فرنسا تنوي طرح مشروع قرار دولي ضد المستوطنات
القدس / سوا / قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان الحكومة الفرنسية تنوي طرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي في موضوع المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية، حسب ما قاله مسؤولون كبار في القدس ودبلوماسيين غربيين.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد نطق بعبارة قصيرة خلال اجتماع لوزراء خارجية الرباعي الدولي في نيويورك قبل عشرة ايام، ما أثار قلق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، والذي سارع الى استخدام عبارة الوزير الفرنسي من اجل اقناع وزراء اليمين بأن البناء في المستوطنات، ردا على العمليات سيسبب ضرارا سياسيا كبيرا لإسرائيل.
وكان وزراء خارجية الرباعي الدولي قد عقدوا في 30 ايلول، اجتماعا على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمناقشة الخطوات البناءة للثقة التي يجب على إسرائيل والفلسطينيين تنفيذها من اجل منع التدهور الأمني. وحضر اللقاء وزراء خارجية الاردن ومصر والسعودية. وحسب ما قاله دبلوماسيون غربيون ومسؤولين إسرائيليين كبيرين، فقد كانت لدى فابيوس خطة اخرى، حيث طلب المشاركة في اللقاء ومارس الضغط على الامريكيين ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي.
وفي اعقاب الضغط تقرر دعوة ممثلي فرنسا وبريطانيا والصين الى الاجتماع كونهم من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن. وعندها طالبت دول اخرى كألمانيا والنرويج واليابان وايطاليا واسبانيا وغيرها المشاركة في الاجتماع، ليتحول الاجتماع بالتالي الى مؤتمر شارك فيه 30 وزير خارجية، بينما لم يشارك فيه أي ممثل اسرائيلي وفلسطيني على الرغم من كونه كرس للنظر في الصراع بينهما.
وقد اعد البيان الختامي للاجتماع في وقت سابق، وكان يفترض ان يشمل تصريحات قصيرة للمشاركين، الا ان فابيوس فاجأ الحضور حين طرح خطة سياسية فرنسية تشمل خطوات لكسر الجمود السياسي، حسب رأيه. وحسب دبلوماسيين غربيين ومسؤولين إسرائيليين فقد قال فابيوس انه يرغب بعقد مؤتمر في باريس يدعو اليه الدول المعنية بحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، ولكن من دون مشاركة الطرفين. وعلى الفور قال عبارة تسبب منذ عشرة ايام حالة عصبية كبيرة في القدس. فقد قال: "هناك الكثير من الجهات التي تدفعنا لإجراء تصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار يتعلق بالمستوطنات، ونحن نفحص الأمر".
ووصل تقرير حول ما قاله فابيوس الى الدبلوماسيين الإسرائيليين ومن ثم الى رئيس الحكومة نتنياهو الذي تواجد في حينه في نيويورك. وفوجئ نتنياهو بالخطوة الفرنسية، وسارع رجاله الى التحدث مع رجال وزير الخارجية الامريكي جون كيري، ومع جهات اخرى شاركت في اجتماع الرباعي الدولي. وفي اليوم التالي ناقش نتنياهو الموضوع مع كيري، واعرب عن قلقه الكبير. واوضح كيري انه لا يعرف عن مبادرة فابيوس ولا يملك معلومات حولها. وقال مسؤول اسرائيلي انه تبين بعد الفحص بأن الخطوة الفرنسية كما يبدو لا تزال في مراحلها الأولى.