوات الأمن على غرار ما قاب به شارون، وأنا أعتقد أننا سنصل إلى ذلك".
تفرد وزير التعليم وابن الحزب اليميني ووزير البناء بهذه الدعوات تدل على أن اليمينيين يريدون بأي طريقة قتل الهبة في أسرع وقت ممكن ، علما أن أغلب السياسيين والكتاب الإسرائيليين لم يدون لهم في أي مقالة او تحليل يتحدثون أو مطالبة بقيام سور واقي 2 ، واستندو إلى أرآهم بأن الجندي الإسرائيلي يتمتع بكامل الحرية في مدن الضفة، فلماذا سور واقي يكلف إسرائيل الكثير؟!. حسب ما يراه متابعون
المحلل السياسي طلال عوكل يقول : " الزعماء الإسرائيليون وجنرالات يعلمون أن لا حاجة لسور واقي 2 في الضفة ولا في مدينة الخليل التي تتصدر الهبة ".
في مدن الضفة يوجد قرابة 35 ألف جندي إسرائيلي منتشرين في ازقتها وشوارعها فهذا العدد 3 أضعاف لعدد الجنود في عام 1967، كذلك إسرائيل لا تحتاح لسور واقي 2 في الخليل ، فمجموع المستوطنين الذي بلغ عددهم 800 مستوطن يحرصهم 3500 جندي إسرائيلي، وبهذا الانتشار لا حاجة لإسرائيل للعملية الموسعة. بحسب الخبير بشأن الإسرائيلي محمد مصلح.
ومن منظور أخر يعتقد بعض من المحللين أن تلك التصريحات أو الدعوات جاءت لضغط على نتنياهو بعد مطالبته بإجراءات أحادية الجانب قبل عدة أسابيع في العاصمة الأمريكية.
ولكن عوكل يستبعد ذلك، قائلا: " هذه التوقعات والتجاذبات ليست منطقية، فقط حديث بينت يأتي من باب عدم وعيه بالإضافة إلى تشدده العميق".
كذلك تعتقد إسرائيل أن فرض حصار على الخليل لن ينفع، وفق توقعات ضباط إسرائيليون حين أجمعوا على أن فرض الحصار على المدينة لن يساعد الأمن الإسرائيلي في الوقت الحالي.
وترى إسرائيل أن فرض الحصار معناه أن الإسرائيليين فقط هم من سيتحركون في شوارع الضفة الغربية، مما سيسهّل من الإضرار بهم. وذلك مقابل طلب الفلسطينيين بزيادة القبضة الإسرائيلية على سكان الخليل على وجه الخصوص.
وأيضا إحدى مخاوف هؤلاء الضباط : هي أن فرض العقوبات على سكان الخليل قد يؤدي إلى انتقال مركز العمليات الفلسطينية إلى مدينة أخرى، كما انتقلت من القدس الشرقية في بداية موجة التصعيد إلى الخليل.