صحافيات غزة.. لا يعرفن للعيد طعم!

غزة / خاص سوا/ حين تنتهي صلاة عيد الأضحى؛ لم تعِد الشابة مها أبو الكاس التي تعمل كمراسلة صحافية الفطور وتنتظر زوجها عودته من المسجد كما يفعلن باقي الزوجات، بل في هذا الوقت تكون قد جهزت معدات عملها منتظرة مركبة العمل لتنقلها إلى شوارع المدينة المحاصرة غزة لرصد فرحة أهلها بالعيد.


الصحافية مها المتزوجة قبل عامين من صياغة هذا النص، يستوجب عملها ترك تلك الطقوس العائلية ومقاسمة زوجها فرحة العيد.
تقول الصحافية: " أُحاول بقدر المستطاع التوافق بين عملي وحياتي العائلية والشخصية والاحتفال بالعيد الثاني مع زوجي فالأمر اصبح مختلف عن السابق".


أصبحت المسؤولية مضاعفة على مها، فبسبب انشغالها بالعمل اضطرت هي وزوجها بالاتصال بذويها وأقاربها تطلب منهم تأجيل زيارتهم إلى حين حلول المساء.


تكمل : " العمل الصحفي له وضع استثنائي في جميع المناسبات، لذلك يجب التأقلم على هذا".


عشرات الصحافيات في غزة لا يعرفن للأعياد طعم، فهن يخرجن إلى الميدان لإيصال رسالتهم دون سيدات المدينة اللاتي يمارسن العيد بكامل طقوسه.


أما حكاية الزميلة هداية أحمد "24عاما" التي تعمل محررة صحافية لعدة مواقع إخبارية لا تختلف قصتها عن مها؛ فقبل نزولها صباحا للعمل في أول أيام العيد، تساعد أمها بأعمال البيت، وبعد ما تنتهي تحمل حقيبتها وتذهب إلى العمل وتعود بالمساء.


العيد الثالث لهداية تقضيه في مهنة الصحافة. وتمني النفس أن تعود للماضي حين كانت سعيدة وهي تمارس طقوس العيد مع عائلتها، كـقراءة القرآن بجانب الأدعية، وبعد الانتهاء تذهب مع باقي أخوتها من البنات بتنظيف المنزل وإعداد حلويات العيد لاستقبال الزائرين.

تقول هداية : " في أول عيد عملت به في الصحافة كنت حابب أشارك أهلي في إعداد الكعك، ولكن العمل منعني من مقاسمتهن فرحة إعداده".
الدوام في أيام العيد ومتابعة الاخبار ستحرم هداية من زيارة منزل جدها للمعايدة عليه، سيما أنها من إحدى عادات عائلتها مما اضطرت لتأجيلها ليتسنى لها الزيارة في وقت مناسب.


تكمل الزميلة هداية ساخرة : " مرات بحس إني مثل الشباب ما في وقت للاهتمام بالأمور التي تخص الفتيات أو ممارسة العيد".


وتختم هداية حديثها أن تعمق بهذه المهنة بما تحمله من أحداث وخاصة في غزة المحاصرة، مرهقة للنفسية قبل الجسد، ولكن تؤكد أن رغم عدم مشاركة أهلها في أول أيام العيد إلا أنها سعيدة في إيصال وإتمام رسالتها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد