حكومة نتنياهو في "مهب الريح"
غزة / خاص سوا / في ظل اتساع دائرة المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، تعيش الحكومة الاسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو حالة من التخبط في كيفية التعامل معها، خاصة بعد أن ارتفعت وتيرة العمليات في مدن القدس وداخل أراضي 48، وحتى تل ابيب.
وما أن تُنفذ عملية في إحدى المناطق يندفع نتنياهو نحو عقد اجتماع وزاري مصغر مع قيادة الأمن ووزراء الحكومة، من أجل وضع حد لهذه التطورات، لكن سرعان ما يصدر قرارات تدل على مدى التخبط والارتباك لديه، والتي أبرزها توسيع الهجمات في مدن الضفة، وزيادة أعداد الجنود.
ومع اشتداد المواجهات منذ بداية شهر أكتوبر الجاري، حتى اللحظة، بدأ الشارع الاسرائيلي يشعر بفقدان الأمن في الضفة والقدس، ما دفعه للخروج بمظاهرات تطالب باستقالة نتنياهو لعدم قدرته على توفير الامن والحماية لهم.
ولم تقتصر المطالبات على السكان والمستوطنين فحسب، بل طالت الوزراء والأحزاب المعارضة، حيث صرّح رئيس المعارضة الإسرائيلية "يتسحاق هرتسوغ" أن نتنياهو ضعيف وغير قادر على حماية أمن الإسرائيليين.
ويُجمع محللون ومختصون في الشأن الاسرائيلي، أن استمرار الاوضاع في الضفة يضع حكومة نتنياهو في مهب الريح، إذا ما عملت على تهدئة الأوضاع في أقرب وقت.
محمد مصلح الخبير في الشأن الاسرائيلي، قال إن حكومة نتنياهو تعيش حالة من التخبط، في ظل الارتباك الواضح في عدم السيطرة على المواجهات والهبة الجماهيرية الجارية، "اسرائيل مضطربة في التعامل مع المشهد".
واعتبر مصلح في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية، أن حكومة نتنياهو في مهب الريح، ويمكن اسقاطها في أي وقت قريب، إذا اشتدت المواجهة، مضيفاً "لم يعد نتنياهو قادرا على التعامل مع الشارع الاسرائيلي، وهو أمام مشهد سياسي وامني خطير".
وأشار إلى أن نتنياهو يعيش الآن أمام خيارين هما الالتزام الدولي أم إرضاء الشارع الاسرائيلي، مبينًا أنه يغلّب مصلحة الداخل الاسرائيلي وإرضاء الشارع الاسرائيلي، لكنه غير قادر على تلبية رغبة المستوطنين.
أما الكاتب والمختص في الشأن الاسرائيلي مأمون أبو عامر، قال "حكومة الاحتلال تعيش الآن في وضع صعب، والحزب اليميني لا خيار له أو متسع من الوقت لاتخاذ خطوات بديلة".
وبيّن أبو عامر أن الحكومة تعيش في مرحلة تخبط واضحة، خاصة بعد فشلها في تقدير الموقف السياسي وصعوبة السيطرة على الأوضاع الجارية في الضفة.
وتوّقع أن يتجه نتنياهو نحو تشكيل حكومة اخرى أقل تطرفاً في حال استمرت الاوضاع كما هي، مشيراً إلى حزب اليمين لديه بدائل للمحافظة على الحكومة.
وبحسب أبو عامر، فإن التقديرات الاسرائيلية تشير إلى أن الانتفاضة ستستمر لشهرين أو ثلاثة، ولذلك ستضطر لاتخاذ اجراءات "احتياطية" لمواجهتها، خاصة في ظل حالة الارباك الشديد.
وبالعودة إلى مصلح، فإنه ذكر أن امام نتنياهو خيارين للتعامل مع المرحلة المقبلة، وهما الإعلان عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، نتيجة الأزمة التي يعيشها الشارع الاسرائيلي والتخبط الأمني، أو أن يتجه لاتخاذ اجراءات للخروج بحرب شاملة في الضفة، ويمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف الجانبين.
ومازال الفلسطينيون يواصلون هبتهم الجماهيرية في مواجهة الاحتلال بمدن الضفة، في ظل حالة من التوحد لدى الشارع الفلسطيني، وهو ما أربك حسابات الاحتلال في التعامل معهم، من أجل الخروج من الأزمة وتهدئة الأوضاع.