اسرائيل ومعادلة غزة:وقف الصواريخ يقابله الهدوء

124-TRIAL- غزة / خاص سوا/ تعيش أجواء قطاع غزة حالة من الترقب والحذر في ظل موجة التصعيد الحاصلة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل في ظل استمرار اطلاق الصواريخ من قطاع غزة والرد الاسرائيلي بالقصف ليلاً بالقطاع.
معادلة غزة باتت واضحة من خلال تصريحات المسؤوليين الاسرائيليين الأخيرة والتى أكدت ان اسرائيل لا ترغب في توسيع عملياتها في غزة وتشترط وقف اطلاق الصواريخ من القطاع مقابل عودة الهدوء لحدود غزة.
وقالت إسرائيل إن جيشها لا ينوي توسيع نطاق عملياته في قطاع غزة، لكنها أكدت أنها "سترد بحزم وصرامة" على أي اعتداء ضدها ينطلق من القطاع، بينما دفعت بمزيد من قواتها إلى المنطقة.  
الخبير والمحلل العسكري "واصف عريقات" رأى أن أي قرار بشن الحرب على أي جبهة من الجبهات لا يطلع عليه إلا رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الحرب وعدد قليل من المقربين منهما، مرجحاً أن يكون حديث الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي "أفيخاي أردعي" حول الهدوء هو من أجل الخداع ليس إلا.
ودلل عريقات على ذلك بالقول "إن المعطيات على أرض الواقع تقول غير ذلك، فالحشودات العسكرية الإسرائيلية على الحدود ما تزال مستمرة منذ الأمس"، ناهيك عن التصريحات الإسرائيلية التي هي في الأصل موجهة للفلسطينيين وفي نفس الوقت للجبهة الداخلية لتهيئتها لأي طارئ.
وتوقع عريقات في تصريحات مع وكالة (سوا) الإخبارية مساء اليوم الخميس، أن تشهد جبهة غزة عمليات عدوانية خاطفة وقاسية وسريعة سقفها دون الحرب بحسب السيناريوهات التالية، محاولة اغتيال قيادات فلسطينية في قطاع غزة بالمستويات كافة، رغم حديثهم عن ابعاد قيادات لغزة (للتضليل).
هذا بالإضافة إلى عمليات خاطفه وسريعة يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة ساعيا لتحقيق انتصارات سريعة ( شكلية واستعراضية لحفظ ماء الوجه) وهذا يتحقق من خلال عمليات قصف جوي ومدفعي مكثف وهجمات برية حدودية سريعة يمكن تنفيذها على أي من المحاور (أهداف قشرة) دون التثبت على الأرض يكون فيها احتمال الخسائر الاسرائيلية محدود .
والسيناريو الثالث خرق بري محدود على محورين رئيسيين في شمال غرب (جباليا) وشمال شرق (بيت حانون) ومحاولة بناء حزام أمني ومناطق عازلة تحول دون إطلاق الصواريخ الفلسطينية، وهذا يعتمد على حجم حشدهم للقوات بما فيها دعوة الاحتياط ، وعلى قدرة المقاومة الفلسطينية على احتواء الهجمات وصدها.
وقال موقع واللا الاسرائيلي أن " حماس غير معنية بالوصول الى عملية عامود السحاب 2، الا ان التقديرات تشير الى ان عمليات إطلاق الصواريخ الحالية تأتي على خلفية اختطاف وقتل الفتى ابو خضير في القدس ".
الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية "أبو مجاهد" اعتبر أن التصريحات الإعلامية الرسمية الإسرائيلية لا تنسجم مع الواقع على الأرض، حيث يحشد الجيش الإسرائيلي قواته على حدود قطاع غزة، بالإضافة إلى الغارات الجوية العنيفة التي تعرض لها قطاع غزة فجر اليوم والأيام الماضية.
وأوضح أبو مجاهد في تصريحات لوكالة (سوا) الإخبارية مساء اليوم الخميس، أن النية مبيته لدى الاحتلال الإسرائيلي لشن عدوان على غزة، والتصريحات تلك ما هي إلا خداع وكذب من قادة الاحتلال والناطقين باسمه.
