كلينتون تدافع عن نفسها بشأن هجوم بنغازي وتعزز فرصها كمرشحة للرئاسة

واشنطن / وكالات / مثلت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون الخميس أمام سبعة أعضاء جمهوريين وخمسة أعضاء ديمقراطيين في جلسة تحقيق استمرت 11 ساعة، ما جعلها الجلسة الأطول في هذا النوع من التحقيقات في تاريخ الكونجرس الأميركي.

ودافعت كلينتون بجدارة عن نفسها ومواقفها وقراراتها أمام هذه اللجنة التي شكلت بالأساس من أجل النيل من سمعتها "وتخفيض حظوظها في النجاح كمرشحة الحزب الديمقراطي بانتخابات رئاسة الولايات المتحدة لعام 2016" حسب قول رئيس اللجنة كفن مكارثي الجمهوري من ولاية كاليفورنيا على شبكة (فوكس نيوز) الاخبارية الشهر الماضي.

يشار إلى أن هذا اللجنة كانت شكلها الجمهوريون للتحقيق في الهجوم الدامي الذي استهدف القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية، ما أودى بحياة السفير الأميركي كريس ستيفنز وثلاثة من مساعديه وحراساته يوم 11 أيلول 2012، وسط فوضى التفسيرات عما إذا كان هذا للهجوم جاء عفويا رداً على الفيلم المسيء للرسول محمد عليه السلام ، وهو الخط الذي اتبعته الإدارة في حينه، أما أنه "هجوم إرهابي كان يمكن لوزارة الخارجية الأميركية والوزيرة هيلاري كلينتون انذاك الحيلولة دون وقوعه"، حسب رواية الحزب الجمهوري الذي يكن العداء لكلينتون.

وجددت كلينتون الاعتراف بمسؤوليتها الكاملة عن هذا الهجوم ، إلا أنها قالت إنها لم تستشر مطلقا بشأن الإجراءات الأمنية في المجمع الدبلوماسي الأميركي الذي سيطر عليه متطرفون إسلاميون ( في الـ11 من سبتمبر 2012).

وحذرت كلينتون التي تولت وزارة الخارجية في عهد الرئيس باراك أوبامابين عامي 2009 - 2013، من "الأجندات الحزبية" التي قال الديمقراطيون إنها تهدف إلى تخريب حملتها الانتخابية لسباق الرئاسة 2016.

كما دعت أعضاء اللجنة إلى العمل معها من اجل الحيلولة دون تكرار ما حدث في بنغازي في أماكن أخرى.

وكررت كلينتون ما قالته في كلمتها الافتتاحية بعد 17 شهرا من إطلاق تحقيقات اللجنة التي يرأسها الجمهوريين "أنا هنا لتكريم خدمة هؤلاء الرجال الأربعة".

وبدت كلينتون جادة وواثقة من نفسها عندما دعت إلى سياسة خارجية قوية، مؤكدة ضرورة أن تقبل الولايات المتحدة المخاطر في سعيها لحماية مصالحها في دول العالم الخطرة، والإقرار بان بلادها "لا يمكن أن تمنع كل عمل إرهابي أو تحقق الأمن المثالي".

ووصف أداء كلينتون في الجلسة غير المسبوقة "بالممتاز" وفق كل التقديرات، بما فيها تقديرات الجمهوريين، فيما ظهر الجمهوريون "كهواة، لا يعرفون ما يتكلمون عنه آملين بأن تؤدي إطالة الجلسة إلى إرهاقها وفقدناها لأعصابها خاصة وأنهم تعرضوا لمهاجمتها وعائلتها بشكل شخصي وهو ما جلب لها التأييد والتعاطف وللجمهوريين السخط والاستهزاء" حسب قول الخبير في الشؤون الانتخابية لاري سابتو من جامعة جورج ميسون.

أما إي جي ديون من معهد (بروكينغز) والكاتب في صحيفة (واشنطن بوست) فقد قال "إن كلينتون استطاعت الليلة أن تثبت أنها على مستوى عال من الكفاءة لتكون رئيس الولايات المتحدة وتمكنت من إقناع الناخبين المتشككين أن الوقت قد حان لتجاوز هذه المسألة المختلقة المثيرة للجدل التي تعيق حملتها الانتخابية".

وبالتزامن مع ذلك، حصلت هيلاري كلينتون اليوم الجمعة على تأييد نقابة عمالية بارزة في الولايات المتحدة تضم أكثر من 1.6 مليون عضو لمسعاها للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية في 2016 .

والتأييد الذي تلقته كلينتون من الاتحاد الاميركي لموظفي الولايات والمقاطعات والبلديات يعطيها دفعة في جهودها لكسب ود الحركة العمالية بينما تسعى لبناء ائتلاف داخل حزبها وتعزيز مسعاها للوصول الى البيت الابيض.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد