الأقصى يهوّد والانتفاضة الثالثة "بعيدة"
غزة / خاص سوا / مازالت قوات الاحتلال الاسرائيلي تمعن في اقتحاماتها "الوحشية" للقدس والمسجد الأقصى، لليوم الرابع على التوالي، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الاحتلال والمرابطين.
وعلى ما يبدو أن الاحتلال يسير وفق خطوات جادة نحو تنفيذ مخطط تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، في ظل صمت عربي ودولي تجاه ما يجري الأقصى.
واقتصرت ردود الفعل الدولية على بيانات الشجب والاستنكار فقط، والتي لا ترقى إلى المستوى المطلوب خاصة في ظل الهجمة الشرسة على المسجد الأقصى، والتي تعتبر الأكثر خطورةً في تاريخه.
تلك المواجهات الدامية المستمرة منذ أربعة أيام، كفيلة بأن تشتعل الضفة في وجه الاحتلال، ومع امكانية عودة العمليات الفردية في مدن الضفة الغربية كافة، وهو الامر الذي استبعده محللون ومختصون في الشأن السياسي والاسرائيلي.
المحلل السياسي أكرم عطالله، توّقع عودة العمليات الفردية في مدينة القدس فقط، دون مدن الضفة بأكملها، نظراً للظروف غير المناسبة.
وقال عطالله في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية: "الضفة غير مرشحة لاندلاع انتفاضة جديدة أو أي مواجهات فردية، بسبب حالة الانقسام السياسي التي تعيشها مع قطاع غزة"، مشيراً إلى أن تلك الحالة أضعفت الوحدة الوطنية.
وأضاف "يبدو أن الحكومة الاسرائيلية لديها إصرار على عملية تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا"، مرجّحا أن يكون شكل المواجهة عبارة "فعل ورد فعل".
وأيّد ذلك المختص في الشأن الاسرائيلي حاتم أبو زايدة، بالقول "لا اعتقد أن تعود العمليات الفردية في الضفة، وقد تكون هناك بعض العمليات لكنها لن تصل إلى ظاهرة كبيرة تطفو على المشهد السياسي".
وأشار أبو زايدة إلى أن الأجهزة الأمنية تفرض سيطرتها على الضفة في محاولة منها لمنع انفجار الأوضاع في الضفة والقدس.
وأضاف "هناك اجماع اسرائيلي بشأن حسم موضوع القدس لتهويده بالكامل"، لافتاً إلى أن الظروف موجودة لهبة جماهيرية، "وقد تتطور إلى مواجهات مسلحة".
سيناريو شارون
وفيما يتعلق بزيارة رئيس وزراء الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ، للمسجد الأقصى صباح اليوم، في ظل الأوضاع المشتعلة في المسجد الأقصى، فإنها تعيد إلى الأذهان سيناريو زيارة أرئيل شارون له عام 2000م، واندلاع انتفاضة الأقصى.
لكن عطاالله استبعد عودة سيناريو ذلك السيناريو نظراً لاختلاف الظروف الحالية في القدس والضفة، عما كانت عليه في الماضي.
وأوضح بعض الفروقات في الظروف بين الماضي والحاضر، والتي تتمثل في مدى قوة الفصائل الفلسطينية ووحدتها في امكانية ردع الاحتلال والتصدي له، وعدم وجود الانقسام السياسي بين غزة والضفة، إضافة إلى الارادة الفلسطينية العالية.
وأجمع المحللان على أنه لا يمكن التنبؤ باندلاع انتفاضة جديدة، حتى بعد زيارة نتنياهو للمسجد الأقصى، وستبقى المواجهات مقتصرة على مدينة القدس، أما المدن الأخرى فستكون ردة فعلها من خلال هبات جماهيرية فقط.