"الرصاص الإسفنجي" يصيب 4 أطفال خلال الشهر الجاري
رام الله /سوا/ قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، إنها وثقت خلال الشهر الجاري (أيلول 2015) إصابة أربعة أطفال بالرصاص الإسفنجي في الأجزاء العلوية من الجسم، في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما يرفع عدد الأطفال الذين أصيبوا بهذا النوع من الرصاص منذ شهر كانون الثاني / يونيو 2014، إلى تسعة، تسببت ثلاث منها بإعاقات دائمة، إضافة إلى استشهاد الطفل محمد سنقرط.
وبينت أن الأطفال يوسف الداري (10 أعوام)، وأسيل محيسن (12 عاما)، ومحمد عيسى (15 عاما) وجميعهم من القدس الشرقية، وشهد شتيوي (9 أعوام) من قرية كفر قدوم شمال الضفة الغربية، أصيبوا بجروح في الأجزاء العلوية من أجسامهم جراء استهدافهم بالرصاص الإسفنجي في حوادث منفصلة خلال الشهر الجاري.
وقال مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش: "إن استهداف الأجزاء العليا من الجسم بهذا النوع من الرصاص يشير إلى أن قوات الاحتلال لديها سياسة ممنهجة بإلحاق أكبر الضرر بالمستهدفين، بمن فيهم الأطفال، علما أنها تدعي إدخاله للخدمة بسبب أنه سلاح غير قاتل"، مشددا على ضرورة توقف قوات الاحتلال عن استخدام هذا السلاح فورا.
وأصيب الطفل الداري، من سكان العيسوية بالقدس الشرقية، في الثامن من الشهر الجاري عندما كان في طريقه إلى منزله.
وقال، في إفادته للحركة العالمية، "شاهدت شرطة الاحتلال تطارد شابا بالقرب من منزلنا، فهربت لأنني كنت أخشى أن تعتقلني الشرطة، وأثناء هروبي التفت خلفي فرأيت اثنين من أفراد الشرطة يلاحقونني وخلال ذلك شعرت أن شيئا أصابني في الجانب الأيسر من ظهري".
نقل الطفل الداري إلى مستشفى المقاصد في القدس الشرقية، حيث تبين أنه يعاني من تمزق في الطحال، وأن عليه ملازمة الفراش لمدة لا تقل عن شهر.
أما الطفلة أسيل محيسن من قرية العيسوية، فقد أصيبت في الخامس عشر من الشهر الجاري، برصاصة إسفنجية في صدرها، عندما كانت في متنزه يعود لعائلتها، تراقب عن بعد مع ابن عمها مواجهات بين الشبان وشرطة الاحتلال في القرية.
الإصابة تسببت لأسيل بكسر في عظمة الترقوة، وجروح داخلية في الرئتين، الأمر الذي استدعى مكوثها في المستشفى خمسة أيام.
وفي التاسع عشر من الشهر الجاري أصيب الطفل محمد عيسى برصاصة اسفنجية سوداء اللون في رأسه أثناء مرافقته والدته إلى الصيدلية في قرية العيسوية، وفق ما أفاد ذووه.
مكث الطفل عيسى في مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس 9 أيام، حيث تبين أن الرصاصة تسببت بكسر في الجمجمة ونزيف على الدماغ، الأمر الذي أثر على حركة يده اليسرى، وهو الآن بحاجة إلى جلسات علاج طبيعي.
كما أصيبت الطفلة شهد شتيوي، من قرية كفر قدوم، في الثامن عشر من الشهر الجاري، برصاصة اسفنجية في جبينها أسفرت عن جروح سطحية، عندما كانت تراقب مع أبناء عمها من على سطح منزل عائلتها المواجهات التي تدور في القرية.
وفي هذا الصدد، بينت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، في رسالة وجهتها إلى المستشار القضائي لحكومة الاحتلال، أنه على الرغم من تعريف الشرطة الإسرائيلية للأعيرة السوداء على أنها "سلاح غير قاتل" يهدف إلى تحديد حركة متظاهر واحد فقط، فإن استخدامه أدى إلى وقوع عشرات الإصابات الخطيرة، وإلى وفاة الطفل سنقرط.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، فإن استخدام هذا النوع من الرصاص اقتصر على الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية، إلا أن القوات الإسرائيلية بدأت باستخدامه منذ شهر أيار/ مايو في الضفة الغربية.
ومنذ الصيف الماضي، وثقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال ثلاث حالات لأطفال مقدسيين فقدوا واحدة من أعينهم جراء استخدام هذا النوع من الرصاص، هم: يحيى العامودي (10 أعوام) وزكريا جولاني (13 عاما) وكلاهما من شعفاط، وصالح محمود (11 عاما) من العيسوية، إضافة لاستشهاد الطفل محمد سنقرط في السابع من أيلول عام 2014 متأثرا بجروحه التي أصيب بها في الحادي والثلاثين من آب 2014، جراء إصابته برصاصة "اسفنجية" سوداء في الجهة اليمنى من رأسه، سببت له كسرا في الجمجمة ونزيفا دماغيا، وفقا لتقارير إعلامية.
وكانت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال دعت العام الماضي سلطات الاحتلال إلى وضع حد لاستخدام الأسلحة غير الفتاكة بصورة غير صحيحة ومفرطة من قبل الجنود الإسرائيليين، مع الإفلات من العقاب بشكل تام تقريبا، مبينة أن الاستخدام غير الصحيح لهذا النوع من الأسلحة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، وقاتلة في بعض الأحيان، على الأطفال.