صور:المجموعات الشبابية الإعلامية تضع قدما في حقل الصحافة
غزة / سوا / خريجو كليات الصحافة والإعلام بغزة ملف شبابي أخر يزيد من كاهل المدينة المحاصرة، جُلهم لم يجدو إلا قارعة الطريق للجلوس بعد رحلة الدراسة الجامعية، جراء تكدس المؤسسات الاعلامية ، وما يزيد الأمر تعقيدا الإقبال الكبير من الطلبة على تخصصات مهنة الصحافة في مختلف جامعات غزة.
الأمر الذي لا نقاش فيه أن المؤسسات الإعلامية أو الصحفية في غزة، لا تحتضن إلا من يمتلك قدرة عالية في إيجاد إحدى مجالات العمل الصحفي وبإتقان، لذلك من يدرس الصحافة أو من انهى دراسته و لا يمتلك إحدى مميزات العمل، مصيره أن يدون نفسه في سجل البطالة الذي يأخذ بالارتفاع في الآونة الأخيرة.
لكن رغم هذا التشاؤم، هناك عدة حلول للقضاء على هذه الآفة أولها وربما أخرها ، تشكيل فرق إعلامية لطلبة، لخلق أو تطوير مهارات طلبة الصحافة، وفق خبراء في الإعلام.
حديث هؤلاء المختصون كان له رصيدا على الواقع، فالفريقان الإعلاميان الشبابيان اللذان يحملان الاسم " نظرة شباب" و " غزة الحرة" التي تحتضنهم مؤسسة بيت الصحافة خير دليل على نظريتهم.
فجميع أفراد الفريقين هم طلبة حديثي العهد ولكن من خلال مشاركتهم وانخراطهم في المؤسسات أصبح كل فرد منهم يمتلك رصيداً يؤهله إلى العمل في أي مؤسسة إعلامية بغزة.
عن فريق غزة الحرة.. تشكل هذا الفريق قبل عام من صياغة هذا النص، ويتكون من 13 طالبا وصحفيا صاعداً، منهم من أصبح يجيد التصوير أو التحرير الصحفي أو المراسلة الصحافية من خلال دورات وورشات عمل نُظمت بالتعاون مع المؤسسة الحاضنة.
منسق هذا الفريق أحمد الحلبي يقول : " جميع طاقم الفريق له المقدرة على العمل في أي مؤسسة".
دعم الفريق نفسه بالدورات وورشات عمل، كانت أول أعماله تنظيم أسبوع صحفي يستهدف طلبة الإعلام في جامعات غزة.
وبعد أشهر من هذا العمل، نظم الفريق بمساعدة مؤسسة بيت الصحافة مشروع إعلامي يركز على تمكين الشباب الإعلامي، وبعد ذلك أخذ الفريق بالتوسع من مرحلة التدريب إلى مرحلة عقد المشاريع والشروع بزيارات خاصة إلى مؤسسات دولية ومحلية. بحسب ما يلفت إليه أحمد.
وفي غمرة ذلك صمم الفريق صفحة أخبار عاجلة ومفصلة لتغطية الهبة الجماهيرية التي انطلقت في مدن الضفة و القدس مع بداية أكتوبر المنصرم، باعتبارهم أصبحوا من الجسم الصحفي يقع على عاتقهم كالأخرين.
كذلك في وقت اندلاع مواجهات على نقاط التماس بين غزة وإسرائيل قسم الفريق نفسه إلى مجموعتين واحدة للتغطية الحية من نقطة الصراع وأخرى لتحرير ما ينقل وهكذا، فيما أصيب اثنين من الفريق بجروح متفاوتة، الأول أُصيب بالرصاص المعدني، والأخير شُج رأسه بعد ما أصابته قنبلة غاز مسيلة لدموع.
أما عن فريق " نظرة شباب" الذي أبصر النور قبل عام ونصف ، بقيادة الطالب حسن سمارة ، لم يختلف حاله نجاحه عن سابقه.
يقول سمارة مختصرا: " الفريق ساعد في نقلنا من طلبة إعلام مستوى ثاني إلى صحافيين صاعدين من خلال الانخراط في العمل الصحفي ، ومتابعة الاعمال الصحافية بعد إشراف أبرز صحافيي غزة علينا من خلال الدروات وورشات العمل والمعارض التي كانت تُنظم بمساعدة مؤسسة بيت الصحافة".
ويشار إلى أن مؤسسة بيت صحافة دعمت الفريق ماليا، بتنفيذ مبادرة إعلامية، استهدفت قرابة 100 طالب من كليات الصحافة والإعلام، فيما سلُم في ختامها شهادات معتمدة من المؤسسة ووزارة الإعلام.
أحد أعضاء الفريق ، حنان الأنقح فمن خلال مشاركتها في هذا الفريق، دفع بعض المؤسسات الإعلامية وتحديدا الإذاعية لطلبها في العمل ضمن المؤسسة، للعلم أن الشابة حنان لا زالت في المستوى الثاني في الجامعة.
وأخيرا.. النجاح الذي وصلت إليه تلك الثلة الصحافية الصاعدة، ساعدها عاملان الأول خطوة تشكيل فريق إعلامي شبابي و الأخير وجدت مؤسسة صحافية مستقلة حاضنة.