وجدد أبو مجاهد التأكيد على حق المقاومة في الرد على أي اعتداء إسرائيلي، منوهاً إلى أن المقاومة بشكل عام لا ترغب في جلب معركة جديدة لغزة وأهلها، إلا أنها في الوقت نفسه إذا فرضت عليها أي معركة ستلتزم بالدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني.
وحول أي جهود للتهدئة بينهم كفصيل فلسطيني وإسرائيل، شدد على أن التهدئة لا بد وأن تكون متبادلة وتلبي جميع مطالب المقاومة المتمثلة في وقف العدوان وانهاء الحصار عن الشعب الفلسطيني.
وافادت مصادر عسكرية ان الجيش الاسرائيلي استقدم تعزيزات، بما فيها قوات مدرعة، الى محيط قطاع غزة تحسبًا لاحتمال تصاعد الاوضاع الامنية نظرًا لاستمرار الاعتداءات الصاروخية من القطاع على الاراضي الاسرائيلية .
وقالت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان الغرض من ذلك هو توجيه رسالة تحذيرية لقيادة حماس من مغبة استمرار اطلاق القذائف الصاروخية .
من جانبه، يرى المحلل والصحفي في جريدة الأيام المحلية عيسى سعد الله بتصريحات قادة جيش الاحتلال التي تزعم أن اسرائيل تريد الهدوء مقابل الهدوء بأنها جزء من حالة الخداع والتمويه التي دائماً ما يعتمد عليها جيش الاحتلال في حروبه وعملياته العسكرية.
وأضاف سعد الله خلال حديث لـ(سوا) إن قيادات اسرائيل الأمنية والعسكرية والسياسية تتعمد التضارب في التصريحات من أجل التشويش على افكار الطرف الفلسطيني وخصوصاً فصائل المقاومة.
ورفض سعد الله الحديث الدارج والتي تروجه وسائل الاعلام الاسرائيلية وتتناقله وسائل الاعلام العالمية بعدم مقدرة الكابينت الاسرائيلي على اتخاذ قرارا بشأن غزة، مشيراً إلى أن اسرائيل تعرف ما تريد واتخذت قرارها بشأن غزة ولا خلافات بين وزرائها في ذلك.
ويعتقد سعد الله أن القرار التي اتخذته اسرائيل هو ضرب أهداف نوعية في غزة تتراوح ما بين شخصيات عسكرية وسياسية لحركة حماس تحديداً، مضيفاً أن ما يؤخر تنفيذ العملية العسكرية الاسرائيلية هو عدم توفر الهدف، محذراً من مغبة التساوق مع التصريحات الاسرائيلية المتناقضة المقصودة.
وعزى سعد الله اعتقاده بوجود قرار اسرائيلي بالحرب إلى التحشيد العسكري الاسرائيلي الواضح حول قطاع غزة، بالإضافة إلى تهيئة اسرائيل الرأي العام المحلي والعالمي لعدوان قادم.
وقال سعد الله إن العقيدة الأمنية الاسرائيلية تقوم على التضليل والكذب والخداع وهو ما حصل في الحربين السابقتين عندما قررت المهاجمة يوم السبت دون اعطاء وزن واهمية لقدسية السبت في الديانة اليهودية، بالإضافة إلى استهداف قائد القسام الجعبري في الحرب الثانية في وقت كانت تسير الأمور نحو تثبيت التهدئة.
ولا يستبعد سعد الله أن تبدأ اسرائيل في تغيير خططها العسكرية اذا لم تصطاد الهدف النوعي والثمين التي حددته في اجتماعاتها الأمنية السرية المكثفة.
وتبقى الأيام المقبلة تحمل في طايتها ما ستؤول إليه الأمور في الساعات أو الأيام المقبلة، لا سيما وأن كلا الأطراف لم تفصح صراحةً عن توجهاتها الحقيقة في هذه الجولة.
164
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد