جولة كيري تهدف لخفض التوتر وليس تحريك المفاوضات

كيري ونتنياهو

القدس / سوا/يتوجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري الثلاثاء، 24 تشرين الثاني الجاري، إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة "لبحث سبل وقف العنف المتصاعد بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ مطلع شهر تشرين الأول الماضي" بحسب قول مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه في تصريح لصحيفة "القدس" المحلية الأحد حول جولة كيري .

وقال المسؤول الأميركي أن بلاده "تدعو الطرفين إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لخفض حدة العنف، ووقف الخطابات الاستفزازية وضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة في القدس الشرقية" مشيرا الى أن هذه هي "دوافع زيارة كيري" لاسرائيل والضفة الغربية المحتلة ولقاءه كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس .

وقال: "حاليا ليس هناك اتفاق يتعين على الطرفين التوصل إليه، ولكن الزيارة تهدف حض الطرفين على القيام بأمور نظن أنها مفيدة وفي صالحهما".

وكان كيري حض نتنياهو يوم الأربعاء 11 تشرين الثاني الجاري أثناء لقائهما في واشنطن على "تحسين ظروف الفلسطينيين ومحاولة دفع الأمور في اتجاه أكثر ايجابية".

واعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية جون كيربي يوم امس الاول السبت أن زيارة كيري، وهي الأولى التي يقوم بها للضفة الغربية وإسرائيل منذ صيف العام 2014 تهدف "استمرار المباحثات لوقف اعمال العنف في إسرائيل والقدس والضفة الغربية ولتحسن الوضع على الأرض" مشيراً إلى أن الوزير كيري لا يطمح من وراء زيارته هذه إعادة الطرفين إلى طاولة مفاوضات السلام بل يحاول فقط حضهما على خفض حدة التوتر.

وقال مصدر مطلع في واشنطن انه وفي الوقت الذي تدرك فيه الإدارة الأميركية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "لا يستطيع عمل الكثير بخصوص القدس نظرا لعدم وجود سلطة وسيطرة له عليها، حيث انه (عباس) شخصيا لا يستطيع الذهاب ليصلي في المسجد الأقصى القدس الشرقي إلا أن الإدارة الاميركية مقتنعة بأن القيادات الفلسطينية تشكل عنواناً للفلسطينيين وأن طبيعة تصرفاتها وخطابها السياسي والإعلامي يحمل وزناً مؤثراً على الذين يذهبون لنقاط المواجهة والاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي".

وتفيد معظم التقارير على أن معظم المواجهات تجري عند نقاط التماس المصنفة ضمن المنطقة (ج) بموجب اتفاقيات أوسلو، وهي منطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، فيما قوضت إسرائيل سيطرة وسيادة السلطة الفلسطينية على المنطقة (أ) المفترض أن تمارس السلطة الفلسطينية سيادة كاملة عليها.

ويقول المصدر "إن الكل في الإدارة الاميركية يعرف أن تحقيق اختراق في عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل أصبح الان ضرباً من الخيال، ولذلك فإن خفض التوقعات يعتبر أمرا مهما وأن الحديث عن ضرورة اتخاذ إسرائيل معايير تخفض الصعوبات الحياتية اليومية للفلسطينيين (مثل قدرتهم على التنقل وتخفيف الحواجز والسماح للمزيد من الفلسطينيين بالعمل في اسرائيل والوصول الى المسجد الاقصى للصلاة) مقابل تخفيف حدة /التحريض الفلسطيني/ وإنعاش الترتيبات الأمنية بين الطرفين سيعتبر إنجازا مهما يمكن له أن يتحقق بشكل واقعي".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن بداية شهر تشرين الثاني الجاري أنه لا يتوقع التوصل إلى صفقة سلام تؤدي لحل الدولتين فلسطين وإسرائيل قبل انتهاء دورته الثانية في الحكم التي تنتهي يوم 20 كانون الثاني 2017 أي بعد أقل من 14 شهراً.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد