حياة الهبة الجماهيرية معلقة بالخليل

غزة / خاص سوا/ لم يبق للهبة الجماهيرية الفلسطينية إلا مدينة الخليل كـعاملا وحيدا لربما يبقيها على قيد الحياة، بعدما وضعت الجهات دولية وعلى رأسها الأمريكية بقيادة وزير خارجيتها جون كيري يدها الأولى على رقبة الهبة ، بعد الاعلان عن اتفاقاً بين الجانبين الاردني والاسرائيلي على اتخاذ تدابير جديدة بخصوص المسجد الأقصى.


وقال وزير الخارجية رياض المالكي إن الفلسطينيين وقعوا في "الفخ" بعد الاتفاق الأردني الإسرائيلي على نشر كاميرات مراقبة في المسجد الأقصى.


واوضح المالكي في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الأحد معلقا على اتفاق وضع كاميرات مراقبة في المسجد الأقصى إنه: "فخ إضافي"، مشددا على أن الكاميرات ستستخدم لاعتقال الفلسطينيين بحجج التحريض.


مدينة الخليل.. هي أشد المناطق الفلسطينية سخونة في هذه الأوقات ، ففي أخر أسبوعين من هذه الأحداث الجارية في مدن الضفة و القدس ، شبان الخليل نفذوا قرابة عشر عمليات منها الدعس والطعن وإطلاق النار، ردا على سياسة الإعدام الميداني التي تنفذها إسرائيل بحق الأطفال الفلسطينيين وشبابها، ليثور بعدها جنون الاحتلال ويفرضون حصارا على أهل المدينة.


في حال بقاء الخليل على هذه الوتيرة من الممكن أن تحبط أعمال الإدارة الأمريكية والمساعي الإسرائيلية في احتواء هذه الهبة. كما يراه المراقبون.


وكان كيري قد أعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على مراقبة الحرم القدسي بالكاميرات على مدار الساعة، بالإضافة إلى أنه ملتزم بالسماح للمسلمين بالصلاة في الأقصى وغير المسلمين بزيارته، حسبما أفادت فضائية العربية.


لكن قبل الدخول في غمار هذا التقرير، ووضع تساؤلات حول تعلق روح الهبة الجماهيرية بعنق الخليل في ظل هذه الجهود المكوكية الدولية في وأد الثورة الشبابية، نذكر القارئ أن في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مدينة الخليل دوما تأخذ منأى أخر في المواجهة، فالأحداث فيها تتطور سريعا نتيجة الاحتكاك المباشر مع المستوطنين، وكان أخر هذه الأحداث في العام المنصرم بعد عملية الاختطاف للمستوطنين الثلاثة في الخليل، من ثم انتقلت اسرائيل بثقلها إلى مدينة غزة المحاصرة باعتبارها هي من توجه المقاومة.


محللون ومراقبون اجمعوا خلال أحاديث مختلفة مع وكالة "سوا" أن الخليل تشكل الدرع الحامي لهذه الهبة، فبقائها على خط المواجهة من الممكن أن يدفع إسرائيل لشن حملة عسكرية عليها، وضرب بعرض الحائط أي اتفاقية جديدة ، كاتفاقية الأردن الجديدة مثلا.


الدكتور بلال الشوبكي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل، يرى أن الهبة بدأت تأخذ شكل الهدوء النسبي وأن الجهود الدولية تستعد لقطف ثمار النجاح، لكنه يعتقد بقاء الخليل على خط المواجهة وخاصة استمرار سياسة الإعدام الميداني من قبل الاحتلال الإسرائيلي سيزيد من كثافة العمليات الفردية كرد أولي على هذه الجرائم.


ويرى الشوبكي أن هناك عاملان رئيسيان يميز الخليل عن الجميع ، الأول هو البعد الجغرافي بمعنى أن المستوطنين في مدينة الخليل يعيشون بنواة المدينة وليس على الأطراف، ما يؤدي إلى احتكاك مباشر مع أهل المدينة.


أما البعد الثاني فيوضح أن نوعية المستوطنين هناك هم من المتشددين دينيا، فهم يحملون عقلية تحريضية أشد عنفا في وجه الفلسطينيين.


وعن سؤال هل بقاء الخليل في سكة المواجهة يبقي الهبة على قيد الحياة، أجاب عن هذا المحلل السياسي عوني فارس : " الأمر مرتبط بالاحتلال الإسرائيلي فهو من يتحكم بهدوء وغضب الأجواء، دخول الخليل مقرون باستمرار العنف الإسرائيلي".


وبعد الهدوء النسبي الذي يخيم على مدينة المقدسة ومدن الضفة بعد أيام مشحونة منذ بداية شهر أكتوبر، يبقى سؤالا واحدا هل ستكتف الخليل أيديها وتنظر إلى مقتل الهبة الجماهيرية على أيدي الاتفاقيات والجهود الدولية؟!.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد