القيادة الفلسطينية تتمرد على النهج الكلاسيكي للمفاوضات مع اسرائيل

غزة / خاص سوا/ رغم الهجوم الإسرائيلي الحاد بمقدمته رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في بداية الشهر الجاري، حين أعلن أن القيادة الفلسطينية لن تستمر في الالتزام بالاتفاقيات السابقة مع إسرائيل، إلا أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لم يأبَ ذلك وطل من نافذة أخرى قائلا: "أن الذهاب الى المفاوضات مع اسرائيل على النمط السابق انتهى لأنه امر عبثي".


هذه التصريحات الثقيلة القديمة الجديدة من الرئيس وكبير مفوضيه، جاءت نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على الأصعدة كافة وخاصة استخدام اسرائيل سياسة " الإعدام الميداني" بحق أطفال المدينة المقدسة التي قتلت قرابة 20 طفلا وفتى منذ بداية شهر أكتوبر.


الواضح من حديث عريقات إن اسرائيل لم تلتزم بشيء ولو كان صغيرا في أي اتفاق أبرم مع القيادة الفلسطينية طوال هذه السنوات، لذلك يسعى بكل ثقله للجلوس على طاولة المفاوضات تضمن بعضا من حقوق القضية في ظل تفرد الاحتلال بها بشكل وحشي.


وكان عريقات قد أعلن أن السلطة ترفض العودة إلى التفاوض مع اسرائيل "على نمط السابق"، داعيا مجلس الامن الى تحديد "معايير ومبادئ الحل الدائم للنزاع".


ولم يكتف كبير المفاوضات بذلك خلال حديثه للوكالة الفرنسية قبل يومين، فوضع شروطا لأية مفاوضات قد تجري في المستقبل مع اسرائيل، مردفا: " ندعو مجلس الامن الدولي الى اعتماد قرار يحدد فيه معايير ومبادئ الحلّ الدائم للنزاع والمتمثل بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين، ووضع جدول زمني للانسحاب الاسرائيلي ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية اثناء المفاوضات لتنفيذ جدول زمني ينهي الاحتلال وانسحابه من اراضي دولة فلسطين المحتلة".

أمام هذا الحديث يحيطنا تساؤلات عديدة، أهمها كيف سيكون شكل المفاوضات المقبلة؟ وهل سيصل الطرفين إلى اتفاقية من الممكن أن تضمن الحق الفلسطيني؟، وكيف ستتعامل اسرائيل مع التصريحات النارية التي تخرج من الرئيس أبو مازن وحاشيته؟!.


محللون ومراقبون تباينت أراهم من هذه التصريحات، فطائفة ذهبت وقالت السلطة لا يمكنها العبث في مضمون المفاوضات وهي تسعى فقط لتوفير متطلبات أو مرجعيات أكثر حضورا على أرض الواقع، أما أخرين يرون أنه حتى لو توصلت السلطة إلى اتفاقية أخرى فسيكون الرابح الأول والأخير اسرائيل.


المحلل السياسي جهاد حرب يرى خلال حديثه أن القيادة لا يمكنها العبث في المضمون، وهي تسعى فقط لتغيير شكل المفاوضات لإيجاد مرجعية ومتطلبات على أرض الواقع.


ومضى يقول : " حديث عريقات هو استكمالا لما جاء في خطاب الرئيس عباس الأخير، ويبين مدى تطلعات السلطة في البحث عن طريق جديد للمفاوضات".


أما الخبير في العلاقات الدولية الدكتور علاء أبو طه يرى أن السلطة تعتمد سياسة الضغط أو التهديد لجلب اسرائيل إلى طاولة مفاوضات أخرى لعلها تحقق ما ترنو إليه.


وبين أن السلطة لا تمتلك الأوراق الكافية للانسحاب من الاتفاقيات المبرمة أو الخروج بعيدا من دائرة المفاوضات، قائلا: " الواضح من تصريحات عريقات، ان السلطة تريد العودة لتحسين شروط المفاوضات".


فيما كان رأي الدكتور عبد الستار قاسم مخالفا ومختصرا: " لا مفاوضات جديدة ولا قديمة تضمن حق السلطة والشعب الفلسطيني جميعها عبثية".


وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قد تحدث في نهاية الأسبوع المنصرم الى الرئيس عباس و نتانياهو وطلب منهما العمل من اجل اعادة الهدوء الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية.


وكانت القناة الإسرائيلية الثانية، قالت إن نتنياهو أوضح للجانب الأميركي، قُبيل اللقاء المرتقب له مع وزير الخارجية جون كيري، أنّه "لن يقدم أيّ تنازلات أو بوادر حسن نية للجانب الفلسطيني".


فيما قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد مجدلاني ، أن لقاء الرئيس مع كيري مرهون بلقاء استباقي للأخير مع نتنياهو، مشيرا في الوقت ذاته الى احتمالية رفض نتنياهو دعوة كيري لقائه.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد