فنانون غزيون يسعون إلى رسم أطول لوحة جدارية في فلسطين
غزة / سوا / شارك نحو 50 من فناني غزة الموهوبين الشباب في رسم لوحة جدارية بطول 100 متر في إطار موضوع "المشاركة المدنية للشباب" على الجدار الشمالي لمجمع " الأونروا " في مدينة غزة.
وتسعى اللوحة الجدارية، والتي رُسمت على قماش معلق على الجدار إلى تحقيق رقم قياسي جديد كأطول لوحة جدارية في فلسطين، وفي ما جاء في تقرير لـ"الأونروا" اليوم الجمعة.
ونظمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" نشاط رسم اللوحة الجدارية في إطار مجموعة عمل الأمم المتحدة حول الشباب، والتي تعتبر "الأونروا" عضواً فاعلاً فيها.
وتم تنفيذ اللوحة الجدارية حسب التقرير، بالشراكة مع الاتحاد العام للمراكز الثقافية في غزة. ومن خلال موضوع "المشاركة المدنية للشباب"، تسعى مؤسسات الأمم المتحدة إلى تعزيز ونشر الوعي لتحقيق المزيد من المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للشباب لتمكينهم لتقديم إسهامات كاملة للمجتمع والتنمية والسلام.
وستعلق اللوحة الجدارية لنحو أسبوع واحد على جدار "الأونروا"، وبعد ذلك قد تستخدم في المعارض في غزة والضفة الغربية، كما قد يتم التبرع ببعض الأجزاء لمدارس "الأونروا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعقب الصحفي والمتطوع نائل خضر على نشاط "المشاركة المدنية للشباب" قائلاً: "إننا نريد أن نُري العالم أن غزة ليست فقط معاناة وبؤس، وإنما هي إبداع وموهبة كذلك. الشباب هم المستقبل، وشباب غزة يبعثون رسالة سلام إلى العالم بمساعدة مؤسسات الأمم المتحدة".
هنا بينت الفنانة شيماء موسى التي كانت ترسم على اللوحة الجدارية صورة قوية ومعبرة لطفل فلسطيني ينظر إلى الأسفل ويتداخل معها صورة سمكة ذهبية محبوسة في إناء: "ستكون هذه أطول لوحة جدارية في فلسطين، ونحن نرسمها لإحداث تغيير من أجل الشباب الفلسطيني. وبالرغم من الوضع الصعب، أو بسببه، تحتاج غزة إلى الأمل ونحتاج نحن إلى إرسال هذه الرسالة إلى العالم".
الفنان الغزي محمد الكرنز، تحدث حول صعوبة إقناع مجتمع يعاني من الفقر ودمار الحرب بأهمية وقيمة الأعمال الفنية بالقول: "من خلال هذه اللوحة الجدارية، أحاول إيصال رسالة مفادها أن الشباب الفلسطيني له نفس الحقوق والطموحات والتطلعات كغيره من الشباب حول العالم. الشباب يمثلون الفئة الأكبر في مجتمعنا، وهم يستحقون تغييراً نحو الأفضل. إننا نرسم لنحشد الدعم لهذه الفكرة من الخارج وكذلك من الداخل. ففي بعض الأحيان، لا يدرك الناس أهمية الثقافة، وما يمكنها أن تحقق لهم. فالبعض يظن أن المعونات تقتصر على الغذاء، وأن الفن لا قيمة له. ولكن هذا ليس صحيحاً، فنحن نرسم من أجل المواطنين في الشارع".
أما الفنانة مريم صلاح فبينت حول مشاركتها المدنية في ذلك اليوم: "أشارك في هذه اللوحة الجدارية لأنني أريد دعم الشباب الفلسطيني وتغيير حياتهم بشكل ما. غزة تحتاج إلى المزيد من الأمل والحياة، ونحن نملك الفرصة لمنح الناس هذا الأمر بأنفسنا، من خلال هذا المشروع على سبيل المثال. آمل بأن تكون هناك فرصاً أخرى مشابهة مستقبلاً".