عبد الرحيم: فلسطين بحاجة لجهد كل فرد فيها لبنائها

رام الله / سوا / قال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم في افتتاح مؤتمر إكسبوتك الثاني عشر،اليوم الاثنين، تحت عنوان "فلسطين الذكية"، والمنعقد في مدينة رام الله، إن فلسطين بحاجة إلى جهود كل فرد في المجتمع لبنائها.

وأضاف أن من حق أبناء شعبنا ان ينعموا بالأمن والسلام، "كما قال الرئيس إن السلام في المتناول، إذا ما توفرت الإرادة الصادقة لدى الطرف الإسرائيلي وتخلى عن الغطرسة وهيمنة وعنجهية القوة، وعقلية الحصن والقلعة والجدار، والتوسع الاستيطاني وسرقة الأرض والموارد الطبيعية والمياه، فيَدُنا ممدودة للسلام، السلام العادل والقائم على قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ومبادرة السلام العربية، وخطة خارطة الطريق"، قال عبد الرحيم.

واستطرد إنه مثلما يطمح الإسرائيليون إلى الأمن والأمان والاستقرار لهم ولأجيالهم، "فنحن كذلك نتوق لأن نرى أطفالنا وشبابنا ونساءنا وبناتنا وشيوخنا يعيشون بأمن وأمان وسلام وطمأنينة في بيوتهم ومزارعهم ومتاجرهم وعلى الطرقات إلى منازلهم وأعمالهم، بعيداً عن عنف جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين وإرهابهم الدموي الذي لا يتورع عن حرق وقتل الأطفال الرضع وإطلاق النار عليهم".

وقال عبد الرحيم إن فلسطين التي يسعى شعبها منذ قرابة سبعين عاماً لاستعادة حريته وسيادته واستقلاله ليعيش بحرية وكرامة في وطنه "لهو بحاجة لجهود كل فرد فينا لكي نبني فلسطين الغد والمستقبل، فلسطين، التي رفع سيادة الرئيس أبو مازن قبل بضعة أيام علمها في مقر الأمم المتحدة، بعد أن نقل للعالم بأسره من خلال خطابه المفعم بالصدق والصراحة الحقائق الدامغة بشأن قضية شعبنا الفلسطيني العادلة، والظلم التاريخي، الذي لحق به، وضرورة أن يُرفع هذا الظلم عن شعبنا، لكي يصار إلى تمكينه من العيش في وطنه بعيداً عن خراب وحصار جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعنف وإرهاب مستوطنيه وغطرستهم ووحشيتهم التي يمارسونها ضد أبناء شعبنا وممتلكاتهم، وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس الشريف".

وأضاف، أن الرئيس عباس وضع العالم بأسره وقواه العظمى أمام مسؤولياتهم من أجل وضع حد ونهاية لاحتلال أراضي دولة فلسطين المحتلة، ونبّه إلى خطورة انتهاك المقدسات وخاصة الأقصى الشريف "لأن ذلك من شأنه أن ينحرف بل ويخرج بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي عن محدداته وقضاياه الحقوقية والقانونية والسياسية ويحوله إلى صراع ديني، الأمر الذي ستكون عواقبه وخيمة على إسرائيل نفسها، وعلى المنطقة بأسرها".

وتابع: لقد أوضح الأخ الرئيس أبو مازن باسم كل شعبنا للعالم أجمع في خطابه أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي رفع خلالها علم فلسطين كثمرة لمسيرتنا الكفاحية الطويلة، أوضح خطورة استمرار الأوضاع على ما هي عليه في دولة فلسطين الواقعة تحت الاحتلال ومحاولاته لجر المنطقة إلى مربع العنف الذي يريد. وهو ما يتطلب سرعة التحرك من قبل الأمم المتحدة وخاصة من قبل الدول ذات المسؤولية الخاصة عن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار عبر تأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي سيواصل نضاله ومقاومته بالوسائل القانونية بالحكمة التي استفدناها من تجارب سابقة حتى يحقق أهدافه المشروعة.

وفي حين نقل عبد الرحيم تحيات الرئيس محمود عباس واعتزازه "بالجهود المتضافرة لعقد المؤتمر، وبهذه المشاركة الدولية النوعية التي تضم نخبة من الخبراء من مؤسسات دولية مرموقة والذين نحييهم فردا فردا"، رأى أن فلسطين الصاعدة "من عذابات الاحتلال وممارساته البغيضة لهي أحوج ما تكون اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى العمل والفكر الإبداعي والتنمية والاستثمار"، مضيفا "أن وطننا وبالرغم من محدودية موارده ومصادره الطبيعية، فهو غني بأبنائه الذين ساهموا في بناء دول كثيرة وبأجياله الشابة وطاقاته الإبداعية الظاهرة والكامنة، والتي تحتاج دائماً للمزيد من الرعاية والاهتمام بها لتكون شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء".

وقال: إننا ننظر في فلسطين، وينظر سيادة الأخ الرئيس أبو مازن بعين الاهتمام والتقدير الكبير لهذا المؤتمر وأمثاله من المؤتمرات الراعية للإبداع والابتكار والنمو والتطور، ونحن متأكدون بأن مؤتمركم العتيد هذا سيحمل بل ويضيف خبرات ومعارف جديدة في مجال التكنولوجيا والاتصالات، وسيطلع جمهور المتخصصين والمعنيين على تجارب وخبرات ناجحة في مجال التكنولوجيا وتقنياتها وحلولها الحديثة المبتكرة والمتطورة، وهو بلا ريب سيخلق حافزاً لنا لأن نكون في فلسطين جزءاً من منظومة التطور والتقدم، ولتقديم الأفضل للمجتمع الفلسطيني.

وأكد أمين عام الرئاسة أن استقلال فلسطين وسيادتها لا تتحققان إلا بتضافر الجهود ومراكمة الانجازات، قائلا "تحية لكل عقل يفكر ويبدع، ولكل ساعد يبني ويعمل، ولكل مواطن يسهم ولو بجزء صغير من أجل تعميق الهوية الوطنية لشعبنا على ترابه الوطني الفلسطيني، وبوركت جهودكم أيها الإخوة على عقد هذا المؤتمر التكنولوجي، الذي لا بد وأنه سيكون له ما بعده في الأعوام القادمة من إنجازات في مسيرة البناء والتحدي والاستقلال القادم حتماً بإذن الله".

وقال إن المؤتمر هذا "سيسهم في تعزيز الوعي حول الامكانيات التي توفرها تكنولوجيا المعلومات لتحويل الحياة اليومية والعملية أسهل وأفضل وأشمل بحيث تصل لشرائح المجتمع كافة وخاصة النساء، وذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك قطاع الشباب، ففلسطين بلد شاب بكل ما في الكلمة من معنى، وكذلك ل فتح الآفاق والأبواب للموهوبين والمبدعين من أبنائنا، هذا بالإضافة إلى ما تقدمه التكنولوجيا الرقمية من ربط بين أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الشتات، وما تقدمه كذلك من فرص تبادل واتصال وترابط عالمي، فبفضل التكنولوجيا ومنتجاتها ومخرجاتها المتطورة والسريعة جداً أصبح عالمنا الواسع قرية كونية للتواصل والتعارف الإنساني البناء."

ونوّه عبد الرحيم إلى المعلومات التي تقول إن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد نما في فلسطين بشكل ملحوظ، حيث تراوحت مساهمة هذا القطاع في العام 2007 ما بين 10-12% من الناتج المحلي الإجمالي بمشاركة ما يزيد عن 250 شركة. واستمر هذا النمو المضطرد لتصل مساهمة القطاع لأكثر من ذلك بمشاركة أكثر من 500 شركة عاملة في هذا المجال.

وثمّن عبد الرحيم عالياً دور اكسبوتك، قائلا "تحولت إكسبوتك من حدث صغير في إمكاناته وبرامجه، كبير في رسالته، إلى تظاهرة وطنية فلسطينية ودولية تعكس حب الفلسطيني للعلم والتعلم ومواكبة التطورات التقنية الهائلة التي نراها من حولنا".

وتمنى أن يحمل اللقاء حلولاً تكنولوجية إضافية ورفيعة المستوى للقطاعات المختلفة: الاقتصادية والتربوية والطبية والزراعية وغيرها، "ليستمر ازدهار مؤسساتنا على اختلاف مرجعياتها ولنضيف لَبنات أخرى قوية في بناء دولتنا العتيدة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد