الأقصى "الكبش" الأكبر في عيد الأضحى
غزة / حمزة خليل/ سوا/ كالمعتاد.. ستحتار شوارع المدن العربية المسلمة بأي وجه أو ثوب زاهي تستقبل عيد الأضحى المبارك، إلا المدينة المقدسة بمسجدها الأقصى التي أجبرتها إسرائيل على إلباسها ثوب ناري مطرز بالألم جراء استمرار عمليتها العسكرية التي تنفذها بحقها منذ أيام.
لم تعد جدران المدينة العتيقة تتزين بالأقمشة الموضوع فيها آيات القرآن و أخرى ترحيبات الأعياد كما كانت تفعل سابقا ، كذلك شوارعها تفتقد لأضواء الزينة، وبائع الحلويات المتجول ليلا لن يخرج اليوم، لأن في كل شارع وعلى كل سطح يتمركز جندي إسرائيلي موجه بندقيته محاولا اقتناص فريسته من الشبان المقدسيين، لتعدم اسرائيل أي موطن للفرحة في المدينة المقدسة.
العملية العسكرية المستمرة والتشديدات التي فرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على القدس والضفة جاءت في وقت مناسب لإسرائيل حين استغلت التفكك الفلسطيني وانهيار المنطقة العربية، لتُخيم أجواء العيد المبارك على الأقصى بشكل باهت.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت على السماح لعناصر جيشها في القدس، بإطلاق النار من بنادق قنص من طراز "روغر" على الشبان الذين يتصدون لاقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال للمسجد الأقصى وفي مناطق مختلفة من القدس.
وقد أعلن نتنياهو في اجتماع طارئ مع العديد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، تعديل قواعد الاشتباك وإرساء عقوبة دنيا لرماة الحجارة وغرامات مهمة بحق القاصرين الذين يرتكبون هذه الجرائم ووالديهم.
فقبل يومين اشتدت حدة الهجمة الإسرائيلية بحق المدينة العتيقة وضواحيها ، حين أطلقت النيران على الشاب ضياء التلاحمة (21 عاما) وقتلته بدم بارد على مفرق خرسا جنوب بلدة دورا بمحافظة الخليل بداعي أنه حاول طعن جنديا.
ولم تكتفِ اسرائيل عند دماء ضياء؛ فأول أمس أوقفت قوة احتلالية الفتاة هديل الهشلمون على حاجز عسكري في الخليل، وطلبت منها خلع حجابها، إلا أنها رفضت ليطلق أحد الجنود الرصاص عليها من مسافة قريبة لترتقي هي الأخرى إلى بارئها قبل أن تتقاسم مع عائلتها فرحة العيد.
رغم هذه العنجهية في القتل والاقتحامات ومشتقاتها، إلا أن المقدسيين يحاولون ممارسة طقوس عيدهم، ، فكانت أصوات التكبيرات تصدح من قلب المسجد الأقصى، رافضة اقتحام مجموعة من المستوطنين، قائلين: "سنحيي عيدنا المبارك وسط حمام من الدم".
الأمر الذي أثار حفيظة القوات الإسرائيلية ، لتعتدي بالضرب على المرابطين، وتمنعهم من الدخول وشنوا بعدها حملة اعتقال طالت عشرة مقدسيين خلال خروجهم من باحات الأقصى بتهمة المشاركة في المواجهات.
مراقبون ومتابعون أجمعوا على أن اسرائيل ستستمر في مواصلة عمليتها العسكرية، ضاربة بعرض الحائط عيد الأضحى أو شيء من هذا القبيل.
وفي الوقت الذي يحاول الاحتلال تشويه أو منع وصول فرحة العيد على وجوه الفلسطينيين المسلمين، ها هم الآن يحتفلون بعيد الغفران الخاص بهم دون أن يتعرضوا لأي مواجهة أو حدث يعرقل طقوس عيدهم.
وفي الختام وفق ما عرضناه سلفا عن المدينة المقدسة وما تتعرض له من هجمات إسرائيلية وهي على أعتاب الاستقبال لعيد الأضحى، يجبرنا على القول أسفين: " الأقصى "الكبش" الأكبر في عيد الأضحى".