15 عاما على الانتفاضة الثانية وشرارتها لم تنطفئ بالأقصى

غزة / خاص سوا / بعد مرور 15 عاماً على انتفاضة المسجد الأقصى التي وقعت في الثامن والعشرين من ديسمبر عام 2000م، تبدو المشاهد تعيد نفسها حتى يومنا هذا.


فالانتفاضة اندلعت بعد تدنيس أرئيل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي برفقة مجموعات كبيرة من الجيش الاسرائيلي لباحات المسجد الأقصى، الأمر الذي أثار غضب المقدسيين، ودفعهم للتصدي لهم.


وانطلقت شرارة الانتفاضة آنذاك، واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان "الثائرين" الغاضبين على ما يجري هناك، ما ادى الى استشهاد المئات منهم واصابة آلاف آخرين، إضافة الى الخسائر التي لحقت بالجيش الاسرائيلي.


وظلت الانتفاضة وامتد نفوذها إلى قرابة خمسة أعوام، حتى توقفت بعد توقيع اتفاق الهدنة في 8 فبراير 2005، الذي عُقد في قمة شرم الشيخ والذي جمع الرئيس الفلسطيني المنتخب حديثاً محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي أرئيل شارون.


لكن الشاهد في الموضوع أن ما جرى في المسجد الأقصى منذ 15 عاماً، يجري الآن بعد تلك المدة الطويلة، و كأن التاريخ يعيد نفسه، ويسترجع ذكريات القدس والأقصى الاليمة.


وتشن قوات الاحتلال الاسرائيلي في الفترة الراهنة حرباً "شرسة" على الأقصى، والمقدسات الإسلامية، في محاولة لتنفيذ مخططاته الرامية لتقسيمه زمانيا و مكانيا، في ظل صمت عربي ودولي اقتصر على الشجب والاستنكار فقط.


ولا بد الاشارة الى ان تلك الفترة تخللها خوض ثلاثة حروب، و الأقصى أحد الاسباب الرئيسية التي أدت لاندلاعها.


ولم تعد معالم المسجد الأقصى على حالها في ظل الحملات التخريبية والاقتحامات التي تستهدف كينونته، في محاولة من الاحتلال الاسرائيلي لتنفيذ مخططات "اجرامية بداخله".


ويعيش المسجد الأقصى مسلسل من الأحداث بدأت قبل 15 عاماً، ومازالت مشتعلة حتى كتابة هذا التقرير. ورغم ذلك إلا أن اندلاع انتفاضة ثالثة "أمر مستبعد" في ظل الحالة الفلسطينية المتشتتة والانقسام بين شقي الوطن، إضافة إلى الصمت الدولي والعربي المطبق اتجاه الاقصى.


المحلل السياسي تيسير محيسن قال، إن ما يحدث في المسجد الأقصى هو ان الاحتلال يمارس سياسة ذات بُعد استراتيجي تهدف لتطبيق الرؤية الاسرائيلية الرامية للاستيلاء عليه بشكل كامل.


وأوضح محيسن في حديث لوكالة (سوا)، الإخبارية، أن اسرائيل تنتهج سياسة ازاحة المظاهر العربية والاسلامية في الأقصى، واقحام الديانات اليهودية بداخله.


ورغم ذلك، فإنه استبعد اندلاع انتفاضة ثالثة في الوقت الراهن نظراً لعدم وجود الظروف المهيأة لذلك، وانشغال العالم العربي بمشاكله الداخلية، إضافة إلى ان اسرائيل تنفذ مخططها في الاقصى تدريجياً.


وبيّن أنه في حال أقرّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو دخول المسجد الأقصى كما أعلن قبل يومين، فإن ذلك سيكون عاملاً رئيسياً في اندلاع الحرب.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد