rn

لا يختلف أحد على أن قتل المدنيين بمختلف جنسياتهم وعقائدهم يعتبر من الأعمال الإرهابية ، فمنذ اللحظة الأولى لتلقي خبر الهجوم الإرهابي على مطاعم باريس قد تهافت زعماء العالم بما فيهم الزعماء العرب ورجال الدين المسلمين بتصريحاتهم المتنوعة ذات المضمون نفسه وهو شجب وإدانة هذا العمل الإرهابي الذي أودى بحياة أكثر من مئة مواطن فرنسي وإصابة العشرات، وسرعان ما وُجهت التهم لتنظيم داعش الإرهابي والذي بدوره سارع بتبني الهجوم تحت عنوان غزوة باريس.

rn

ومن التحقيقات الأولية حول هذا الهجوم أعلن في باريس عن العثور على جوازات سفر سورية ومصرية لمنفذي الهجوم وهذا يحمل إشارات وراءها الهدف بإعادة النظر لحالة اللجوء التي يقوم بها المواطنين العرب فراراً من حالة الفوضى وعدم الاستقرار وتحديداً في سوريا التي تشهد أعنف أشكال حالات اللاستقرار والخوف والقتل على أيدي تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الإرهابية، هنا تتحدد ملامح الأهداف من هذه الأعمال الإرهابية التي بدأت تغزو العالم الغربي وبدأت في فرنسا كبرى دول العالم من حيث القوة، يستدل من هنا على أنه يوجد علاقة لما يحدث من فوضى في الوطن العربي والإرهاب الذي بدأت تتسع دائرته في العالم، فتنظيم داعش لا تحكمه الجغرافيا ولا التضاريس إن ثبتت صلته بالعمل الإرهابي الذي وقع في باريس.
فمنذ أن تأسس تنظيم داعش وبدأ بأعماله الإرهابية من قتل للبشر بأساليب وحشية لم نعهدها من قبل بحجة الإسلام يثبت بان هذا التنظيم تم تشكيله لتنفيذ سياسات دولية الهدف منها زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى الخلاقة وتفتيت الوطن العربي ونشر الحروب العقائدية والطائفية والقبلية وإضعاف الجيوش العربية، نعود إلى الحدث الحالي وهو العمل الإرهابي الذي وقع في باريس والذي تهافت بالإدانة والشجب زعماء العالم والعرب ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية بمختلف مسمياتها ومواقعها، ويبقى السؤال هنا لماذا لم يدان ويشجب الإرهاب الإسرائيلي الذي تمارسه دولة الاحتلال بشكل يومي بحق الطفل والمرأة والشيخ الفلسطيني دون أدنى مسؤولية أخلاقية، لماذا يصمت العالم على جرائم الاحتلال ومصادرة الأراضي الفلسطينية والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى في الوقت الذي يتحلى المناضلين الفلسطيني بكامل أخلاقيات النضال فلا يقتلوا الطفل الإسرائيلي ولا المرأة، فهدفهم واضح وهو قتل الجندي المعتدي المغتصب لأرضهم ومقدساتهم، إن مقاييس التعامل متفاوتة بل ازدواجية وعنصرية مع الإرهاب، والغريب أن العالم العربي يتفق في مقاييس التعامل مع الإرهاب مع العالم الغربي، فلم نسمع إدانات عربية ودولية صارخة وقوية للإرهاب الإسرائيلي كما أدانوا العمل الإرهابي في باريس والسبب يعود إلى طبيعة العلاقات الإستراتيجية والاقتصادية التي تلقي بظلالها على مستوى التعامل مع الإرهاب العالمي.
إن العمل الإرهابي الذي وقع في باريس سيعطي الذرائع والضوء الأخضر لأن يزيد من التدخل الغربي في شئون الوطن العربي بحجة القضاء على تنظيم داعش والذي هو صناعة غربية إسرائيلية بحتة، وفي المقابل فعلى الغرب أن يعيد حساباته في تدخله ومؤامراته التي خطط لها وينفذها في المنطقة العربية.
إن ما يشهده العالم من أعمال إرهابية يتطلب من المجتمع الدولي الوقوف ضد الإرهاب بكافة أشكاله وتحديداً في فلسطين المحتلة والذي يمارس فيها الإرهاب الإسرائيلي بأبشع صورة وأشكاله إلى أن تمادت يد الاحتلال لتصل حد التعاون مع المنظمات الإرهابية على الأراضي السورية لقتل اللاجئين الفلسطينيين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد