رئيس وزراء لبنان: مشكلة النزوح لن تتوقف إلا بحل في سوريا
بيروت / سوا / قال رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الاثنين أن مشكلة النزوح هي ظاهرة لن تتوقف عن التمدد إلا بالتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة في سوريا.
ولفت سلام إلى أن "مشكلة النزوح السوري قد وصلت إلى قلب أوروبا" مشددا على أن بريطانيا بما لها من صداقات ووزن في العالم وفي المنطقة قادرة على لعب دور فاعل في اتجاه إنهاء الأزمة في سوريا.
وأشار سلام إلى أنه عرض مع كاميرون "العبء الهائل الذي يتحمله لبنان من جراء وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على أراضيه خصوصا في ظل تراجع المساعدات الدولية التي لم تصل أبداً إلى المستوى المطلوب لمواجهة هذه المأساة".
وأعلن أنه اتفق مع كاميرون على أن "نجاح عملية التصدي للإرهاب في المنطقة يكمن في تقوية نهج الاعتدال والمعتدلين وفي العمل من أجل إحلال سلام شامل".
وأكد حرصه على استمرار التعاون بين البلدين، معربا عن سروره لـ"تأكيد كاميرون دعم بلاده للبنان والحرص على وحدته وسيادته ومساندتها كل ما يعزز أمنه واستقرارِه في ظل الأزمة السياسية التي نواجهها والمتمثلة في الشغور الرئاسي في ظل الأحداث المأساوية الجسيمة التي تجري في هذه المنطقة من العالم."
وتشغر سدة الرئاسة اللبنانية منذ أكثر من سنة بعد فشل البرلمان في 28 جلسة سابقة في انتخاب رئيس للبلاد حيث تتولى الحكومة صلاحيات الرئاسة وسط اضطراب في العمل الحكومي والبرلماني بسبب الخلاف حول كيفية ممارسة الحكومة لصلاحيات الرئاسة وكالة عن الرئيس.
وأشاد سلام بـ"الجهود التي تقوم بها حكومة كاميرون لمساعدة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية من أجل تعزيز قدراتها في المعركة التي تخوضها مع الإرهاب."
كذلك أعرب سلام عن شكره للحكومة البريطانية على تقديماتها لقطاع التعليم في لبنان.
بدوره قال كاميرون لرئيس الوزراء اللبناني "أننا ندعمك ونقف خلفك بما تقوم به" مشيرا إلى أنه "يقوم بمهمة صعبة بوقت صعب".
وأكد دعم بلاده للبنان للوصول إلى اتفاق سياسي، مشددا على ضرورة انتخاب رئيس يمثل لبنان في العالم.
ولفت كاميرون إلى "أننا نواجه خطر وجود تنظيم "داعش" على بعد كيلومترات قليلة من الحدود اللبنانية"، مؤكداً دعمه للجيش اللبناني لمحاربة هذا الخطر.
ويخوض الجيش اللبناني مواجهات ضد جماعات مسلحة تابعة لـ"جبهة النصرة و"داعش" تتمركز في مرتفعات عرسال بعدما هاجمت مراكز الجيش اللبناني في المنطقة في صيف العام 2014 واختطفت عددا من العسكريين وقتلت 4 منهم مهددة بقتل المزيد اذا لم تستجب سلطات لبنان لمطلبها بمقايضة العسكريين المختطفين بمعتقلين في السجون اللبنانية بينهم قياديون مرتبطون بتنظيمات "القاعدة" و"النصرة" و"داعش".
وعن أزمة اللاجئين السوريين في لبنان أعلن كاميرون أن بلاده قد قدمت المال والدعم التعليمي للاجئين "وسنستمر بتقديم الدعم للتأكد من أن الأطفال السوريين واللبنانيين يتلقون التعليم."
وأشار إلى أن "اللبنانيين استقبلوا السوريين وهذا يستحق دعم المجتمع الدولي"، شاكرا لهم "تحملهم هذا العبء."
وأضاف "قدمنا أكثر من 30 مليون جنيه استرليني لتخفيف الأعباء عن الدولة اللبنانية في ملف اللاجئين السوريين وسنستمر بتقديم مبالغ مالية وكتب لجميع الأطفال بين 6 سنوات و15 سنة في المدارس الرسمية."
وأعرب عن دعمه للمجتمعات اللبنانية المضيفة للاجئين السوريين في مساعدتهم ، مؤكداً دعم بريطانيا للاجئين خلال السنوات المقبلة.
وكان كاميرون قد وصل إلى بيروت اليوم في زيارة سريعة لساعات قليلة تفقد خلالها مدارس رسمية تستقبل نازحين سوريين ثم غادر بعدها إلى عمان.