إطلاق الجولة الأولى للمشاورات الفلسطينية الكورية

رام الله / سوا/ عقدت في العاصمة الكورية سيئول اليوم الخميس، الجولة الأولى من المشاورات السياسية بين دولة فلسطين وجمهورية كوريا، برئاسة كل من: مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا وإفريقيا وأستراليا السفير مازن شامية، ومدير عام وزارة الخارجية الكورية هي سيوج – كون.

واستعرض السفير شامية خلال جلسة المشاورات، مجريات الأحداث في الأرض الفلسطينية المحتلة وفي القدس على وجه الخصوص، والاعتداءات المستمرة على ابناء شعبنا الأعزل من قبل عصابات المستوطنين المتطرفين والارهابيين المدججين بالسلاح، وبحماية من جيش الاحتلال الاسرائيلي. ومسلسل الاعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق أبناء شعبنا. بالإضافة الى مواصلة ارتكاب المستوطنين الارهابين ابشع وافظع الجرائم بحق أطفالنا ونساءنا وشيوخنا وأرضنا على مرأى ومسمع وحماية من الحكومة وجيش الاحتلال، والتي كان اخرها حرق عائلة دوابشة في نابلس ، وقبلها الطفل محمد أبو خضير.

وأشار شامية للحصار الجائر على قطاع غزة من سنوات والاجراءات الاسرائيلية التي تعيق عملية إعادة الاعمار، رغم دعوات المجتمع الدولي بضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة والبدء الفوري في اعادة الإعمار، والذي تسببه عدوان اسرائيلي لثلاث حروب متواصلة خلال أقل من 6 سنوات جاءت على تدمير البنية التحتية لقطاع غزة بأكمله، وتحويل حياة مليوني فلسطيني إلى جحيم.

وبهذا الصدد، أكد شامية اصرار القيادة الفلسطينية على استكمال مساعيها بالانضمام لجميع المنظمات والمعاهدات والمواثيق والاتفاقيات الدولية من أجل صون حقوق الشعب الفلسطيني وتأمين الحماية الدولية اللازمة له وفق القوانين والشرائع الدولية في ظل استمرار اعتداءات جيش الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه على شعبنا، مؤكدا سعي القيادة الفلسطينية الدؤوب للحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.

من جانبه، أعرب الجانب الكوري عن حزنه وأسفه تجاه الضحايا الفلسطينيين، ودعا الى انهاء جميع الاجراءات الاسرائيلية التي من شأنها تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي لمدينة القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها وتحديداً المسجد الأقصى، وضرورة وقف جميع أنشطة الاحتلال الاستيطانية باعتبارها غير شرعية وغير قانونية، ورفع جميع الحواجز والقيود التي من شأنها تعقيد وتأزيم حياة المواطنين الفلسطينيين، وضرورة العودة الى الحوار والمفاوضات لضمان إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية.

واستعرض الطرفان التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وضرورة حل جميع الأزمات المتفاقمة من خلال الحوار السياسي السلمي ووقف نزيف الدم لضمان عودة اللاجئين وخصوصاً في سوريا والعراق، والتأكيد على أهمية استيعاب جميع الأطياف المذهبية والسياسية في الدول، وأيضاً ضمان وحدة وسيادة أراضي هذه الدول، مع التشديد على أهمية تكاتف المجتمع الدولي في التصدي للإرهاب بكافة أشكاله وخصوصاً "داعش" الذي لا يمت للدين الاسلامي بأي صله، باعتبار أن الارهاب لا دين له.

كما ناقشا الاوضاع في شبه القارة الكورية، واكد الجانبان أهمية الحفاظ على التهدئة وخفض حدة التوتر والتأكيد على اهمية احياء الحوار السياسي والدبلوماسي لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

وعلى الصعيد الثنائي، بحث الطرفان العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيز التنسيق بين الجانبين في المنظمات الاقليمية والدولية لخدمة مصالح الطرفين، وتشكيل لجنة مشتركة برئاسة وزيري الخارجية وعضوية قطاعات مختلفة ذات الاهتمام المشترك، علاوة على تعزيز الزيارات المتبادلة على جميع المستويات الرسمية والشعبية والبرلمانية والاعلامية والاكاديمية.

وأكد السفير شامية اهمية اعتراف جمهورية كوريا بدولة فلسطين باعتباره ضرورة إنسانية وأخلاقية وقانونية، وسياسية، وخطوة إلزامية من أجل إنقاذ حل الدولتين على حدود عام 1967 من الاستعمار "والابرتهايد الإسرائيلي".

من جانبه، استعرض الجانب الكوري المساعدات والمشاريع الكورية المقدمة لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية عبر الوكالة الكورية للتعاون الدولي (كويكا(، ذراع التعاون الدولي لوزارة الخارجية الكورية، فضلاً عن المساعدات عبر وكالات الأمم المتحدة المتخصصة ك الأونروا ، هذا اضافة الى البرامج التدريبية المقدمة لبناء القدرات الفلسطينية لوزارات ومؤسسات دولة فلسطين، علاوة على تقديمها برامج تدريبية وتأهيلية من خلال الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين آسيا وإفريقيا (NAASP) ومؤتمر دول شرق آسيا لدعم التنمية في فلسطين ( CEAPAD) هذا بالإضافة الى مساهماتها في اطار اعادة اعمار قطاع غزة.

وابدى الجانب الكوري استعداده لتطوير حجم المساعدات المقدمة لفلسطين، واعادة تحديث وتطوير القدرات اللوجستية لوزارة الخارجية الفلسطينية. كما وأبدى استعداده لزيادة عدد المنح والبعثات التعليمية المقدمة من الحكومة الكورية في تخصصات متعددة.

من جانب آخر، طرح السفير شامية امكانية تطوير التعاون في مجال دعم الاقتصاد والتنمية المستدامة لقوام الدولة الفلسطينية من خلال الاستفادة من تمويل مشاريع فلسطينية عبر البنك الكوري للاستيراد والتصدير (EXIM Bank) وعبر الصندوق الكوري للتعاون التنموي والاقتصادي (Economic Development Cooperation Fund) حيث ابدى الجانب الكوري اهتمامه بالموضوع ووعد بعرض المشروع على الحكومة الكورية وجهات الاختصاص.

وفي سياق منفصل، اجتمع السفير شامية مع نائب وزير خارجية كوريا هونج كيين كيم، حيث اطلعه على الأوضاع المتوترة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتفاصيل العدوان الاسرائيلي على الأرض والشعب والمقدسات.

من جانبه، اكد نائب وزير الخارجية، موقف كوريا الداعم للحل السياسي السلمي الذي يؤمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية، وضرورة الوقف الفوري لجميع الاجراءات الاستيطانية والتهويدية كما رحب برغبة دولة فلسطين ب فتح تمثيل دبلوماسي مقيم لدى جمهورية كوريا.

ومن جانبه، دعا السفير شامية نائب الوزير لزيارة فلسطين للاطلاع عن كثب على حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

وعلى صعيد اخر، اجتمع السفير شامية مع مجلس السفراء العرب المعتمدين لدى جمهورية كوريا، وأطلعهم على آخر المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية والاقليمية، وعلى برنامج واهداف زيارته إلى سيئول ولقاءه كبار المسؤولين فيها، كما تم استعراض العلاقات الكورية العربية وسبل تطويرها من خلال المنتديات متعددة الأطراف كمنتدى التعاون العربي الكوري.

شارك في الوفد الفلسطيني للمشاورات السياسية كل من: سفير دولة فلسطين في اليابان وليد صيام، وسكرتير ثالث أحلام طه مسؤول ملف جمهورية كوريا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد