"فيديو" عدي مسالمة.. الرصاص الاسرائيلي قطف روحه قبل قطفه حبة الزيتون

غزة / خاص سوا/ تطوف رياح أكتوبر على أشجار الزيتون، تداعبها يمينا ويسارا كأنها تنادي: يا أهل فلسطين حان موعد قطف حبات الزيتون ؛ الشاب عدي المسالمة، استجاب لها مسرعا وراح بمساعدة أحد الجيران إلى شجر الزيتون الذي يقرب منزله في بلدة بين عوا جنوب غرب مدينة الخليل.


صعد عدي (24 عاما) على إحدى الأشجار ، فيما كان صديقه يجمع الحبات المتساقطة ويضعها في أكياس بيضاء.


طوال عمل عدي وهو معلق على شجرة ، لم تفارق وجهه القمحي البسمة رغم الإرهاق الذي بان على وجهه حين راح جبينه يتصبب عرقا؛ فقطف الزيتون له نكهة خاصة عند الفلسطينيين، باعتباره رمز لوجودهم واعتراف بحقهم في الأراضي التي سلبتها اسرائيل.


انتهت قارورة الماء التي كانت بجعبة الصديقين ليعود صديق عدي أدراجه إلى المنزل ليحضر الماء، وإحضار بعضا من الطعام ليساعدهما في إكمال العمل.


بقي الشاب عدي وحيدا معلقا على شجرة يقطف هذه الحبة ، ويضرب ذلك الغُصن بعصاه الصغيرة ليسقط حبات زيتون أكثر.


في الأثناء كانت القوات الاسرائيلية تطوف في كل مكان في البلدة، تطرد كل مجموعة شبابية وتدفع بالمارة من النساء والأطفال بالألفاظ النابية والاعتداء بالأيادي على أجسادهم الصغيرة.


اقترب بعضا من عناصر الاحتلال من مكان عدي ، ودون سابق إنذار فتحت النار عليه حين وجدته معلقا يقطف الزيتون، بداعي أنه حاول تنفيذ عملية طعن، ولكن الواضح للملأ أن الشاب طالته سياسة الإعدام الميداني التي تستخدمها اسرائيل بحق شباب وأطفال القدس ومناطق الضفة.


عدي المفعم بالحيوية جاء لقطف الزيتون. ولكن كانت رصاصة إسرائيلية أسرع منه لتخطف روحه وتصعد إلى بارئها.


وزارة الصحة الفلسطينية أكدت أن الشهيد عدي ، من بيت عوا، أعدم برصاصة أطلقت من مسافة قريبة جداً، اخترقت مؤخرة رأسه وخرجت من مقدمته، إضافة إلى عدد من الطلقات التي اخترقت قدميه، ما ينفي رواية الاحتلال ومزاعمها من أن الشهيد حاول تنفيذ عملية طعن.


كذلك الأمر لشهود عيان الذين أكدوا أن الشاب مسالمة كان يقطف الزيتون بجانب منزله، فغدرته رصاصات الاحتلال وارتقى شهيداً على الفور.


ويشار إلى أن معظم الشهداء الذين سقطوا نتيجة " الإعدام الميداني" تراوحت أعمارهم ما بين 11 - 20 عاما، فيما بلغ عددهم قرابة 47 شهيدا بينهم 10 أطفال. حسب ما وثقته الجهات الفلسطينية الرسمية


فحسب ما استعرضناه فوق، نؤكد أن عدي راح ضحية تلك السياسة العنجهية، لننتظر شابا أو طفلا أخر يرتقى تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي الذي يستخدم أدوات قمعية لم تعهد له حقب التاريخ من قبل بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد