تجارة الجلود بغزة.. على أعتاب الموت!

غزة / خاص سوا/ صبا الجعفراوي/ يقف التاجر محمد الشوا بالقرب من بوابة شركته لتجارة الجلود بقطاع غزة، متذمرا من تكدس الجلود فيها، سيما أن الكمية زادت مع انتهاء موسم عيد الأضحى المبارك.

هذا التكدس وتذمر التاجر جاء نتيجة منع الاحتلال الاسرائيلي من تصدير بضاعته تحت شعار _ حُجة أمنية_ ، علما لو بقي الحال على ما هو سيتكبد الشوا خسارة كبيرة قدرها قرابة مليون دولار.


يقول الشوا عاقدا حاجبيه لـ"سوا" : " أنا تاجر جلود منذ عام 1982، لم يمر على تجارتي أزمة خانقة كالتي نمر بها منذ عامين بعد أن منع الاحتلال تصدير الجلود للخارج".


يشار إلى أن تاجر الجلود توقف عن العمل لعدة سنوات، منذ بدء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة بعد أن تولت حركة حماس الحكم بالقطاع صيف2007.


وبعد تلك السنوات ، فقبل عامين من صياغة النص، عاد الشوا إلى تجارة الجلود بعد أن تلقى وعود من الجانب الإسرائيلي بالسماح بتصدير الجلود؛ لكن تلك الوعود كانت كاذبة ولم تلامس الواقع حتى اللحظة.


يكمل الشوا في حديثه لوكالة "سوا " الإخبارية : " هناك ما يزيد عن 90 ألف قطعة جلد في قطاع غزة متكدسة منذ عامين في مخازن تجار الجلود".

حال التاجر الشوا كحال باقي تجار الجلود بالمدينة المحاصرة فهم يترقبون على أحر من الجمر سماح اسرائيل لهم بتصدير الجلود إلى الدول الأوروبية والضفة الغربية، عبر المعبر التجاري الوحيد "كرم أبو سالم"، لأنه لو بقيت بضاعتهم متكدسة في مخازنهم، سيتكبدون خسائر فادحة.


ويستخدم تجار غزة مواد حافظة نظرا لبقائها فترة أطول بالمخازن، علما أنه ليس من الضروري وجود تلك المواد على الجلود، ولكن تكدسها لسنوات أجبر التجار على رشها، لتجنب بضاعتهم من العفن.


وفي ختام حديثنا مع التاجر الشوا اتهم وزارتي الاقتصاد والزراعة بالتقصير بحق تجار الجلود وعدم تقديم كافة جهودهم لمساعدتهم وانقاذهم ، مطالبا إياهن بالوقوف معهم في محنتهم.


اتهامات التاجر شوا ذهبت بنا إلى الحديث مع تحسين السقا مدير عام الإدارة العامة للتسويق والمعابر بوزارة الزراعة بغزة للوقوف على بعض التفاصيل.


يقول السقا في حديث لسوا: " نحن في كل اجتماع مع الجانب الاسرائيلي نتطرق لموضوع تجار الجلود وانقاذ تجارتهم". مبينا أن المشكلة تكمن في أن الاحتلال في كل مرة يتنكر لوعوده.


ويتابع : " اسرائيل قدمت لنا قبل ثمانية شهور وعود باستئناف تصدير الجلود للخارج إلا أنهم حتى اليوم لم يسمحوا بتصديرها".


أما عن الطرف الأخر فكان محمد الحرباوي رئيس غرفة تجارة الخليل قد أعلن أن الاحتلال وافق على السماح بإدخال الجلد البقري من غزة الى الضفة الغربية بعد منع استمر لسنوات طويلة.


وأوضح الحرباوي في حديث لصحيفة "الأيام" المحلية قبل يومين، أن الغرفة التجارية في الخليل حصلت على موافقة اسرائيلية بالسماح بتصدير الجلود من القطاع الى الضفة بعد عدة لقاءات اجرتها الغرفة مع ضابط الزراعة الاسرائيلي ومدير البيطرة في اسرائيل وبحضور هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية.


وبين أن الاحتلال اشترط دخولها الى الداخل المحتل بعد تمليحها وتأهيلها وتغليفها بشكل جيد وان يكون من قطاع غزة وارفاق كتاب ونموذج من وزارة الزراعة الفلسطينية يفيد بذلك ويتضمن المعلومات المطلوبة.


وأضاف الحرباوي إنه بإمكان التجار تصدير الجلود من القطاع فوراً بعد انتهاء وزارة الزراعة من اعداد النموذج الخاص بذلك، مبيناً ان وزارة الزراعة تبدي اهتماماً كبيراً في هذا الأمر.


وحسب تقرير أخير أصدرته وزارتي الزراعة والاقتصاد بين أن خسائر تجارة الجلود تقدر بملايين الدولارات منذ منع تصديرها، حيث من كل عام يذبح 40 ألف رأس ماشية سنويا أي تكدس قطع الجلود كل عام، وكان آخرها بعيد الأضحى 12 ألف رأس ماشية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد