المخاطر الصحية والنفسية, تعصف بنساء أجبرن على الإنجاب المتكرر
غزة / نورهان المدهون / الأمومة شعور جميل تتمناه كل النساء, وغريزة انسانية على الرغم من التعب والإرهاق الذي يحمله الإنجاب فى حالته الطبيعية للأـم الحامل ، فماذا عن الإنجاب المتكرر دون فارق زمنى بين طفل وآخر والذى يسبب المخاطر الصحية والنفسية لكل من الأم والطفل على حد سواء ، بالإضافة إلى مسئولية العناية والتربية التى غالباً ماتقع على كاهل الأمهات ، هذه المعاناة تشاركتها مجموعة من النسوة أجبرهن أزواجهن على الإنجاب المتكرر دون مبرر مقنع لذلك.
تقول أناهيد 21 عاماً " تزوجت بعمر 16 ، ورزقت بطفلتين إناث وأجهضت ثلاث مرات لأسباب صحية ، ولازال زوجى مصراً على إنجاب الطفل الذكر رغم الألم الذى أصابنى من الإنجاب والإجهاض" .
وتضيف " ازاد وزنى بشكل مفرط ، وأصبت بضعف الدم وألم الأسنان والمفاصل ، وحذرتني الطبيبة من الإنجاب حتى أستعيد صحتي ، وبت الآن بين نارين غضب زوجى وآلامي الجسدية".
ذات المعاناة تواجهها إيمان 28 عاماً فزوجها يرفض وسائل تنظيم الحمل ويسعى لتكوين أسرة كبيرة نظراً لأنه الابن الذكر الوحيد لوالديه ، حيث فشلت كل التدخلات لإقناعه بضرورة التنظيم حتى تسترد زوجته عافيتها " .
تصف إيمان معاناتها " زوجي يحذرني من استخدام موانع الحمل مما أدى إلى حملى بعد الأربعين مباشرة مما أنهك جسدى صحياً ونفسياً ، فهو لايكترث لأمري رغم علمه بالمخاطر التى أتعرض لها خلال الحمل والولادة ، فكل مايريده إنجاب الأطفال دون مراعاة لي ".
وتستكمل " فى أقل من عامين أصبح بعنقي طفلين رضيعين ، إضافة إلى ثلاثة آخرين بحاجة إلى تربية وعناية وتوجيه ومتابعة ".
" إمي خلفت تسعة وربتهم وماكانت تتعب " هذا مايردده زوج سهام 38 عاماً على مسامعها ، ويهددها بالزواج بأخرى فى حال فكرت بتنظيم النسل وتوقفت عن الإنجاب .
تقول وهى تحتضن طفلها الرضيع وإلى جوارها آخر " لدى خمس أطفال أصغرهم بعمر الست شهور، وجميعهم فى أعمار متقاربة ، نادراً ماأخرج من البيت لانشغالى بالاهتمام بأطفالى وخوفاً من ازعاج الغير بعددهم الكبير عند تأدية الزيارات العائلية ".
تتابع " فى فترة حملى يرتفع معدل السكر فى الدم ، هذا بالإضافة لضغط الحمل والتعب والإرهاق ، ولم أعد قارة على تحمل تعب الحمل والولادة خاصة وقد أصابتنى حمي بعد ولادة طفلى الأخير ، بالإضافة إلى عبئ تربية أطفال بأعمار متقاربة كأنهم توائم .
وتؤكد د.سوزان شعت أخصائية النساء والولادة أن الحمل المتكرر يستنفذ طاقة المرأة الجسدية ويؤثر على صحة الطفل وتغذيته من الرضاعة الطبيعية ، ويفقد المرأة نسبة كبيرة من الكالسيوم وقد يعرضها مستقبلاً لهشاشة العظام.
وأوضحت أن الولادات المتتابعة تعرض الأم لأمراض الضغط والسكرى وتصيبها بالضعف العام وفقر الدم قائلة " الحمل المتكرر يؤدى إلى هبوط الرحم والتهابات عنق الرحم وهناك بعض المشكلات التي يمكن أن تتعرض لها المرأة أثناء الحمل والولادة مثل تسمم الحمل والنزيف وحمى النفاس " .
ونصحت د.شعت بضرورة وجود فارق زمنى لا يقل عن عامين ونصف بين كل ولادة وأخرى مما يمكن الأم من استعادة عافيتها ، ويصبح الفارق مناسباً للاهتمام بالطفل .
فيما أوضحت الأخصائية النفسية فداء عمر أن إجبار الزوجة على الحمل المتكرر عنف غير مقصود يسبب لها الإرهاق النفسى والجسدى خاصة وأنها تكون مكره على الحمل ، مشيرة إلى الشرع الذى منحها سنتين من الرضاعة لكى يأخد مولودها حقه من الرضاعة الطبيعية والاهتمام .
وأضافت " الحمل المتكرر دون فارق زمنى يعرض المرأة للقلق المستمر والاكتئاب ، والحرمان من الراحة ولايمكنها من استيعاب أطفالها ورعايتهم " ، منوه إلى فقدان الأم فرحة استقبال المولود الجديد والتحضير له .
وأشارت عمر إلى التأثيرات النفسية التى تنعكس على الأطفال كالحرمان من الاهتمام ، والغيرة بين الأخوه ، مؤكدة على ضرورة وجود فارق زمنى بين الأطفال حفاظاً على الصحة والنفسية والجسدية للمرأة والطفل ، وضمان التربية على أسس سليمة للأطفال .
وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية نحو ألف إمرأة تموت حول العالم يومياً جراء مضاعفات الحمل والولادة ، وتزداد عوامل الخطر عند حمل المرأة وهي في سن صغيرة أو عند التقدم في العمر أو جراء الحمل المتكرر أو الحمل بفترات متقاربة .
** تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع "أوقفوا العنف ضد النساء" الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)