قبيل عيد الأضحى.. الحركة الشرائية في غزة "رايقة"

غزة / خاص سوا / على غير عادته، يجلس المواطن محمود العطل صاحب إحدى محلات الملابس في سوق الشيخ رضوان، على باب محله، برفقة عماله الأربعة الذين يجلبهم للعمل معه كل موسم، رغم اقتراب عيد الأضحى المبارك.


فرغم اقتراب عيد الأضحى المبارك، إلا أن حالة من الركود الاقتصادي تشهدها الأسواق الغزية، نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها القطاع، وعلى رأسها الحصار واغلاق المعابر من جهة، وتقاضي الموظفين جزءاً من رواتبهم من جهة أخرى.


مراسل وكالة (سوا) الإخبارية، تجوّل في بعض أسواق القطاع، حيث رصد حالة التذمر التي يعيشها أصحاب المحلات و"البسطات الصغيرة"، نتيجة قلة إقبال المواطنين.


ويشتكي العطل الذي تجاوز عمره الثلاثين عامًا من قلة اقبال المواطنين على شراء الملابس والاغراض اللازمة للعيد، "حركة المواطنين والبيع والشراء ضعيفة جداً هذا الموسم مقارنة مع الأعوام الماضية". يقول العطل


ويرجع أسباب الركود الاقتصادي، إلى الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة، وإغلاق المعابر، إضافة إلى قلة الرواتب التي يتلقاها الموظفون.


ولم يخف العطل خوفه أن تلحق به الخسارة، نتيجة تكدس البضائع لديه، في ظل الحركة الشرائية الضعيفة للمواطنين، معرباً عن امله أن تتحسن أوضاع الغزيين المالية، خلال الأيام القليلة المتبقية قبيل العيد.


ويشارك العطل في تلك الأوضاع التاجر طارق الهرباوي (34 عاماً)، صاحب محل للأدوات المنزلية، قائلاً " الاوضاع الاقتصادية تزداد سوءاً خاصة في ظل عدم تلقي الموظفين رواتب كافية لهم".


واعتبر العام الحالي "الأسوأ من سابقاته"، مضيفاً "ننتظر بفارغ الصبر تحسن الحركة الشرائية خلال اليومين المقبلين". ويوضح في الوقت ذاته أن الأسعار تشهد ارتفاعا ملحوظا مقارنة مع الاعوام السابقة.


آراء المواطنين


وعلى صعيد آخر، فإن حالة الشكوى والتذمر لم تقتصر على أصحاب المحلات فقط، بل طالت المواطنين وهم العنصر الأساسي في عملية الحركة الشرائية.


فالمواطن محمود جبر (28عاماً) يتجول في سوق الشيخ رضوان، عله يجد شيئًا يشتريه بسعر يتناسب ووضعه الاقتصادي، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار.


ويشتكي جبر من سوء الأوضاع الاقتصادية، لا سيما أنه أحد موظفي قطاع غزة، ويقول "العيد يتطلب مستلزمات كثيرة، لكن ما نأخذه من الرواتب لا يكفي لسد جميع الاحتياجات".


ويضيف جبر الذي يعيل أسرة مكونة من أربعة أفراد، "لم اتمكن من شراء الملابس لأطفالي، كما في السابق"، معرباً عن امله أن تتحسن الأوضاع وأن يتقاضى راتباً كاملًا بشكل دوري شهرياً.


في حين أن المواطنة أم محمد (53عاماً) –اكتفت بهذا الاسم- أخذت تحدق نظراتها صوب محلات الملابس، في إشارة منها إلى حاجتها لشرائها، لكن صعوبة الأوضاع أجبرتها على ذلك.


وتحدث مراسل (سوا) مع الخمسينية أم محمد والتي لم تجلب شيئاً من لوازمها رغم وجودها لأكثر من ساعة في السوق، حول استعداداتها لاستقبال العيد، وردت قائلةً "العيد حلو، لكن تكتمل فرحتنا بتحسن الأوضاع، وشراء الملابس لأولادي، وجميع حاجياته".


ورغم تلك الأوضاع إلا أن البسمة ارتسمت على ملامحها واكتفت بالقول "ربنا يصلح الحال، وكل عام والشعب الفلسطيني بألف خير".


نشاط نسبي


المحلل الاقتصادي سيف الدين عودة، قال إن الحركة الشرائية في الأسواق مرتبطة بحجم دخل الفرد، والمرهون بصرف رواتب الموظفين، "في حال تأخر الرواتب تشهد الاسواق حالة من الركود".


وأوضح عودة لـ (سوا)، أن اغلاق المعابر واستمرار الحصار الاسرائيلي على غزة، وقلة رواتب الموظفين، أحد أهم العوامل الرئيسية المؤثرة على الحركة الشرائية، مشيراً إلى أنها تدفع المواطن لشراء الحاجيات الاساسية فقط.


وبيّن أن الراتب الذي يصرف للموظفين في هذه الايام يعادل تقريباً 50%، أي نصف الدخل الاصلي، ما يعني أنه لن يكفي لشراء جميع اللوازم، لاسيما وأن بعض أموال الراتب تكون نفقات شهرية، وأخرى لسداد الديون.


لكنه توّقع أن تشهد الأسواق حالة من النشاط وازدياد الحركة بشكل نسبي خلال اليومين المقبلين، نظراً لدخول موسم عيد الأضحى، والجميع بحاجة إلى شراء ملابس وأغراض أخرى، إضافة إلى تلقي الموظفين نصف راتب، مؤكداً أن حالة النشاط لن تكون كالأعوام السابقة.


ويحل عيد الأضحى المبارك على الأمة العربية والإسلامية الخميس المقبل في 24 من شهر سبتمبر الجاري.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد