لطالما سمعنا بـ «دالية اليهودي» التي اشتراها من صاحب الارض الحاج داود موسى المشهور بـ ( الزير)، حيث كان يوما ما في الكرم الذي تبلغ مساحته 10 دونمات ويقع على شارع الخليل بيت لحم من جانب، وشارع الخليل رام الله من جانب اخر، مقابل مغتصبة افرات والتي تقع جنوب بيت لحم، هذا الموقع الاستراتيجي لهذه الارض التي لطالما، عرض على الحاج داود ملايين الدولارات لكي يستغني عنها ولكنه رفض رفضا قاطعا، بل عرضوا عليه مشروع محطة بنزين واستراحة وان يكون شريكا او بايجار ولكنه رفض حتى الحديث بهذا الموضوع.
ويقال نقلا عن المسافرين في تكسيات العمومي خط رام الله وبيت لحم وحتى طولكرم وجنين: «ان يهوديا جاء للحاج داود وقال له بيعني الدالية بـ ٢٠٠ شيكل، ففهم الحاج داود بفطرة الانسان الفلسطيني البسيط ان المقصود جميع قطوف العنب التي تحملها الدالية بـ ٢٠٠ شيكل فوافق على الفور وباعه العنب، فعاد اليهودي وقال له: وقعلي على الورقة علشان الضريبة ما يخالفوني داخل المستوطنة فوقع الحاج داود ببساطته وفطرته على الورقة، وهو لا يعلم ما بها، وفوجئ الجميع بعد فترة بان الدالية سيجت وعليها تليفون اليهودي «. هذا ما كان يتداول على هذه الدالية» دالية اليهودي « كان يروج لها بشكل مش طبيعي، من شمال الوطن الي جنوبه خصوصا وانها تقع بجانب الاشارة الضوئية فكان كل من يمر عنها يتحدث في قصتها، بانكار او باستفسار، او باقرار.
الى ان شاءت الاقدار والتقى حسن بريجية منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم بالحاج داود موسى في بيته، بيت متواضع ، ويملك نصف ارض قرية الخضر، فسأله عن الدالية، فقال له « يوجد هناك محبس ماء ، لشركة «مكروت» وسيجوا على المحبس لكي لايعبث احد به وصدفت وجود شجرة عنب داخل السياج وكبرا بسبب الماء الساقط من المحبس «، فقال حسن له الا تعلم ماذا يقول الناس عنك وعن دالية اليهودي، فقال: « لا اعلم لم تحاك هذه القصص لهذه الدالية، مع العلم هناك محبس اخر و شيك اخر على الشارع من جهة الخليل وثالث من جهة بيت لحم، فقلت له لماذا لم تقلع الدالية ؟ فاجاب بفطرة الفلاح الفلسطيني: لا اخلع شجرة شاء الله لها ان تعيش ولا اخلع شجرة تسبح لله، فقال حسن: يا عم كل فلسطين تتحدث عن دالية اليهودي فقال: يا بني لو شئت لجعلت كل هؤلاء موظفين عندي لكن وجه الله ولقاء رسوله احب الي قلبي من ان ارد على هذه الاشاعات.
فقرر حسن ان يفعل شيئا لهذا الرجل والذي يتعرض لمؤامرة من ناس السوء والذين يشيعون عليه الاقاويل، ليس لشيء بل لانه ملاك اراضي بعشرات الدونمات، ولم يجدوا وسيلة لابتزازه والنيل منه سوى الاشاعة بعد ان رفض جميع العروض التي كان ممكن ان يكون مليارديرا، فقام بوضع لوحة في شهر ايلول ٢٠١٤ ، كتب عليها «هذه الدالية مش مبيوعة» واخذت صدى لابأس به لكنه توفى بعد ذلك.
قبل أيام قرر حسن ان يعمل لوحة جديدة يوضح للناس ماذا يجري وما قصة هذه الدالية الشهيرة .
اخيرا ان حرب الاشاعة التي يحاربنا فيها الاحتلال، لهي خير وسيلة لينال الاحتلال من المجتمع الفلسطيني، ويفككه و يجزئه و يقسمه، والمشكلة ان ثقافة المجتمع الفلسطيني تتداول وتتعاطى بشكل طردي مع الاشاعة .هذه الدالية مثال حي كأمثلة كثيرة موجودة يتقن المحتل تمريرها علينا ونقع في شباكه وخصوصاً على الصعيد الإعلامي المحلي والدولي. الإشاعات كانت ومازالت أحدى الأدوات التي يتقن المحتل استخدامها؛ دون أي فعل أو/و رد من طرفنا مع الأخذ بعين الاعتبار بأن لدينا مادة وأدوات لكننا نفتقد للإرادة التي يمتلكها ونجح بها حسن واللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم.
للتواصل:
بريد الكتروني mehdawi78@yahoo.com
فيسبوك RamiMehdawiPage
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية