لم أكن يوما مؤيدا للثورات العربية منذ بدايتها وليس لأنى أيضا مؤيدا لأي نظام حاكم بذلك الوقت وبرغم أنى خلال مرحلة إكمال دراستي بمصر كانت بداية الثورات العربية واذكر أنى كنت معارضا لها وبشدة وكلفنى ذلك العديد من النقاشات الحادة مع زملائى العرب الغير فلسطينين كالمصري السوري وغيرهم وكنت أقول لهم دائما أن ما يحصل الأن هو سايكس بيكو جديد وإعادة رسم حدود لشرق أوسط جديد وأن الحروب الأهلية والتنازع على كرسي الحكم سوف يمزق نسيج مجتمعاتكم الهشة أصلا، ويكون صراعات داخلية سيطول وقتها، وصراحة لم تأتي هذه الأفكار من خلال قرائتي للفنجان وما هى إلا من واقع تجربة مريرة خاضها الشعب الفلسطيني أدت الى إنقسام بين شطري الوطن ولا زلنا نعاني منه حتى الأن وكنت أقول لهم دائما نحن أول حقل تجارب عندهم وبائت بالفشل لنا والنجاح لعدونا الاسرائلي بأكمال مخططه القديم العهد.
قيام معظم الثورات العربية كانت ببدايتها لتلبية حاجات شعوب عانت على مدار سنوات من ظلم و فساد ومحسوبيات وغلاء معيشة وفقر الخ،
وما إن بدأت خيوط الغرب و اعينهم على خيرات بلادنا العربية و مصالحهم الشخصية تتحرك عبثا بمصيرنا حتى تحولت البوصلة كليا من شعب ثائر يحلم بالعيش بكرامة و مساواة الى أطماع حزبية واخرى تمسكية بكرسي الحكم، وتأخذني الذاكرة تلقائيا لتاريخ ( 2 يونيو 1916 ) الى الثورة العربية الكبرى وهي ثورة مسلحة قامت ضد الحكم العثماني بذلك الوقت التي بدأت في الحجاز والتي اطلق الشريف حسين حينها الطلقة الأولى من بندقيته وامتدت الثورة الى سوريا العثمانية، ذلك نتيجة للسياسة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، والتي تمثلت بالتجنيد الإجباري، ومصادرة الأملاك والأرزاق، ومن ثم مجاعة 1915، والسياسة القمعية لجمال باشا السفاح، الحاكم العسكري للولايات السورية العثمانية، إلى جانب تراكمات العلاقة المعقدة بين العرب والأتراك منذ أواسط القرن التاسع عشر، وحتى مؤتمر باريس عام 1913.
وكالعادة يعول العرب على الغرب بمساعدتهم لمدهم بالسلاح والدعم المالي ونظن نحن كعرب أنهم يحبوننا وينون فعلا مساعدتنا لنيل حريتنا فقام الشريف حسين بالاتقاق مع بريطانيا في ذلك الوقت بمدهم بالسلاح والأموال لدحر الأتراك من الأراضي العربية وإقامة الدولة العربية الموحدة في الجزيرة والمشرق وكالعادة مكر الثعلب بنا و وافق البريطانين على دعمنا ولكن بأسلحة وأموال تكفينا فقط لمحاربة الأتراك خوفا من تكون دولة قوية بسلاح بريطاني وبذلك لن يستطيعوا تنفيذ مكرتهم والجدير بالذكر أن الدولة العثمانية حكمت هذه الرقعة من خريطة العالم ما يقارب ال 400 سنة.
اقترب العرب من إقامة الدولة العربية الموحدة في الجزيرة والمشرق، إلا أن بريطانيا بدأت تنفذ مخططاتها في التجزئة والاحتلال والإلحاق، فقسمت البلاد إلى 3 مناطق عسكرية: جنوبية وتشمل فلسطين تحت الإدارة البريطانية، وشرقية تمتد من العقبة جنوبا حتى حلب شمالا تحت إدارة فيصل، وغربية تضم المنطقة الساحلية من سوريا ولبنان؛ من صور جنوبا إلى كليكيا شمالا تحت الإدارة الفرنسية. واتبع ذلك بالغزو العسكري الفرنسي وفرض الانتداب البريطاني على فلسطين (وشرق الأردن) والعراق، كما فرض الاحتلال الانتداب الفرنسي على سورية ولبنان .
أنتجت هذه الثورة سايكس بيكو و وعد بلفور المعروف للجميع ولكن الغريب لا زلنا لليوم لا نعرف تاريخنا جيدا ولا زلنا نعول على الغرب وبأنهم المنقذ لنا!
إن ما يحدث الأن بالدول السايسوكبية هو إكمال لنفس المطامع الأجنبية ولكن بتنفيذ أيادي عربية وهي كالعادة لتلبية طلبات الفتاة المدللة إسرائيل.
لو رجعنا للتاريخ لوجدنا أن الثورة البرتقالية، والثورة الفرنسية، والثورة البلشفية أو ثورة أكتوبر قاموا لاسباب متقاربه تقريبا مع ثوراتنا العربية الا وهي
• قلة الأنتاج المحلى.
• البطالة.
• الغلاء المعيشى.
• غطرسة الدولة.
• حكم الدين المتشدد وسيطرة أهل الدين على الدولة.
• التحكم بالحريات وتكميمها.
• الحياة الكريمة والمساواة

هذه الأسباب تقريبا تشمل الأسباب الرئيسية لقيام الثورات بالدول الغربية ولاحقا العربية وما يسمى بالربيع العربي.
وكما ذكرت في بداية حديثى أنني من المعارضين بشدة للثورات بالرغم من أهدافها النبيلة جدا ولكن السؤال هل هناك نبلاء لتحقيق أهدافها! وهل تضمنون عدم تدخل الغرب بمصالح شعبنا وقرارته المصيرية!
دعوني أتكلم بلسان الشارع الفلسطيني الذى يعاني بكل أسف من هذا الأنقسام المرير منذ ما يقارب التسع سنوات وانه مل من كل القيادات التي لا تهتم إلا بمصالحها الحزبية وحديثة عن ضرورة قيامه بثورة ضد القيادة الفلسطينية لنفس الأسباب التي بنيت عليها جميع الثورات الشعبية تقريبا وأخص بالذكر جميع القيادات من حماس و فتح الذين اتفقوا على أن لا يتفقوا وأصبحنا نخاف أن نسمع أى تصريح منهم عبر الفضائيات لأنهم يستفزون عصبيتنا من خلال تصريحاتهم التي لا تمت لفلسطين بصلة، من خطاب انتظرناه من مشعل بكل شوق عله يعلن عن شئ جديد غير الشعارات النوعية الى رفع علم فلسطين في الأمم المتحدة ونهلل له فرحين لا أدري لماذا ؟ والأن ننتظر خطاب الرئيس بكل حنية عله أيضا يحل الأزمة الانقسامية !
قيادتنا لا أقول أني أريد ثورة فأنا على يقين أن الثورة سوف تأتي لنا بملحمية جديدة بالرغم من نبل أهدافها، ولكن ما أطلبه انه حان الوقت أكثر من أى وقت مضى لأنها هذا الملف العالق بينكم والبعد عن المناصب الخداعة وعليكم انهاء الانقسام حالا والعودة الى رشدكم قبل فوات الاوان لأن الشعب لا يجد قيادة حكيمة ولا يثق بأى أحد منكم، وتخدرت جميع مفاهيمة الوطنية وأخشى ما أخشاه من ثورة الجياع التي ستكون كالجراد تحرق الأخضر واليابس وتلك القبضه الحديدية التى يخافها الشعب الأن ستفقد رهبتها إذا ما استمرت سياستكم القمعية بحق الشعب والعملية بحق بطونكم اما شبعت بطونكم بحق الله!
وحينها لن تفيد كلماتنا ولا اقلامنا ولا حتى حناجرنا ولا كل الحلول السلمية وستغرق فلسطين بدماء الحرب الأهلية، يكفى تعنتا لسياسة احزابكم ارتقوا فالقاع ازدحم، تنازلوا قليلا عن شبح غروركم لا أحد منكم على صواب الشعب هو الذى يقول ويقرر أنتم تعملون لدى الشعب وليس العكس.
لا أدرى ماذا عسانا أن نفعل سوى الكلام فتاريخنا المعاصر أثبت فشل الثورات لم يبقى سوى الأمل بالله رغم انه ربما تخلى عنا فلا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ونحن لا نحب بعضنا ونمكر ببعضنا فكيف التوفيق من الله يأتي إذا بقينا متفقين على ان لا نتفق! الى متى!؟
وطني وإن جار علي عزيزٌ.... وأهلي إن ضنوا عليَ كرامُ
عاشت فلسطين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد