مركز الحوراني يحتفل بتوقيع كتاب "مشاعل على الطريق"

غزة / سوا/ نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق حفل توقيع كتاب "مشاعل على الطريق: قادة ورموز منظمة التحرير الفلسطينية" من تأليف الكاتب اللواء الركن عرابي كلوب وهو من منشورات المركز، وذلك ضمن أيام القدس الثقافية التي ينظمها المركز خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، نصرة للقدس وثوابتنا الوطنية تحت عنوان "الثقافة في نصرة القدس". وذلك في قاعة المركز التي غصت بالحضور من نواب المجلس التشريعي، وقادة العمل الوطني، وأعضاء الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين، وأبناء وأشقاء الشهداء الرموز، والكتاب والصحفيين والإعلاميين، ومخاتير ووجهاء ورجال إصلاح.

افتتح حفل التوقيع الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق مرحبا بالحضور والضيوف الكرام، وبقراءة الفاتحة على روح الشهيد القائد الرمز أبو عمار في ذكراه الحادية عشرة، وعلى روح المناضل والمفكر عبد الله الحوراني في ذكراه الخامسة، وعلى أرواح شهداء هبة القدس، وعلى أرواح شهداء فلسطين والأمة العربية. ثم رحب بضيفي حفل التوقيع الدكتور عبد الله الإفرنجي محافظ غزة، واللواء الركن عرابي كلوب مؤلف الكتاب.
وقال: كل التحية والتقدير للواء عرابي كلوب على هذا الجهد الرائع والمتميز الذي عبر عنه كتابه الجديد، هذا الكتاب الذي يتضمن سيرة ما يزيد عن سبعين عضوا قياديا في منظمة التحرير الفلسطينية، أفنوا حياتهم وجل وقتهم في خدمة القضية الفلسطينية وشعبها، من خلال المراكز السياسية والقيادية التي تبوؤها. وكان تركيز الكتاب الأساسي على الشخصيات القيادية التي ساهمت في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وكانوا أعضاء لجنتها التنفيذية الأولى، وكذلك الذين أصبحوا أعضاء في لجنتها التنفيذية على مدار سنوات نضالها وكفاحها لنيل حقوق شعبنا، كما تطرق الكتاب إلى سيرة قادة تاريخيين، قادوا النضال الوطني من خلال قيادتهم لتنظيماتهم الوطنية.
وأضاف الباحث زقوت متحدثا عن سيرة اللواء كلوب ومؤلفاته، حيث ذكر بأن عرابي كلوب من مواليد رفح عام 1950، حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية، وعلى العديد من الدورات في الإدارة العسكرية، عمل في عدة مراكز عسكرية في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، وبعد عودته إلى قطاع غزة عام 1994 عمل مديرا عاما للتنظيم والإدارة في الشرطة ومستشارا لمدير الشرطة حتى تقاعده في عام 2007. وقد كتب عشرات الدراسات حول الشرطة وعملها وإدارتها، بالإضافة إلى كتابات عن القادة العسكريين وسيرهم الذاتية.
وأشار مدير عام المركز ناهض زقوت، إلى أن الفلسطينيين من أكثر الأمم التي تحتاج إلى التوثيق، حيث أن كثيرا من فصول القضية الفلسطينية وتداعياتها ضاعت بسبب عدم توثيقها وحفظها، في حين نجد عدونا يصنع من الأوهام تاريخا له ويسجله وينشره. ومن هذا المنطلق، كان مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، يضع من أهم أهدافه حفظ الذاكرة الفلسطينية وترسيخ حضورها بين أبناء شعبنا، من خلال عشرات الكتب والدراسات التي نشرها، أو من خلال الندوات والمحاضرات التي ينظمها.
