جهود دولية لعقد لقاء بين عباس ونتنياهو بباريس
القدس / سوا / حاول وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الأسبوع الماضي، تنظيم لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في باريس، كجزء من محاولة وقف التصعيد في الحرم القدسي.
وطرح فابيوس هذه الامكانية خلال اجتماعه بوزير الداخلية الاسرائيلي سيلفان شالوم في باريس يوم الخميس الماضي.
وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان فابيوس طرح امام شالوم، المسؤول عن المفاوضات مع الفلسطينيين في الحكومة، فكرة عقد قمة اسرائيلية – فرنسية – فلسطينية، وسأل شالوم عما اذا كان نتنياهو وعباس سيلبيان دعوة للحضور الى باريس، فرد شالوم بحذر: "يمكنني ان اتحدث باسم نتنياهو فقط واعتقد انه سيسره القدوم". وعليه قرر فابيوس محاولة دحرجة الفكرة. وبعد عدة ساعات من اجتماعه بشالوم اجرى فابيوس محادثة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس واطلعه على الاقتراح. وفي المقابل طلب مكتب فابيوس من سفارة فرنسا في تل ابيب التأكد من ديوان نتنياهو في القدس بأن جواب شالوم يمثل موقف نتنياهو فعلا. واجرى مسؤولون من السفارة عدة اتصالات مع القدس وتلقوا توضيحا بأن نتنياهو على استعداد للقاء عباس في باريس دون شروط مسبقة.
وقال المسؤول الاسرائيلي ان الخارجية الفرنسية توجهت مرة اخرى الى ديوان عباس واطلعته على موافقة نتنياهو على الحضور الى باريس. وحسب اقواله فقد وعد الفلسطينيين بالرد على التوجه، لكنهم لم يفعلوا ذلك حتى ظهر يوم امس. وحسب المسؤول الاسرائيلي فانه "اما ان الفلسطينيين لا يزالون يتمسكون برفضهم وغير مستعدين لإجراء لقاء بين عباس ونتنياهو، او انهم لا يريدون عقد لقاء كهذا برعاية فرنسية".
وكانت "هآرتس" قد نشرت قبل عدة اسابيع ان الوزير السابق مئير شطريت التقى سرا مع عباس وحاول تنظيم لقاء سري بينه وبين نتنياهو في منزله في "يبنه"، على ان يتم تعريفه كلقاء خاص وليس كلقاء مفاوضات. وقد رد نتنياهو بالإيجاب لكن عباس لم يرد على الاقتراح. وخلال اللقاء الذي عقده عباس بعد عدة أيام من ذلك مع اربعة سفراء اسرائيل السابقين في باريس، قال ان "طرفا ثالثا" منع اللقاء. وكان ذلك الطرف هو وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
فقد اطلع عباس الوزير كيري هاتفيا على اقتراح شطريت، لكن كيري تخوف من تحول اللقاء الى مواجهة تنتهي بتهديد عباس بتفكيك السلطة وتسليم المفاتيح لإسرائيل، ولذلك طلب من عباس الانتظار الى ما بعد اللقاء بينهما على هامش اعمال الجمعية العامة في نهاية الشهر الماضي.