مخطط إسرائيلي للقضاء على الوجود الإسلامي في الأقصى

القدس / سوا / قال خبير فلسطيني في شؤون القدس، إن إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى في وجه المصليات الفلسطينيات وفرض قيود على دخول الرجال لأداء الصلاة فيه، يأتي في إطار الترجمة العملية لقرار وزير الداخلية الإسرائيلي جلعاد أردان الذي يستهدف الرباط والمرابطين.


ووصف رئيس "مركز القدس الدولي" الدكتور حسن خاطر لـ "قدس برس" اللندنية هذا القرار بأنه "تطور خطير، ويشير إلى أن الاحتلال يريد بهذه الإجراءات وضع خطة أردان موضع التنفيذ"، مشيرا إلى أن هذه الخطة "ترتكز على أساس السماح بالدخول إلى الأقصى فقط في أوقات الصلاة، وهذا تدخل سافر في عقيدة المسلمين لأن الرباط جزء من العقيدة وهو عبادة، وهذا التدخل يشير أيضا إلى أن الاحتلال يريد أن يتدخل في النص الديني وليس فقط في المقدس، بمعنى التدخل في أخص خصوصيات المسلمين".


وأكد خاطر على أن الإجراءات الإسرائيلية التي تقيد حرية الدخول إلى الأقصى، "مخالفة لكل الشرائع ومبادئ حقوق الإنسان وتشكل اضطهادا دينيا"، مشيرا إلى أن "هذه الصورة موجودة منذ قدوم الاحتلال، لكنها تضفي عليها اليوم طابعا قانونيا للاستحواذ على المسجد الأقصى".


وحذر رئيس "مركز القدس الدولي" من أن الاحتلال يريد "أن نكون نحن المسلمين ضيوفا على الأقصى، وربما يتجرأ على إلغاء بعض الصلوات تمهيدا لخطوة أكبر تصب في سياسة الاحتلال الهادفة إلى الاستحواذ على المسجد الأقصى وتحويله من مقدس إسلامي إلى مقدس يهودي".


ونفى خاطر أن تكون هذه القرارات مقدمة للتقسيم الزماني مشيرا إلى أن التقسيم الزماني بدأ منذ عام 2010 ، "وهي (إسرائيل) الآن تريد التوسع في المساحة الزمنية لصالح الاحتلال وتضيق المساحة الزمنية للمسلمين، كما فعلت في المسجد الإبراهيمي (في مدينة الخليل)، فهي تسير بخطوات متشابهة ووفق تضييق متدرج وصولا إلى إلغاء الصلوات في المناسبة الدينية اليهودية" وفق ما يرى.

 

وحذر من أن تطبيق القرارات الإسرائيلية "ستشعل القدس والضفة الغربية المحتلة، لأن الاحتلال لم يعد بفرق بين الخطوط، ولم يعد يكترث بالخطوط الحمراء ويدوسها خصوصا تلك التي تتعلق بالمسجد الأقصى".


ورأى خاطر، أن الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون والاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، كما حدث مع عائلة دوابشة "هي بروفة وتمهيد وتجارب نحو تنفيذ الاختبار الكبير الذي يعد له الاحتلال العدة، ويدخل في ذلك إحراق خمسة عشر مسجدا وإحراق عائلة دوابشة في إطار التحضير للجريمة الكبرى وارتكاب مجازر بحق المصلين في المسجد الأقصى، الذي يعتبر الهدف الأكبر لاحتلال والنقطة الأهم في الصراع".

 

وشدد خاطر، على أن "المستوطنين يسيرون بخطى سريعة نحو المسجد الأقصى، بمعنى تنفيذ جرائمهم داخل الأقصى، لأنهم يرون أن الظروف مناسبة بشكل أكبر من الظروف السابقة" وفق تقديره، مشيرا إلى أن المجموعات الإرهابية كـ "تدفيع الثمن" وغيرها كتبوا شعارات قرب أبواب الأقصى "وهذا يعني أنهم يرون أنهم باتوا أكثر أهلية لتنفيذ ضربة على مستوى كبير للأقصى الذي يعتبرونه هدفهم النهائي والرئيسي".


وحول مشاريع التهويد التي باشرت ببنائها سلطات الاحتلال في محيط الأقصى، لا سيما في منطقة حائط البراق وفي سلوان وغيرها، أشار الخبير الفلسطيني إلى أن هذه المشاريع "جزء من مخطط تهويد المدينة والمسجد الأقصى، وتحضيرا لطرح عطاءات أخرى من بينها بناء كنيس ضخم على مدخل البلدة القديمة من القدس المحتلة، واستكمال بناء كنيس الخراب والحدائق التوراتية في وادي حلوة ومقبرة باب الرحمة والمقبرة اليوسيفية".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد