rn

الاسبوع الماضي كتبت لكم عن مبادرة شبابية ستنفذ اليوم في تمام الساعة السادسة مساءً على صعيد الوطن والعالم، مبادرة #لنغني_موطني_معاً، لي الشرف أن أكون عضو في فريق العمل، اذا سمحتم لي سأتحدث اليوم في مقالي هذا عن الدروس والعبر والاستخلاصات التي تعلمتها خلال هذه المبادرة، على أمل إبراز ما وراء الكواليس التي أعتقد بأنها المصنع الأساسي لأي فعل، فما وراء الفعل يجب عدم إغفاله لأن أساس الفعل ذاته.
جميع أبناء شعبنا في المهجر والشتات والداخل، وبمعنى أشمل أينما تواجد الفلسطيني على الكرة الأرضية هو جاهز لأي فعل يخدم فلسطين، وهنا يجب التركيز فقط..فقط.. على الهدف النهائي وهو فلسطين، دون أي توجيه واستثمار هذا الفعل لأي حزب أو مؤسسة أو شخص كان، لهذا علينا كشعب تنظيم وإعادة الرؤيا للسياق العام للقضية الفلسطينية، وخصوصاً بأن أدوات النظام السياسي أصبحت بعيدة كل البعد عن الفلسطيني بل أصبحت ثقل يحمله المواطن الفلسطيني أينما كان دون موافقته ورفضه لهذا الحمل، لهذا نجد الفلسطيني يبتعد عن أي فعل يأتي من أشخاص أو/و مؤسسات لا يؤمنون بأنهم أصبحوا في زمن الشيخوخة والموت السريري، والبعض لا يعلم بأنه ميت!!
القطاع الخاص الفلسطيني، يؤمن بالنتيجة والمحصلة النهائية للفعل، وهذا حقه لأنه لا يريد أن يبعثر أمواله دون نتيجة أو فائدة، لا يوجد شركة أو شخص ينتمي لهذا القطاع إلا وقدم ما يمكن أن يقدمه. لقد شارك أبناء هذا القطاع من داخل مؤسساتهم كل حسب اختصاصه، القضية ليست أموال إذن كعائق للفعل بقدر ما هو التفكير بكيفية الحصول على نتائج مثمرة دون أي خسائر، الكثير من الشركات الخاصة والأفراد ساهموا دون أن يتم الطلب منّا بوضع شعارهم أو نروج لهم، وهنا مربط الفرس بأنه علينا نحن أنقنعهم بأهمية الحدث المراد دعمه وبأنه يهدف فلسطين أولاً وأخيراً.
وعلى صعيد الأدوات لأي فعل؛ من المهم جداً استخدام الوسائل الجديدة التي أصبحت جزء منّا دونما أن نشعر، مثل الموبايل، اللابتوب، آي باد، والبرامج الإلكترونية المتنوعة التي أصبحت تتكاثر دون السيطرة عليها، لهذا الجيل الشاب الفلسطيني أصبح كجيش مسلح بأدوات عبارة للقارات يصل من خلال الصورة والفيديو والكلمة لأي مكان يريده، أصبحت الأفكار والمواد تتناقل من الخليل الى شيكاغو الى عكا الى الجزائر الى الناصرة الى طولكرم الى عمان الى رفح... الى العالم. أصبحت الأدوات والأفكار المبدعة تحدث الفعل بأكمل وجه وتصيب الهدف المراد، هذا الجيش الإلكتروني متواجد متناثر بشكل عشوائي لكنه منظم فيما بينه، يستخدم لغة مختلفة عن ما نسمعه بشكل يومي في نشرات الأخبار، والتي أصبحت صدئة متآكلة على ذاتها وعلى من يطلق هذه التصريحات الواهية.
علمني موطني بأن الفعل هو أساس الكلمة، من يعمل في الميدان أفضل من ينتقد كونه ليس جزء من الفعل، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن ميدان الفعل مفتوح للجميع، نعتذر ممن أرادوا أن يكونوا أولياء على الفعل بمعنى أن يريد أن يكون المايسترو وهو لا يتقن العزف على أي آلة موسيقية، نعتذر ممن كان على فراشه نائم ولا يعجبه الفعل كونه لا يتقن سوى نقد الفعل، علمني موطني بأن أفضل نقد للفعل هو فعل آخر يطور الفعل أو الفكرة دون أن تحطم ما يتم تنفيذه، علمني موطني بأن المريض يريد جميع من حوله مريضاً والمهزوم يتمنى أن تصبح مثله خاسر، علمني موطني بأن الحب وحده لا يحرر الوطن، الجسد، الروح.
موطني ليست فكرة وتنتهي، موطني بالتأكيد يريد أكثر من مجرد غناء ونشيد وعلم، لكن أجمل ما في موطني بأن الجميع يريد أن يعزف بالآلة التي يتقن العزف عليها، خلال الأيام الماضية رأيت شباب تبكي وهي تنشد موطني، رأيت كبار السن ينشدون موطني من قلبهم، رأيت ذوي الإعاقة ينشدون ويعزفون موطني والصم ينشدون موطني بلغتهم الخاصة، رأيت رجال ونساء خانتهم أحلامهم في بناء بيت وعائلة في الوطن فغادروا والوطن معهم ورحلوا لكنهم مازالوا ينشدون موطني، موطني ليس مجرد نشيد للفلسطيني، موطني ليست كلمة، موطني أكبر من الجميع.. لكن بحاجة الى عمل الجميع... لن أقول شكراً لكل من ساهم في هذه المبادرة لأن موطني يطلب منهم أن يقدموا كل ما لديهم من أفكار وطاقات وعمل حتى نراه سـالما مـنـعـما و غانـما مـكرما.
للتواصل:
بريد الكترونيmehdawi78@yahoo.com
فيسبوك RamiMehdawiPage

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد