أثبت الحراك الشعبي خلال الشهر الماضي أن الفرد هو من يبادر ويتمرد ويناضل، والمؤسسة بمفهومها الواسع سقطت وتسقط، العديد من المبادرات الفردية والجامعية بدأت تتشكل في القدس .. رام الله .. غزة .. طولكرم.. بيت لحم ... الخليل، وأستطيع أن أقول في أغلب محافظات الوطن، جميع تلك المبادرات تثبت بأن الشعب في واد والمؤسسة في واد بعيد كل البعد عن نبض الشارع. ومن هذه المبادرات مبادرة # لنغني_موطني_معاً. وهنا أضع المقال كجزء مساهم في تسليط الضوء على هذه المبادرة الإلكترونية.

موطني، قصيدة الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان وموسيقي لمحمد فليفل، نشيد يتغني بالمقاومة الفلسطينية في مواجهة الانتداب البريطاني والاستعمار الصهيوني. ويعتبر النشيد الموحد للأمة العربية لدعم القضية الفلسطينية. استخدم المناصرون الجزائريون للقضية الفلسطينية اللحن خلال اللقاءات الدولية «فلسطين شهداء» أما في العراق فقد قام الكولونيل عبد الكريم قاسم الذي أسقط النظام الملكي باعتماده نشيدا وطنيا بعد أن أعد لويس زنبقة لحنا آخر له. ما زال هذا النشيد رمزا لنضال الفلسطينيين ضد المستعمر الصهيوني والاحتلال المتعاقب على أرض فلسطين.
«لا نريد... لا نريد ... ذلنا المؤبد.... وعيشنا المنكد... لا نريد، بل نعيد.. مجدنا التليد ... مجدنا التليد...موطني .... موطني». هذا ما سيقوله الفلسطينيون ومناصرو القضية في معظم دول العالم يوم السبت الموافق 7 تشرين الثاني 2015. انطلقت فكرة #لنغني_موطني_معاً من مجموعة فلسطينيين يحملون رسالة يتمنون أن تصل للعالم أجمع. وتقول ربى المسروجي منسقة الحملة» فكرة الفعالية هي فكرة رمزية وجمالها في رمزيتها وسهولة تطبيقها. هي شعبية تلقائية وغير نمطية. والأهم من ذلك أنها إحدى وسائل المقاومة السلمية، حيث سننشد هنا في فلسطين، وسينشد العالم معنا. وما يميز هذه الفعالية أنها تتطلب روحا إبداعية وريادية من المجموعات المختلفة التي تعمل على تنفيذها في مختلف دول العالم. فكل مجموعة تنسق للفعالية بالطريقة التي تراها مناسبة لتحقيق الهدف. والدعوة عامة مفتوحة للجميع من كل الشعوب والأعمار والأعراق. هي نوع من الهبة العالمية التي انطلقت من فلسطين لتجوب العالم.»
كل مجموعة تبنت هذه المبادرة، ستقوم بالغناء وتصوير النشيد لتحميله على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لحشد أكبر عدد ممكن من الرسائل الداعية لتحرير فلسطين من الاحتلال الذي طال أمده، وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بكرامة في أرضه.
وتضيف المسروجي «من هنا جاءت دعوتنا إلى من يحملون رسلتنا بتبني الفكرة والإضافة عليها ومحاولة عمل حشود في بقاع الأرض المختلفة ليصدح صوتنا في نفس الساعة ويعلو ليسمع العالم بأسره أننا ما زلنا شعبا تحت الاحتلال وأننا نتوق للحرية لأننا نحب الحياة اذا ما استطعنا اليها سبيلا.»
انطلقت المبادرة قبل أسبوع بالتحديد يوم 23 تشرين أول 2015. ولاقت ترحيبا واسعاً في أنحاء العالم شتى، حتى إن الدعوات للمشاركة قاربت ال 50 ألفا على صفحات الفيسبوك وهذا التفاعل الواسع يشير إلى حجم التضامن العالمي والتأييد الذي تحظى به القضية الفلسطينية العادلة. وأن الشعوب باتت ترغب في التحرك نحو عمل حقيقي يؤدي إلى نتائج ملموسة على الأرض.
يهدف القائمون على هذه المبادرة الى إسماع الصوت الفلسطيني للعالم من خلال هذه المبادرة، وهي ليست بالأولى في تاريخ الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من ستين عاما. ولن تكون هذه المبادرة الأخيرة فهي واحدة من الجهود الكثيرة المتراكمة التي أطلقها الشعب الفلسطيني في سعيه نحو حقه الطبيعي في الحرية والحياة بسلام وأمان في ظل دولة مستقلة كاملة السيادة.
أهم أهداف هذه الفعالية، جمع الشعب الفلسطيني كله تحت لواء الوحدة والتضامن وتحت الراية الفلسطينية في كافة مناطق تواجده في القدس الجريحة، في الضفة، في أراضي عام 48 وفي الشتات العربي والغربي، وتركيز الجهود على التواصل المستمر مع المناصرين للقضية الفلسطينية الذين تضامنوا معنا في هذه الحملة وفي المبادرات الأخرى، لكي نكثف جهودنا معهم ونحدث تغييرا في السياسة العالمية باتجاه إحقاق الحق الفلسطيني.
ولابد من التنويه هنا الى أن هذه المبادرة ليست حدثا عارضا ليوم واحد بل هي تستند إلى أساليب مقاومة أخرى منها حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات الدولية، التي تستهدف تهميش دولة الاحتلال عالميا وتقييد التعامل مع اقتصادها ومؤسساتها الأكاديمية والثقافية بغية عزلها وإجبارها على التخلي عن احتلالها كحل دائم للقضية الفلسطينية.
من خلال #لنغني_موطني_معاً، نحشد العالم في حدث فني وغناء جماعي لأغنية فلسطينية تحمل دعوة للحرية. وبذلك نشدد على أهمية التواصل الثقافي والاجتماعي والفني والرياضي مع العالم كله لكي نخلق لنا في العالم مكانا نستحقه بفضل تاريخنا ومقاومتنا وثقافتنا، التي هي أيضا أصبحت مستهدفة وأصبح الكيان الصهيوني ينسبها لنفسه.

للتواصل:
بريد الكترونيmehdawi78@yahoo.com
فيسبوك RamiMehdawiPage

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد