فتح معبر رفح بشكل دائم مرهون بتوافق ثلاثي

غزة / خاص سوا / عاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجدداً لتنفيذ زيارات لبعض الدول العربية لعقد اجتماعات مع الرؤساء العرب لبحث مستجدات القضية الفلسطينية وسبل حلها.


ووصل أمس الاحد الرئيس عباس للعاصمة المصرية القاهرة في أولى جولته للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، لبحث عدة قضايا وكان أبرزها ايجاد الحل المناسب ل فتح معبر رفح البري أمام الفلسطينيين.


وفي هذا السياق، اشترط السيسي أن يتسلّم حرس الرئاسة الفلسطينية لفتح المعبر، قائلاً "عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، وتوليها الإشراف على المعابر، سيكون له نتائج إيجابية على انتظام فتح المعابر مع القطاع".


وأضاف " تولي السلطة الإشراف على المعابر "سييسر معيشة الأشقاء الفلسطينيين في غزة، ويساهم في توفير احتياجاتهم اليومية".


فيما يرى مختصون ومحللون أن تطبيق تصريحات السيسي على أرض الواقع وفتح معبر رفح، مرهون بموافقة حركة حماس على تسليم المعابر وسحب موظفيها العاملين هناك.


وقال الكاتب والمحلل السياسي طلال أبو عوكل، إن فتح المعابر وخاصة معبر رفح، مرهون بموافقة حماس على تسليم المعابر للسلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الطرف الأول لم يبدِ استعداده حتى اللحظة لذلك.


وأضاف عوكل لـ "سوا" الاخبارية: "إذا انسحبت حماس وسلّمت المعابر، لم تكن هناك حجة لاستمرار اغلاق المعبر".


وأوضح أنه يمكن فتح معبر رفح في حال ترتيب الفلسطينيين أوراقهم الداخلية، والاتفاق على خطوات جديّة على أرض الواقع، مستبعداً في الوقت ذاته قبول حركة حماس بسحب موظفيها العاملين في المعبر، وشروط السيسي.


في حين أن عضو المكتب السياسي لحماس زياد الظاظا، قال إن حركته ليست جهة احتلال لتسيطر على معبر رفح البري، داعياً الحكومة المصرية لدعم قطاع غزة ورفع الحصار عنه عبر فتح معبر رفح البري.


وأضاف الظاظا في تصريح خاص لوكالة (سوا) حول امكانية تسليم معبر رفح للحكومة الفلسطينية: "الحكومة في رام الله ليست هي المتفق عليها، فقد تغيرت بعد التعديل عليها دون موافقة الفصائل وحركة حماس".


وبالعودة إلى عوكل، فإنه أكد أن انهاء الانقسام والتخلص من الاجواء السلبية والمشاحنات بين الضفة وغزة، يساهم في الوصول لاتفاق يمكن من خلاله فتح معبر رفح، وفك الحصار المفروض على القطاع.


وأشار في الوقت ذاته، الجانب الفلسطيني لا يستطيع فرض شروط معينة لفتح معبر رفح.


وهذا ما ذهب إليه المحلل السياسي محمد هواش، بالقول "إذا وافقت حماس على الشروط المصرية، فإنه يمكن إعادة ترتيب كل ما يتعلق في المعبر وفك الحصار عن غزة".


وأوضح هواش أن مصر تشترط وجود جهة رسمية لمناقشة ملف المعبر "وهذا غير متوفر الآن، في ظل توتر العلاقة بين حماس ومصر"، مضيفاً "حل قضية المعبر يحتاج إلى ترتيب سياسي مع السلطة الفلسطينية".


وتابع "هناك حكومة توافق يجب ان تبدأ بعملها بصورة دائمة في حل القضايا العالقة والتي تشمل الامن والمعابر ورفع الحصار المفروض عن قطاع غزة".


لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنه اصبح لدى حماس قناعة بأن الموقف السابق غير مناسب، ويجب تغييره من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني "حماس تفكر بتخريج لقضية المعبر وغيّرت موقفها السابق"، وفق قوله.


وتحيط بقطاع غزة سبعة معابر، تخضع ستة منها لسيطرة إسرائيل، والمعبر الوحيد الخارج عن سيطرتها، معبر رفح الذي يربط القطاع بمصر، وهو مخصص للأفراد فقط، والمنفذ الوحيد لسكان القطاع (1.9 مليون فلسطيني) على الخارج، وتغلقه السلطات المصرية بشكل شبه كامل، منذ تموز/يوليو 2013، وتفتحه لسفر الحالات الإنسانية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد