تقدير إستراتيجي: 3 سيناريوهات أمام "انتفاضة القدس"
القدس / سوا/ توقع "مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات" أن تؤول الهبة الجماهيرية التي انطلقت في الأول من أكتوبر الجاري، إلى واحد من بين ثلاثة سيناريوهات؛ تقويض الانتفاضة، أو المراوحة، أو اتساع رقعة المواجهة.
وقال المركز في تقدير إستراتيجي له صدر الشهر الجاري إن السيناريو الأول يتمثل في "تقويض الانتفاضة في مهدها" أي "أن يتم محاصرة الانتفاضة وإطفاء جذوتها من خلال تعاون أمني بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة في رام الله ، مقابل بعض المكتسبات الهامشية".
وبخصوص السيناريو الثاني، فيتمثل حسب المركز في "المراوحة في الهبات صعودا وهبوطا"، أي أن تستمر الهبات الشعبية في الارتفاع والانخفاض "دون تطويرها لتتحول إلى انتفاضة حقيقية واسعة، بسبب تدافع العوامل المتعارضة".
وأما السيناريو الثالث، يقول المركز فهو اتساع رقعة المواجهة لتأخذ شكلا أقرب إلى الانتفاضة، من خلال ضمان استمرار فعالياتها ورفع وتيرة الهجمات وتنويعها، وتأطير الانتفاضة من خلال قيادة ميدانية فاعلة، ووضع رؤية وبرنامج سياسي واضح لها.
ورجح مركز الزيتونة حدوث السيناريو الثالث لـ" قدرة الانتفاضة على الصمود والاستمرار والانتشار". وقال إن الثابت في الحراك الفلسطيني هو أن "الشعب تجاوز حالة العجز عند القيادة الفلسطينية وهب ليوجه للمحتل رسالة بأن الأقصى خط أحمر لا يمكن تخطيه".
ورأى المركز أن أخطر ما يهدد الانتفاضة الفلسطينية الحالية هو قيام أجهزة أمن السلطة بقمع التحركات في مناطق الضفة الغربية التي تخضع لسيطرتها؛ من خلال تفاهمات أمنية أو سياسية، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية ما زالت "حتى هذه اللحظة" تتابع التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأوصى المركز بتشكيل إطار قيادي ميداني يجمع كافة أطياف الشعب الفلسطيني بما فيهم المستقلين والقوى الشبابية.
وشدد على ضرورة وضع رؤية سياسية تتضمن تحقيق أهداف مطلبية آنية مثل منع دخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى، ووقف الاستيطان، وإنهاء الحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتصعيد باتجاه المطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة وتحرير الأسرى...، وصولاً إلى ترسيخ مشروع تحريري مستدام.
ودعا المركز الى الابتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة، والعمل على تأمين الانتفاضة ومنع سرقتها أو ركوب موجتها لصالح مجرد العودة إلى طاولة المفاوضات، العمل على تأمين حاضنة شعبية ورسمية عربية وإسلامية.
وطالب المركز بتفعيل الدعم الجماهيري الخارجي سواء على مستوى جمع التبرعات أم على مستوى المظاهرات والفعاليات المختلفة في كل من البلاد العربية والإسلامية والغربية.