حزن وقلق وأمل في التهدئة - الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية

192-TRIAL- رام الله / سوا / فيما طغى الحزن والغضب في إسرائيل حول مقتل المستوطنين الإسرائيليين عقبها مقتل الشاب الفلسطيني ب القدس الذي اعتبره الفلسطينيون عملية انتقامية، يأمل كلا الشعبين في التهدئة، على ما نقل مراسلو DW عربية في رام الله والقدس و غزة .
حالة من التوتر تسود الأجواء الإسرائيلية الفلسطينية، فبعد أن نعت إسرائيل ثلاثة من مستوطنيها عثرت على جثثهم مقتولين بعد أن تعرضوا للاختطاف، هاهي القدس الشرقية تعيش حالة من الغضب والاحتقان بعد العثور على جثة فتى فلسطيني هو محمد أبو الخضير مقتولا تردد أنه كان ضحية عملية انتقامية لمقتل الشبان الإسرائيليين.
"الفلسطينيون في الضفة الغربية يريدون التهدئة"
حالة الاحتقان هذه كانت لها تداعيات أيضا على الوضع في الضفة الغربية، حيث يقول عبد الكريم سمارة، مراسل DW عربية في رام الله: "هذا الأمر أدى إلى نوع من الارتباك في الشارع الفلسطيني وغضب كبير جدا خاصة وأن الانطباع العام لدى الفلسطينيين بأن من اختطف المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة غير معروف." ويوضح بأن الرأي السائد في الضفة الغربية لا يرى أي مبرر وراء ما وصفه بـ"العملية الانتقامية التي راح ضحيتها الشاب الفلسطيني"، بحيث يقول: "هناك علامات شك كبيرة في أن يكون الفلسطينيون وراء اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة."


ويشدد سمارة على أن الفلسطينيين في الضفة الغربية "لا يقومون بأي نوع من التصعيد، بالعكس هناك تعقل، هناك مواقف سياسية من قبل الفصائل، من قبل منظمة التحرير بإدانة اختطاف وقتل الإسرائيليين الثلاثة". ويضيف قائلا: "هم مستعدون لأي شكل من أشكال عودة الأمور إلى حد ما إلى مجراها الطبيعي من خلال وقف الحملة الأمنية الإسرائيلية المتواصلة. "
وقد تصاعدت حدة التوتر في الضفة الغربية حيث اعتقل نحو 40 فلسطينيا أثناء مداهمات إسرائيلية يوم الثلاثاء في إطار حملة إسرائيل لإضعاف حركة حماس ، التي تتهمها بالضلوع في قتل الشبان الثلاثة الذي ترك صداه داخل إسرائيل.
"إسرائيل دولة قانون ترفض الأعمال الانتقامية"
وفي هذا الصدد يقول مراسل DW عربية في القدس مائير كوهيين إن اكتشاف جثث المستوطنين الإسرائيليين المختطفين هامدة قد أصابت الكثيرين في إسرائيل بالحزن والألم، لافتا إلى أن "البعض دعا عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى الثأر"، مشددا على أن ذلك يعد " ظاهرة جديدة على المجتمع الإسرائيلي." لكنه أكد في الوقت نفسه أن هؤلاء لا يشكلون إلا أقلية، بحيث يقول: "لقد خرج العديد من المسؤولين للتنديد بهذه الظاهرة وفي مقدمتهم وزيرة العدل تسيبي ليفني والمستشار القانوني للحكومة الذي دعا إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد هؤلاء. " ويضيف قائلا: " بعض عائلات القتلى استنكروا هذه الظاهرة واعتبروها تسيئ إلى ذكرى أبنائهم بل إن العديد من الحاخامات الإسرائيليين بما فيهم الخاحامات في المدارس الدينية في المستوطنات أدانوا مثل هذه العمليات واعتبروا أن إسرائيل هي دولة قانون، كما أن الديانة اليهودية لا تحث على الثأر أو القتل."


وأكد كوهين أن مقتل الشاب الفلسطيني في القدس قد "أدين بشدة سواء على المستوى السياسي و الشعبي ورئيس الوزراء أوعز ببذل كل الجهود من أجل الوصول إلى الجناة والشرطة لا زالت تبحث عنهم. إسرائيل دولة قانون ولا يستطيع أحد أن يتعدى على القانون." بيد أنه اشار في الوقت نفسه إلى أن إسرائيل تعيش وضعا خطيرا جدا وخاصة في مناطقها الجنوبية المتاخمة لغزة والتي تشهد كل يوم عمليات إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل ونصف مليون نسمة يعيشون في حالة من الرعب"، لافتا إلى أنه من حق بلاده أن ترد على مثل هذه التهديدات.
وفي الواقع، يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على قطاع غزة ردا على الصورايخ التي تطلق من داخل القطاع على الأراضي الإسرائيلية. رافقه تعزيز عسكري إسرائيلي على الحدود مع القطاع. ووفقا للإذاعة الإسرائيلية فإن هذه التعزيزات تأتي تحسبا لاحتمال تصاعد حدة الأوضاع الأمنية نظرا لاستمرار الاعتداءات الصاروخية من القطاع على الأراضي الإسرائيلية.
"قلق في غزة من تصاعد حدة التوتر"
وحول الوضع داخل قطاع غزة يقول مراسل DW عربية في قطاع غزة شوقي الفرا: "حالة من الترقب والحذر الشديدين تسودا أجواء قطاع غزة" ويوضح بأن "طائرات استطلاع إسرائيلية ترصد التحركات في قطاع غزة ليلا ونهارا"، لافتا إلى أن "الغارات الجوية الإسرائيلية ومنذ اختطاف المستوطنين الإسرائليين الثلاثة والإعلان عن مقتلهم على أهداف في قطاع غزة لم ينقطع." وعلى الرغم من أن القصف يستهدف مناطق غير مأهولة بالسكان، إلا أن ذلك "يخلف في الوقت نفسه مخاوف وذعر شديد في قلوب الغزاويين." أما عن التعزيزات العسكرية الإسرائيلية في محيط قطاع غزة، فيقول الفرا: "هناك توقعات بأن يقوم الجيش الإسرائيلي بعمليات عسكرية محدودة في قطاع غزة تطال بعض الشخصيات في حركة حماس أو الجهاد الإسلامي أو تنظيمات فلسطينية أخرى فضلا عن استهداف مقرات أمنية تتبع حركة حماس أو تنظيمات فلسطينية مختلفة."
ولكنه لاحظ في الوقت نفسه أن التطورات الأخيرة قد ألقت بظلالها على حياة سكان قطاع غزة اليومية، بحيث يقول: "الحركة في قطاع غزة تراجعت وتكاد تكون شبه معدومة، الأجواء مضطربة جدا مع تراجع زيارات الناس لبعضهم البعض بالرغم من أننا في شهر رمضان ." ويعزو الفرا ذلك إلى "وجود مخاوف من اندلاع موجة عنف جديدة في قطاع غزة قد تصل إلى حرب دموية."، على حد قوله. 134
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد