تهديدات الرئيس عباس بإلغاء" أوسلو" هل تكون جادة هذه المرة ؟
غزة / خاص سوا / عاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلوح من جديد بحل السلطة الفلسطينية وإلغاء اتفاقيات أوسلو تزامنا مع الأنباء التي أشغلت الشارع العربي والفلسطيني حول نيته تقديم استقالته وتركه للحياة السياسية.
إلا أن هذا التلويح له ما بعده وفق ما يراه مراقبون ومحللون سياسيون لخطورته على الوضع الداخلي ، الفلسطينيين من جهة وتعامل اسرائيل مع الفلسطينيين من جهة أخرى.
محللون يؤكدون أن تهديدات الرئيس عباس جاءت بفعل الضغوطات الإسرائيلية المتواصلة عليه والفلسطينيين وانسداد الأفق السياسي أمامهم.
وبعد التلويح الجديد بإلغاء اتفاقية أوسلو بدأت تساؤلات لدى العديد من المتابعين حول مدى قدرة السلطة الفلسطينية على ترك هذه الاتفاقية وكيف سيكون شكل المرحلة المقبلة كيف ستتعامل اسرائيل مع هذا التحول؟.
لكنهم اعتبروا أيضا أن تلويح أبو مازن بهذه الخطوة الجريئة محاولة لفك قيد عائدات الضرائب التي تحتجزها إسرائيل التي تقبض بقوة على عنق السلطة، أما آخرون فيرون أنه ليس باستطاعته الاقدام على هذه الخطوة لما لها من تبعات خطيرة.
أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير كشف عن أن القيادة الفلسطينية قررت إنهاء اتفاقية اوسلو والوضع الانتقالي الذي نصت عليه بقيام دولة فلسطينية بعد اربع سنوات من توقيعه.
يشير الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم, إلى أن أبو مازن لا يملك الجرأة على هذه الخطوة"، قائلا : "عباس لا يمكنه الاقدام على مثل هذه الخطوة، وهي فعلياً لن تؤدي لتغيير على الأرض".
ولفت قاسم إلى أن الرئيس عباس لا يمكنه التضحية بالامتيازات التي أخدها عبر اتفاقية أوسلو، مؤكداً أن هذا الأمر سيكون كابحاً أمام أي خطوة يقدم عليها.
لا تغيير
واتفق المحلل عمر جعارة الخبير في الشئون الاسرائيلية مع قاسم في أن القرار لن يغير شيئا في الواقع الفلسطيني بالقول : "إذا ألغيت أوسلو أو لم تُلغَ، لن يتغير شيء بالقضية الفلسطينية سيبقى حصار غزة وتهويد القدس والقتل وهكذا".
ويرجح جعارة أن تلويح الرئيس بفك أوسلو يرجع إلى الضيق التي تعاني منه السلطة، متابعا: "من أسباب هذا التلويح هو محاولة الرئيس عباس فك قيد عائدات الضرائب التي تحتجزها إسرائيل، وتسبب أزمة مالية خانقة للسلطة".
حديث جعارة جاء مخالفا عما صرح به مجدلاني حين قال الأخير: " نظرا لعدم تنفيذ اسرائيل والزامها بهذا الاتفاق قررت القيادة الفلسطينية إعلان انهاءه من الرئيس عباس خلال كلمته المقبلة في الامم المتحدة".
لكن قاسم استبعد جدية تهديدات الرئيس أبو مازن بإلغاء أوسلو لأن إسرائيل هي المتحكمة بزمام المبادرة.
تخوفات اسرائيلية
وعلى الجانب الأخر أثارت تهديدات الرئيس عباس حفيظة الاسرائيليين على لسان "يوفال شتاينتس" وزير الطاقة والبنى التحتية الإسرائيلية الذي أكد على وجوب دراسة الخطوات الواجب اتخاذها في حال اعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن الغاء اتفاقات اوسلو.
وشدد شتاينتس في حديث للإذاعة الاسرائيلية العامة عقب تهديدات الرئيس عباس أن الرد يجب أن يكون حازما على أرض الواقع ولا سيما التفكير في فرض عقوبات اقتصادية وسياسية وأمنية.
وكان الرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أبدى استعداده للقاء أبو مازن ومعاودة المفاوضات بدون شروط مسبقة.