ازدهار صناعة الثلج بغزة في ظل أزمة الكهرباء
غزة / خاص سوا/ يلجأ الغزيون لاستخدام الثلج الصناعي كطريقة بديلة لحفظ الاطعمة من التلف في ظل انقطاع الكهرباء لفترات طويلة تصل لـ 12 ساعة في اليوم الواحد.
فالمواطن محمد المدهون من سكان حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، اعتاد على شراء كميات من قوالب الثلج خلال الفترات التي تتفاقم فيها أزمة الكهرباء بعدما قرصه فساد الأطعمة التي يضعها في ثلاجته عدة مرات خلال انقطاع التيار لساعات طويلة.
المدهون الذي يعمل في احدى المؤسسات المحلية قال لوكالة (سوا) "انقطاع الكهرباء لفترة طويلة تصل لـ 12 ساعة في اليوم يدفعني لشراء قوالب من الثلج المبشور، لحفظ الاطعمة الموجودة في الثلاجة من التلف".
ويشير المدهون إلى أن ثمن "كيس الثلج" يبلغ 10 شواكل، ويحفظ برودة الثلاجة لمدة تزيد عن 24 ساعة، في حال اغلاقها بشكل كامل.
ويشير المدهون إلى أن فترة جدول الأربع ساعات وصل لا يكفي لأن تجمّد ما بداخل ثلاجته، ما يؤدي لفساده وخاصة اللحوم والألبان التي تحتاج لدرجة حرارة منخفضة كي لا تفسد.
ويعتبر الثلج "حلاً مؤقتاً" رغم التكلفة المالية الزائدة التي يضطر لدفعها للثلج في حال اشتري أكثر من مرة أسبوعياً، مؤكداً أنه اضطر لشراء الثلج بشكل شبه يومي في فترة الأزمة الماضية لتلافي فساد الأطعمة.
حال المواطن المدهون كحال الكثير من سكان قطاع غزة الذين يعانون من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، حيث يضطر الكثير منهم لشراء الثلج من محلات قليلة في القطاع.
ويضطر تجار المجمدات لشراء ثلاجات خاصة تعمل على المولدات الكهربائية لتصنيع الثلج أو شراؤه من المحلات التي تبيعه حتى لا تفسد بضائعهم.
يقول أبو أحمد لبد تاجر مجمدات في سوق الشيخ رضوان بمدينة غزة :" كنا نضطر بشكل دائم لشراء ألواح الثلج لحفظ البضائع التي لدينا بحيث لا يمكننا السماح للحلوم والمجمدات بأن تذوب، لأن معنى ذلك أنها فسدت ولا يمكن تجميدها مرةً أخرى".
ويشير لبد إلى أن استمرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة كلفه في إحدى المرات خسارة تقدر بـ10 آلاف شيكل وذلك بعدما ساحت بعض اللحوم وتغير لونها للأسود وباتت غير صالحة للاستخدام الآدمي.
وأوضح أنه كان خلال فترة الأزمة يشتري بشكل يومي قرابة 10 ألواح ثلج بمبلغ 100 شيكل ما يضفي عليه زيادة في التكاليف التي تقلل من نسبة ربحه في تجارة المجمدات.
ولفت إلى أنه اضطر مؤخراً لشراء مولد كهربائي 40 كيلو لتشغيل ثلاجات المحل، معرباً عن أمله أن تحل أزمة الكهرباء باعتباره من أكثر المتضررين منها.
زيادة في الطلب
من جهة أخرى يشير تجار الثلج في قطاع غزة إلى أن الفترة الماضية شهدت زيادة في شراء المواطنين للثلج، مؤكدين أن بيعهم في السابق اقتصر على تجار المجمدات والأسماك بينما زاد الطلب من المواطنين.
ويؤكد أبو خالد الهندي أحد أصحاب مصانع الثلج في غزة أن إقبال المواطنين يزيد بشكل كبير خلال فترة أزمة الكهرباء، مشيرا إلى أن العشرات يطلبون الثلج لتبريد الأطعمة في الثلاجة فيما يطلبه الآخرين لوضعه من الماء والمشروبات في حال ارتفاع درجات الحرارة.
ولفت إلى أنه في الأيام العادية يبيع ما بين 20 إلى 40 كيس ثلج بينما في فترة أزمة الكهرباء يتضاعف العدد للضعف أو أكثر في حال ارتفاع درجات الحرارة.
وأوضح أن زيادة الطلب دفعت بعض المواطنين لمنافسة تجار الثلج في غزة ب فتح محلات صغيرة في بيوتهم وبيع الثلج، محذراً من أن الثلج الذي ينتج خارج المصانع الرسمية يصنع بطريقة غير صحية وقد يسبب أمراض وتلوثات لدى المواطنين.
وبيّن أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة في الطلب على الثلج من المواطنين وذلك تزمناً مع قدوم عيد الأضحى المبارك حيث يبرد المواطنين اللحوم في ثلاجاتهم.
ويشتكي العديد من المواطنين من خلال فترة العيد من فساد بعض اللحوم التي يضعونها في ثلاجاتهم نتيجة عدم تثليجها بشكل مناسب وتواصل انقطاع الكهرباء ما يؤدي لفسادها واضطرارهم لرميها.