الهبّة الشعبية في فلسطين، تمكنت من تحريك أجواء المجتمع السياسي الدولي، مجدداً، وتمكنت من إعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية، خاصة في الخطاب السياسي الأميركي.
هنالك تحضيرات جدية، تجري الآن، لعقد لقاء قمة وبرعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري في عمان يحضرها العاهل الأردني الملك عبد الله، والرئيس محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو .
ستسعى الولايات المتحدة، من خلاله، إلى التوصل لنقاط فلسطينية ـ إسرائيلية، من شأنها وقف الهبة من جهة، وتبادل الأمن ـ إن جاز التعبير.
لعله من نافلة القول، إن الولايات المتحدة الأميركية، توصلت إلى خلاصة سياسية، ومن خلال جهود وزير خارجيتها كيري، بأن التوصل لاتفاق فلسطيني ـ إسرائيلي، بشأن مستقبل الضفة الغربية و غزة و القدس ، هو أمر بعيد المنال، وبأن سياسات الحكومة الإسرائيلية، لا تتوافق مع المرجعيات الدولية، ولا القانون الدولي، في ظل ذلك، ومع اقتراب الانتخابات الأميركية، من الطبيعي ان ينعكس ذلك على مرآة السياسة الخارجية الأميركية، ومحاولة نفض يدها مما يجري عندنا، لكن الهبة واتساع نطاقها، حمل السياسة الأميركية، وحفاظاً على مصالحها في الشرق الأوسط، لتحرك محدود، يرمي لإعادة التهدئة، قدر الإمكان.
هل سيكتب لتلك الجهود النجاح؟!!
من الطبيعي ان يكون للولايات المتحدة، ثقل في مسار الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، لكن هذا الثقل، كان دائماً، ومنذ قيام دولة إسرائيل، منحازاً للجانب الإسرائيلي، ولعل ما نص عليه الاتفاق الاستراتيجي الإسرائيلي ـ الأميركي، يؤكد ذلك صراحة وعلانية... كما أن طبيعة العلاقات الأميركية، مع معظم الدول العربية، إن لم نقل كلها، يؤثر وبشكل مباشر، على الجانب الفلسطيني.
لكن الآن، وفي ظل الهبة الشعبية المتنامية، يمكن القول، إنه ودون إدخال العنصر السياسي في جهود وزير الخارجية الأميركية، وإحداث تغيير ما، في قواعد اللعبة، الأميركية ـ الإسرائيلية ـ الفلسطينية، فإن تلك الجهود، ستبوء بفشل ذريع وفاضح.
تبادل المصالح الأمنية الفلسطينية ـ الإسرائيلية، بات عملياً، أمراً محالاً في حالة توقف المفاوضات، ووصولها لطريق مسدود، وهذا ما يدركه كيري، تمام الإدراك، وهو لا يقوى على تسمية الطرف المعطّل.
الولايات المتحدة، التي تحاول الحفاظ على مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط، باتت غير قادرة على الإمساك بخيوط اللعبة، وهذا ما أظهرته الأزمة السورية، بوضوح.
ولعل فلتان تلك الخيوط من يدها، تتحمله إسرائيل، تحديداً، التي قامت بشل الجهود الأميركية، في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، منذ انتخاب أوباما، لأول مرة، وخطابه الشهير من على منبر جامعة القاهرة، الذي تضمن مواقف واضحة، إزاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وأبرزها بشأن الاستيطان. سيشارك الفلسطينيون في لقاء القمة في عمان، وهم مسلحون بقوة الهبة الشعبية، التي قالت بفم ملآن، بقاء الحال من المحال... مسلحون بموقف عربي داعم، وبمواقف أوروبية، واضحة، عبرت عنها تظاهرات اليومين الماضيين.
مسلحون بقوة القانون الدولي، ومرجعياته.
مسلحون بالإنجازات على الصعيد الدولي، وفي المقدم منها، إعلان دولة فلسطين، دولة مراقبة في الأمم المتحدة، ورفع علمها على مبنى الأمم المتحدة.
لا بد من التفاتة جدية، للوضع الداخلي الفلسطيني، ولا بد من إدراك وطني عارم، تشارك به الفصائل كافة، بأن اللحظة التاريخية التي نعيشها، تحتاج إلى تكاتف وطني، وإنهاء للخلافات الداخلية، وهذا ما تقتضيه الوطنية الفلسطينية، قبل أي شيء آخر!!!.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية