محللون اسرائيليون:الكابينيت غير قادر على اتخاذ قرارات متطرفة ضد غزة

270-TRIAL- القدس / سوا / أجمع أغلب المحللون الإسرائيليون، صباح اليوم الخميس، على أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابنيت" بات في وضع صعب للغاية ولم يعد قادراً على اتخاذ قرارات أكثر تطرفاً وتوسيع حجم الرد على مقتل الجنود الثلاثة.
وارجع هؤلاء المحللون استنتاجاتهم لعدة عوامل تتلخص في جريمة قتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير في شرقي القدس على يد المستوطنين وما تبعه من حالة غليان مستمرة في الشارع الفلسطيني تؤشر على خروج الوضع الأمني عن السيطرة وتنذر بانتفاضة جديدة إلى الجانب التنديد العالمي الشديد بالجريمة.     
فمن جهته قال "تشيكو منشي" المحلل السياسي لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن مقتل الفتى الفلسطيني والمظاهرات الصاخبة المستمرة حتى صباح هذا اليوم بالقدس بالإضافة الى التنديد والشجب العالمي للحادثة كل ذلك ادى الى تغيير استنتاجات الكابنيت الامني واوجب عليه إعادة تقييمها من جديد وكل هذا ضيّق إمكانية الرد على مقتل الجنود الثلاثة.
وكتب المحلل الإسرائيلي رون بن يشاي في صحيفة يديعوت أحرنوت، صباح اليوم، أن المواجهات تضع المجلس الوزاري المصغر في وضع صعب، بينما يحاول منذ ثلاثة أيام اتخاذ قرار بشأن الرد المناسب على مقتل المستوطنين الثلاثة.
وأضاف: إن مقتل الفتى العربي محمد أبو خضير من شعفاط، والأصوات العنصرية للإسرائيليين في الشبكات الاجتماعية والتي تدعو للانتقام تحدث تآكلاً خطيراً في "الشرعية" الدولية التي تمتعت بها (إسرائيل) قبل 48 ساعة.
وأوضح أنه مع "هذه الشرعية" فقد كان بإمكان (إسرائيل) أن تبدأ حملة عسكرية على قطاع غزة ، بيد أن القيام بمثل هذه الحملة الآن، بعد مقتل أبو خضير، من شأنه أن يشعل المنطقة، وليس فقط في الضفة الغربية، وإنما في الأردن ومصر أيضاً، وربما في لبنان.
وأشار المحلل العسكري اليكس فيشمان في صحيفة هآرتس، إن الحشود العسكرية الإسرائيلية في محيط قطاع غزة الغرض منها درع المقاومة وليس الحرب، مشيراً إلى أن توصيات الأجهزة الأمنية للمجلس الوزاري في هذا التوقيت هي إظهار القوة والاستعداد بهدف أن يراها "العدو" ويرتدع، ولكن بدون كسر قواعد اللعبة عن طريق عملية عسكرية واسعة النطاق.
ويضيف: إن الجهود العسكرية تتركز أساساً على المستويين الاستخباري والجوي، حيث تحاول الاستخبارات الوقوف في اللحظة الحقيقية على أي تطورات قد تحصل، سواء على المستوى التكتيكي للقوات العسكرية أم على المستوى السياسي.
وقال فيشمان: إن بعض الوزراء في المجلس الوزاري يعارضون شن هجوم على قطاع غزة، بسبب الخشية من مدى قدرة الجبهة الداخلية على الصمود، إضافة إلى التبعات الدولية التي قد تنشأ نتيجة للهجوم، وبعد ذلك يأتي الثمن العسكري للقيام بعملية برية وساعة النطاق في قطاع غزة، وفي الأخير يذكر الثمن الذي ستدفعه (إسرائيل) كنتيجة للمكوث في قطاع غزة لفترة زمنية طويلة.
ويضيف فيشمان: أنه من أجل أن تتخذ حكومة إسرائيلية متزنة قراراً بالقيام بحملة عسكرية، مماثلة لـ"عامود السحاب"، فإنه يجب أن تحصل زعزعة تامة لعملية الردع، وبالتالي فمن الجائز الافتراض أن هذا ما يحصل اليوم عندما قرر المجلس الوزاري عدم القيام بعملية ضد حركة حماس في قطاع غزة، وترك توقيت الهجوم بيد وزير الجيش موشي يعالون ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو . 94
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد