صحيفة اسرائيلية:الانتفاضة وحدت الفلسطينيين

القدس / سوا / كتب المقدم ألون افيتار، الخبير في الساحة الفلسطينية، ومستشار سابق للشؤون العربية لدى منسق الاعمال في المناطق، مقالاً تحليلياً لصحيفة يديعوت أحرونوت جاء فيه أن أهم إنجاز حققه الفلسطينيون من وراء ما يحدث من مواجهات هو أن هذه الانتفاضة قد وحدتهم.

وإلى نص المقال:

كل علامة طريق غرست في محور الزمن في تاريخ النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني تركت وراءها سلسلة انجازات وإخفاقات لكل طرف – عسكرية، سياسية، اجتماعية وغيرها. وحتى قبل أن تنطفىء أو تتصاعد موجة الإرهاب الحالية، فإنه منذ الآن يمكن الإشارة إلى بضعة إنجازات فلسطينية لا بأس بها، دون صلة بالتطورات ورغم وجود نقاش فلسطيني عاصف عن جدوى العنف كسبيل. وهاكم أهمها:

1. الوحدة الوطنية الفلسطينية – لقد عادت حمية الكفاح المشترك الذي انقطع مع نهاية الانتفاضة الثانية لتوحد الشارع العربي – الفلسطيني. فالمناطق الأربعة المعزولة جغرافيا وسلطويا – الضفة، قطاع غزة ، شرقي القدس و (عرب) إسرائيل – تعمل مرة أخرى كشعب واحد، «تزحف في ذات الأحراش» وتقود على نحو مشترك الكفاح العنيف ضد (إسرائيل). كل منطقة تساهم بنصيبها في تصعيد موجة الإرهاب. والفهم بأن الجميع (أو ممثليهم) متراصون ويحملون ذات الرواية، يعزز القاسم المشترك في أوساط المجتمع العربية – الفلسطيني، الهوية وإحساس الانتماء. والأصوات (الكثيرة) الموجودة التي تعارض العنف لا تمس باستئناف الوحدة الوطنية.

2. العنصر الديني – منذ سنوات طويلة و حماس والحركة الاسلامية في (إسرائيل) تعملان على تعزيز البعد الديني في النزاع، لإثارة الجمهور والمبادرة إلى أحداث عنف ولا سيما حول الحرم، بدعوى أن (إسرائيل) تعمل على هدم المساجد وبناء الهيكل في الحرم. «الأقصى في خطر»، شعار «حملة» التحريض لـ«رائد صلاح»، زعيم الجناح الشمالي للحركة الإسلامية، ينتشر في وسائل الإعلام الفلسطينية وفوق الميادين لسنوات طويلة. وقد حصدت المواجهة الحالية نجاحا بهذا المفهوم، والحرم اجتذب الجمهور بالفعل. وتجاوزت مركزية المسجد الأقصى الحدود الإقليمية ووجهت بنجاح نحو الكفاح العنيف الذي يعتبره الكثيرون مبررا.

3. الوسائل القتالية الجديدة – لقد اكتشف «المقاتل» الفلسطيني مؤخرا السكين كوسيلة قتالية ناجعة، قاتلة، شديدة، سهلة المنال والاستخدام، وتتجاوز الأسوار والحواجز. السكين، السلاح البدائي والأساسي، يتوفر لدى الفلسطينيين (بالهام داعش) مناسب لأغراض المنفذ الفرد للعملية. وحسب فهمهم، فإنها تتغلغل إلى قلب العاصمة الإسرائيلية وشوارع المدن، تمس بالمدنيين وبلابسي البزات المسلحين والخبراء، تعتبر كسلاح ليس له حل إحباطي مسبق وتكشف نقاط الضعف. في ظل غياب الأحزمة الناسفة فإن السكين مناسبة.

4. الجيل الشاب – منذ 2006، في ضوء حساب «الربح والخسارة» الذي أجراه المجتمع الفلسطيني حول المنفعة من تنفيذ العمليات، هزلت الصفوف في أوساط المنفذين المحتملين للعمليات. وتجند موجة الإرهاب الحالية غير قليل من الشباب والشبيبة المستعدين لأن يحملوا شعلة الكفاح المسلح، كل واحد بدوافعه. والآن جاء دورهم. فقد أثبتوا بأن المقاومة المسلحة لم تضعف، وحتى فتى مع سكين، عديم الأيديولوجيا والانتماء التنظيمي، قادر بلا جهد كبير على قتل اليهود. وانكشف جيل «مقاتلين» جديد مستعد للتضحية بنفسه ودفع الثمن، قادر على الحلول محل سابقه، ونيل المجد وترك الأثر.

5. إرهاب بلا قيادة – تجري موجة الإرهاب بلا قيادة قائدة تقرر السياسة وتمسك بالخيوط وبلا أجندة لأزمة، مثلما كان في الماضي. وللعجب، رغم نقص القيادة السياسية، حماس أو السلطة، فان كرة الإرهاب انطلقت على الدرب بشكل مستقل، أطلقت في كل صوب وتواصل ظاهرا التدحرج من تلقاء ذاتها. وحتى لو لم يكن معظم الفلسطينيين يشاركون في العنف، ثبت أنه يمكن تنفيذ عمليات تخلق قوة وطاقة خاصة بها. بينما خلف الستار (الشبكات الاجتماعية) تختبىء القيادة المنجرة في الخلف.

الإنجازات غير متعلقة بالضرورة بنتائج المعركة أو بموازين القوى، وغير مصنفة دوما تحت معادلة صفرية. يحتمل أن تكون الانجازات الفلسطينية التي سجلت في المواجهة الحالية، ستظهر مرة أخرى في التالية بعدها، وفي ذلك يجدر إعطاء الرأي.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد