بعد عملية الخليل.. هل تمتلك الانتفاضة مزيد من المفاجئات؟

عملية

غزة / خاص سوا / لا تزال الانتفاضة التي خاضها شبان فلسطينيون ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي قائمة، في ظل وجود العوامل المساعدة لاستمرارها، والتي أبرزها السعي نحو تحرير أراضي الضفة الغربية.


فكانت بداية انطلاق الشبان بالحجر والمولوتوف والسكين التي قلبت موازين القوى لدى دولة الاحتلال الاسرائيلي، وادخلت ساكنيها في حالة من الرعب و "الهستيريا"، لا سيما أنها طالت معظم أرجاءها، والتي جعلت شوارع مدنها "شبه فارغة".


وبدا واضحاً أن طابع استخدام الوسائل البدائية في مقاومة الجيش الاسرائيلي هو أهم ما ميّز انتفاضة القدس منذ انطلاقها في بداية أكتوبر الجاري، ويثبت أنها شعبية بعيدة عن أي تخطيط أو تنظيم سواء من الفصائل الفلسطينية أو بشكل فردي، وخير دليل على ذلك أن منفذي العمليات لا ينتمون لأي فصيل.


وفي تطور لافت، أثبتته عملية الخليل التي نفذها مجموعة من الفلسطينيين بعد أن اطلقوا النار على سيارة للمستوطنين قرب مفترق "عثتئيل" جنوب المدينة، أدت إلى مقتل اثنين من المستوطنين واصابة خمسة آخرين، وانسحابهم من المكان.


وتعد هذه العملية الأصعب منذ بداية الانتفاضة، لا سيما وأن المنطقة التي جرت فيها العملية، تعتبر من أكثر المناطق التي يتواجد فيها الاحتلال ويكثف اجراءاته الامنية فيها، وفق وسائل اعلام عبرية.

 


الشابة نسرين- اكتفت بهذا الاسم- في العقد الثاني من عمرها، من نابلس والتي تشارك في المواجهات الدائرة كل جمعة، حينما تحمل "علم فلسطين" أثناء تواجدها في الميدان.


وتقول نسرين وعلامات القوة ارتسمت على ملامحها "سنبقى مستمرين في مواجهة الاحتلال حتى نيل حريتنا ودحره عن أرضنا الفلسطينية ومنع مخططات الاحتلال الهادفة لتقسيم المسجد الأقصى، وسنثبت له أننا يد واحدة في الميدان".


وتبدو ملامح الانتفاضة الحالية كما الانتفاضة التي بدأت بالحجارة وهذا ما تؤكده نسرين " بدأنا الانتفاضة بالحجارة والمولوتوف وبعض الوسائل البدائية، وسنبقى على الدرب حتى استقلال دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".


ولكنها أرادت توصيل رسالة للاحتلال مفادها "ان الانتفاضة الاولى انتجت اتفاقية اوسلو التي دمرت الشعب الفلسطيني وسلبت حقوقه، لكن هذه الانتفاضة ستجلب النصر بإذن الله".


وتوّقعت الشابة الفلسطينية استمرار الانتفاضة "اذا اشتدت المواجهات مع الاحتلال فستعود العمليات الفدائية والاستشهادية داخل الأراضي المحتلة واسرائيل، وفق قولها.


أما الشاب تيسير من مدينة نابلس – اكتفى بهذا الاسم بسبب الاوضاع الأمنية- ذو الواحد والعشرين عاماً، الذي لم يتردد يوماً في التوجه لمناطق التماس التي تندلع فيها المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي.


وحاول الشاب تيسير اختصار حكاية مشاركته في مواجهة الاحتلال قائلاً "نحن لا نريد سوى فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، مهما كلفنا الثمن وارتقى منا الشهداء".


ويضيف ب حماس ة "سنظل نقاوم بالحجر والمولوتوف حتى رحيل الاحتلال عن أراضينا". في حين أنه تذمر من شدة الخناق الذي يتعرضون له خلال الانتفاضة، وخاصة عدم مقدرتهم على حيازة السلاح.


ويتابع "نطالب الدولة بمساعدتنا في تملك السلاح، والسماح لنا بمقاومة الاحتلال بشتى الوسائل"، لكنه استدرك "ستكون العمليات الفدائية عنوان المرحلة المقبلة اذا اشتدت المعركة".


ولا بد التنويه إلى أن الشبان الفلسطينيين ماضون في طريقهم رغم محاولات اخماد الانتفاضة، وأبرزها جولات وزير الخارجية الامريكي جون كيري لاستعادة الهدوء في المنطقة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون.


بدوره، قال اللواء يوسف الشرقاوي المحلل والخبير العسكري بالخليل، إن أوضاع الضفة ستستمر على حالها في الوقت الراهن، لأن سبب نجاح الانتفاضات هو تغليب الطابع الشعبي عليها لتحييد اسلحة العدو العاتية.


وتوقّع الشرقاوي أن تستمر الانتفاضة وتشارك فيها قطاعات واسعة من الشعب بكتل بشرية "الجيل الرابع من الحرب" لفترة طويلة، إلى أن يُنهك العدو وتُرسم ملامح أهداف الانتفاضة.


وأضاف "البيئة الحاضنة في الضفة لم تهيئ حتى اللحظة، لأنها خضعت في السابق "لماكينة" ضخمة وشرسة من غسل الوعي والروح، والعزوف عن مقاومة الاحتلال"، متوقّعا أن تشهد الأيام المقبلة تطوراً نوعياً في استخدام وسائل مقاومة جديدة في حل تمادى العدو بجرائمه وأوغل بالدم أكثر.


كما تعرضت الضفة أيضاً إلى تهيئة ساحتها وأبناءها لنهج المفاوضات العبثية وتقاسم "الوهم مع العدو، بأن هذا الشعب لن ينتفض مجددا، وفق الشرقاوي.


ولكنه استدرك قائلاً "حين أيقن الشعب أن الثمن الذي سيدفعه في الانتفاضة في المقاومة أقل من الثمن الذي سيدفعه في المفاوضات واضاعة الارض انتفض "انتفاضة الوعي والضرورة".
وتبقى انتفاضة القدس تشكّل أرضية خصبة لتنفيذ المزيد من العمليات، في ظل زيادة الاعدامات التي تنفذها بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد