فروانة : أبو عمار كان وفيا للأسرى وأوصي بهم في آخر ايامه
غزة /سوا/ قالت "سهى عرفات" زوجة الرئيس الفلسطيني الراحل "أبو عمار"، خلال حديثها عبر الهاتف مع المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، أن الأسرى وهمومهم كانوا دوما في عقل وقلب زوجها، وان قضيتهم كانت حاضرة على أجندته دائما، وفي صلب اهتماماته، وحرص على إبقائها حية في كل الأوقات والأزمنة، وحاضرة في كافة الخطابات الشعبية والرسمية وعلى أجندة اللقاءات العربية والدولية، وأصر على إدراجها ضمن لقاءاته مع زعماء العالم، واصطحب معه أبناء الأسرى خلال لقائه الرئيس الأمريكي " بيل كلنتون" والرئيس الفرنسي "جاك شيراك" و"البابا يوحنا" وغيرهم. وحتى وهو على فراش الموت أوصانا وأوصى من حوله بالأسرى، وحثّ وزير المالية في الحكومة الفلسطينية آنذاك "د. سلام فياض " بمواصلة الاهتمام بهم.-حسب قولها-.
وأضافت: ان "ابو عمار" كان يتابع تفاصيل الحياة والأحداث في السجون الإسرائيلية، ويستفسر ليلا ونهارا عن أحوال الأسرى هناك، خاصة في فصل الشتاء والبرد القارس، ويتواصل دائما مع المسؤولين الفلسطينيين ويدعوهم للتحرك لإسناد الأسرى خاصة اذا ما تردد لمسامعه ان هناك اعتداء او اقتحام أو مواجهات في هذا السجن او ذاك. كما وكان حريصا على لقاء امهات الأسرى واطفالهم والاستماع اليهم وتوفير العلاج والتعليم المجاني وتقديم المساعدات المالية لهم ..الخ.
جاءت أقوال السيدة "سهى عرفات" هذه خلال حديثها عبر الهاتف مع الأسير المحرر والمختص بشؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة ، في الذكرى الـ(11) لاستشهاد "ابو عمار" والتي تصادف في الحادي عشر من تشرين ثاني/نوفمبر الجاري.
وذكر فروانة الى ان السيدة "سهى عرفات" تحدثت بفخر عن الأسرى، وأشادت بنضالاتهم وصمودهم ودورهم ومكانتهم، وعبرت عن قلقها حيال ما يتعرضون له من انتهاكات جسيمة وجرائم فظيعة، وبعثت ملايين السلامات لهم ولذويهم، وقالت كثير من الكلمات والروايات عن الشهيد أبو عمار وعلاقته بالأسرى واحتضانه لقضيتهم وحرصه على تقديم كل الدعم لهم. الأمر الذي يتطلب توثيق تلك العلاقة الحميمة التي ربطت الرئيس بأبنائه الأسرى.
وفي السياق ذاته قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤونها في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، بأن كافة الشهادات والروايات تؤكد على ان الشهيد القائد "ياسر عرفات" رحمه الله ، كان بالفعل وفيا ومخلصاً للأسرى والمحررين وقضيتهم العادلة، وكثيرة هي المناسبات التي ردد فيها مقولته الشهيرة "خيرة أبناء شعبي في السجون والمعتقلات الإسرائيلية". وشكّل مبعثاً للأمل والتفاؤل لدى الأسرى وسندا حقيقيا لهم ولأبنائهم وعائلاتهم، فسكن قلوبهم، وحفر اسمه عميقا في ذاكرتهم، واحتل مساحة واسعة وثابتة في عقولهم ووجدانهم.
وأضاف: أن "أبو عمار" كان حريصا على تحقيق حلم الأسرى بالحرية بما يعزز النضال الوطني الفلسطيني وديمومته، فعمق من ثقافة الأسر والخطف لجنود الاحتلال ومواطنيه ومستوطنيه، وأشرف على انجاز العديد من صفقات التبادل منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة. كما وأصرّ على اطلاق سراح الأسرى في اطار "العملية السلمية"، فأجاد فن المزاوجة ما بين المقاومة والتفاوض ونجح في اطلاق سراح أكثر من (16) ألف أسير ومعتقل فلسطيني وعربي من السجون الإسرائيلية عبر صفقات التبادل و"العملية السلمية" منذ اتفاقية "أوسلو"، بالرغم مما يمكن أن يسجل عليها من انتقادات.
وأوضح فروانة بأن دور الشهيد لم يقتصر على العمل من أجل ضمان حرية الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، وانما امتد لدعمهم واسنادهم لما بعد اطلاق سراحهم، فكان حريصا على أن يوفر للمحررين وعائلاتهم مستوى لائق من الحياة الكريمة فأنشأ في آب/أغسطس عام 1998 وزارة تعنى بشؤون الأسرى والمحررين، مما شَّكل سابقة هي الأولى من نوعها على المستويين العربي والإسلامي، الأمر الذي أحدث نقلة نوعية في مكانة وحضور قضية الأسرى على المستويين الوطني والسياسي، ومع الوقت احدث ذلك أيضا نقلة غير مسبوقة في طبيعة ومستوى وحجم الخدمات التي تقدم لهم.
ودعا فروانة جماهير شعبنا إلى حماية ارثه الفريد، وصون تاريخه العريق، والتمسك بالثوابت الوطنية التي ناضل واستشهد من أجلها، والسير على دربه ودرب كل الشهداء نحو تحقيق أهداف شعبنا المشروعة في دحر الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.