هل هو ثورة، ام انتفاضة، ام هبّة، ام تحول استراتيجي ، أم ثورة عاطفية ، ام ردة فعل، أم تراكم نار تحت الرماد، ام تحسين شروط سياسية ، أم اثبات وجود في زمن ادار الجميع ظهره لنا ؟

وغير هذه الرزمة من الاسئلة هنالك الكثير مما لا تتسع المساحة المحدودة لهذه المقالة لايرادها، ورغم ان الجواب واحد عليها جميعا، الا ان هنالك من يصر على تقديم اجابات متعددة ليس وفق تحليل موضوعي لمسار الاحداث، واما وفق الاجندات التي تبنى عليها ، فمن تتطابق اجندته مع ادعاء انها انتفاضة مستمرة فهو يتبنى ذلك، ومن تنسجم رؤياه مع انها هبة مرشحة للهدوء، فهذا تحليله ووصفه ورهانه ، ومن يراها فرصة لتحسين الشروط فهي تحمل شيئا من هذا وفق ابسط قواعد العمل السياسي .

هنالك اربع لاعبين على الارض الضيقة، والمزدحمة بالتعارضات والتناقضات والمفاجآت ، اللاعب الاول اسرائيل ، واللاعب الثاني السلطة في الضفة ، واللاعب الثالث الحالة في غزة ، واللاعب الرابع المواطنون العاديون في الضفة والقطاع ومن معهم من العرب في اسرائيل .

ولنبدأ بتوصيف اللاعب الاسرائيلي ، انه مثلنا يختلف داخل معسكره على وصف ما يجري الا ان اختلاف الوصف بالنسبة له لا يؤثر اطلاقا على اتجاه الجهد الرئيسي الذي تنفذه الحكومة في الميدان، ولم يعد خافيا على احد ان كل حركة وسكنة يؤديها كل حامل بندقية اسرائيلية في الميدان مسيطر عليها من قبل المنظومة الرسمية في اسرائيل وعلى رأسها الحكومة، فإن لم تكن هي التي تدفع الميليشيات الاستيطانية للعمل فهي من يوظف العمل ونتائجه.

اللاعب الثاني الذي هو السلطة في

الضفة، فهي تتعاطى مع الوضع من منطقة مليئة بالحرج ، ولقد فرض عليها واقع لا خيارات مريحة فيه ، فأين ما اتجهت تجد من يندد ويدين ومهما عملت فقدراتها على انتاج خلاصات حاسمة محدودة تماما امام كثافة التدخل الاسرائيلي وصراع الاجندات والشعارات الداخلية، وهنا يدخل بصورة سلبية اللاعب الثالث الذي لا هم له الا اثبات ان السلطة في الضفة متواطئة ومتآمرة وحتى خائنة، دون الانتباه الى ان الحال من بعضه، فهناك في غزة سياسة لا تختلف كثيرا عن ضرتها في الضفة، فهنا اتهام بتنسيق امني وهناك اتهام افدح بتنسيق يصل الى ما هو ابعد من ذلك ، وهذا ما يضع اللاعِبين الفلسطينيين تحت طائلة انعدام الجدوى في كل ما يفعلان فلا السلطة في الضفة قادرة على اختراق الشلل السياسي ولا السلطة في غزة قادرة على تجنب الحصار والضغط العسكري الاسرائيلي، وهذا الحال على مستوى سلوك اللاعبين الثلاثة افرز الطرف الرابع الذي هو الناس العاديون الذين يئسوا ومعهم كل الحق في هذا اليأس ، يئسوا من اللعبة الجارية وأداء اللاعبين الثلاثة فيها ، ويأس كهذا يفرز ردود فعل لا صلة مباشرة للاعبي الضفة وغزة معها ، بل الصلة كلها مع الطرف الاول اسرائيل الذي في نظر المواطنين العاديين من يعتدي على المقدسات ويبيد عائلات ويسطو على الممتلكات وينتهك من الحياة البسيطة كل المحظورات والمحرمات وهنا نصل الى العمق والجوهر فمادام الناس الذين يعدون بالملايين تحركهم عواطفهم العميقة والبسيطة فلا امل لدى اي طرف من الاطراف في حسم اجندته على حساب عواطفهم وردود افعالهم ، والخلاصة البديهية لهذا الوضع هي الجواب الوحيد على كل الاسئلة ، واعمق الاجوبة ابسطها ، فما دام هنالك احتلال لشعب يعد بالملايين فكل الاوصاف تنطبق على ما يجري .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد