إسرائيل تترقب مفاجآت الرئيس عباس في أيلول
القدس / سوا / تتناول وسائل الإعلام العبرية، في الأيام الأخيرة عبر الأخبار والتحليل والمعلومات ما قيل إنها "مفاجآت" من الرئيس محمود عباس خلال أيلول الجاري.
وكتب المعلق العسكري والأمني في يديعوت أحرونوت رون بن يشاي، مساء الجمعة، مقالا مطولا استند فيه للمعلومات التي تشير إلى ترقب إسرائيلي خاصةً لدى الدوائر الأمنية لتلك "المفاجآت".
وقال بن يشاي، إن إسرائيل ترى أن الرئيس عباس سيكون جادا في اتخاذ خطوات غير متوقعة قد تصل للاستقالة، ما دفع بجهات عربية ودولية للاتصال به والتحرك لمنعه من أي خطوة قد تترك فراغا سياسيا كبيرا في فلسطين.
ويشير مصدر إسرائيلي لدور الأمن الفلسطيني بأوامر من الرئيس محمود عباس في منع أي تصعيد في أعقاب حادثة حرق عائلة دوابشة، مبينا، أن المخابرات الإسرائيلية فوجئت من ردة فعل الفلسطينيين الباهتة تجاه الحدث.
ويضيف بن يشاي، أن إسرائيل ترى في أبو مازن عدوا وصاحب تجربة عريقة بإدارة المعركة ضد إسرائيل عبر الساحات الدولية لنزع الشرعية عنها، لكنه أيضا لا يرغب بانتفاضة جديدة ويحرص على بقاء المقاومة الشعبية فعالة وعدم منح الفرصة ل حماس والجهاد بأخذ مراكز القوة التي تتيح لهما تنفيذ هجمات مسلحة.
ولفت إلى أن هناك قلقا واضحا لدى الأجهزة الأمنية في إسرائيل من إمكانية استقالة الرئيس عباس، مبينا، أن تلك الأجهزة تسعى لمعرفة ما هي المفاجآت الأخرى والخطوات الكبيرة التي قد يتخذها ولم يكشف عنها.
وترى إسرائيل – وفقا لبن يشاي- أن الرئيس عباس جاد جدا هذه المرة "على غير العادة"، وأنهم يتابعون تبعات ما يمكن أن يتخذ من قرارات أو خطوات وتأثيرها على واقع الأرض.
واستعرض بن يشاي الملفات الصعبة التي يواجهها الرئيس عباس والتي قد تدفعه لاعتزال السياسية، مشيرا لهجمات المستوطنين وتوقف عملية السلام وعدم ثقته في نتنياهو، وعدم التفات العالم للقضية الفلسطينية، وتعثر المصالحة والواقع الفتحاوي الداخلي وغيرها من الملفات.
واعتبر أن ما يفعله الرئيس في منظمة التحرير مؤخرا هدفه عدم إخضاعها لحماس مستقبلا.
ويرى المحلل العسكري والأمني الإسرائيلي أن الرئيس عباس سيستغل الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الجاري لتوجيه ضربته المنتظرة، مؤكدا وجود مخاوف إسرائيلية من أن يضع الرئيس الفلسطيني مفاتيح السلطة على الطاولة للأمم المتحدة ليلقي بخدمات أكثر من 2 مليون ونصف فلسطيني بالضفة على ظهر إسرائيل.
وأكد أن استقالة أبومازن ستغير موازين القوى الداخلية على المستوى السياسي الفلسطيني الرسمي، وأن الإسرائيليين يحاولون إقناع نفسهم بأنه لن ينفذ تهديداته ولكن لن يكون ذلك أكيدا فهم ينتظرون ما الذي سيجري ولا يعرفون من سيكون خليفته إن نفذ وعده.