وتحدث اللواء عربي كلوب مؤلف الكتاب قائلا: خلال مسيرة شعبنا الطويلة سقط الآلاف من الشهداء، وهؤلاء لهم منا الوفاء لذكراهم حتى يكونوا منارة للأجيال القادمة، حيث أن هناك رجالا لا ينتظرون التاريخ ليكتب عن مسيرتهم، بل يسعى التاريخ إليهم ليكتب عن تاريخهم الناصع. هذه الشخصيات أثرت تأثيرا كبيرا في الحركة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية المعاصرة منذ انطلاقتها وحتى الآن.
وأضاف الكاتب كلوب، هذه المسيرة النضالية التي خطها الرجال والنساء وقدموا الكثير عبر مسيرتهم النضالية، وأنه من باب الوفاء للذين ناضلوا ودافعوا عن فلسطين وطنا وشعبا وهوية، وجب علينا توثيق سيرهم ونضالاتهم ومواقفهم المشرفة، لحفظ هذا التاريخ للأجيال القادمة، هذا التاريخ الذي إذا لم يتم كتابته وتوثيقه والمحافظة عليه يضيع ويهمل.
وأشار اللواء عرابي، من هذا المنطلق كان كتابنا "مشاعل على الطريق" في جزئه الأول والذي يختص برموز وقادة منظمة التحرير الفلسطينية وكوادرها وبعض القيادات العسكرية، وسوف يليه أجزاء أخرى تتناول قادة آخرين قدموا حياتهم من أجل رفعة الوطن وتحرره.
وأكد الكاتب كلوب، أن هذا الكتاب يأتي في ثلاث مناسبات، وهي: أن شعبنا يتعرض لأبشع أنواع العدوان والإرهاب، ويمارس شعبنا حقه المشروع في الدفاع عن نفسه في هبته الجماهيرية الحالية. وفي الذكرى الحادية عشر لرحيل القائد الرمز ياسر عرفات، وفي ذكرى رحيل المناضل والمفكر عبد الله الحوراني. وأضاف من سيرة هؤلاء الأبطال نستلهم الصمود والتمسك بالحقوق الوطنية المشروعة ومواصلة النضال حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتحدث الدكتور عبد الله الإفرنجي معبرا عن سعادته بوجوده اليوم لكي يحتفل بهذا الجهد الوطني الذي بذله اللواء عرابي كلوب بجمع المعلومات عن الشهداء الذين سقطوا من أجل فلسطين، والذين أفنوا حياتهم وضحوا بكل ما يملكون من أجل أن نعيد اسم فلسطين إلى الخارطة السياسية الإقليمية والدولية.
وقال: عندما نتحدث عن المشاعل التي ساهمت في خلق منظمة التحرير الفلسطينية، لا نستطيع أن ننسى الدور الكبير للقائد الرمز الشهيد أبو عمار، هذا القائد الذي بدأ حياته وناضل من أجل أن يرفع علم فلسطين، ولكي يرفع هذا العلم لابد أن يتحول شعبنا من شعب لاجئ إلى شعب فدائي مناضل.
وتناول د. الإفرنجي مسرة حياة القائد الشهيد أبو عمار منذ أن كان عضوا في اتحاد طلبة فلسطين بالقاهرة، وضابطا في الجيش المصري، إلى تأسيس حركة فتح وقيادتها النضال والكفاح المسلح من أجل تحرير فلسطين، وصولا إلى رئاسة منظمة التحرير في عام 1969، وحينها ساهم في دخول كل الفصائل الفلسطينية التي تحمل البندقية، إلى المنظمة، ولكل فلسطيني يحمل القلم، ولكل من يستطيع أن يساهم في النضال من أجل خلق الهوية الوطنية الفلسطينية. فكانت منظمة التحرير أول منظمة ديمقراطية في تاريخ العالم العربي، وكل هذا بفضل قيادة وحكمة الشهيد أبو عمار.
وأكد محافظ غزة عبد الله الإفرنجي، أنه في ظل قيادة أبو عمار والنضال الوطني الفلسطيني وصلت منظمة التحرير إلى الاعتراف الدولي في عام 1974، ومن قبل الاعتراف العربي، حيث أصبح للفلسطينيين كيانا موحدا وجامعا منذ هجرتهم من وطنهم عام 1948 إلى مخيمات اللجوء والتشرد. وكان هناك مئات من المتطوعين الفلسطينيين والعرب الذين التحقوا بالضال والجهاد تحت قيادة أبو عمار، الذي كان دائما في الصفوف الأول في كل المعارك التي خاضها شعبنا من معارك عسكرية إلى معارك سياسية ودبلوماسية.
وفي ختام حفل التوقيع أهدى مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق نسخة من الكتاب إلى كل الحضور

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد