فعنونو ليس نادمًا: ما قمت به كان إيمانًا بحق الجمهور بالمعرفة
القدس / سوا / صمّم العامل السابق في المفاعل النووي الإسرائيلي، مردخاي فعنونو، الذي كشف النقاب للمرة الأولى عن المفاعل النووي في ديمونا عام 1986 بعد أن عمل لمدة 9 أعوام فيه عن نشاطات إسرائيل النووية وامتلاكها للرؤوس النووية والمفاعل السرّي في صحيفة "ساندي تايم" البريطانية، على أنه غير نادم على ما قام به، وأنه نشر الصور حول نشاط إسرائيل النووي إيمانًا منه بحق العالم بالمعرفة عن القدرة النووية الهائلة التي تملكها دولة صغيرة لم يتعد تعداد سكّانها حينها الخمسة ملايين.
وردّ فعنونو على سؤال الصحافي خلال مقابلة أجرتها معه القناة الإسرائيلية الثانية ونشرتها الليلة الماضية، حول ما إذا كان نادمًا على ما قام به، بالقول إنه وصلت لنتيجة مفادها بأن العالم كان يجب أن يعلم كم المتفجّرات والأسلحة النووية التي تملكها دولة صغيرة في الشرق الأوسط. وعندما سأله الصحافي عما حقّقه نتيجة نشر المعلومات السريّة خاصة وأنه دفع ثمنًا كبيرًا جدًا نتيجة النشر، قال فعنونو إن "ما قمت به لم يكن لأجل فعنونو، بل لأجل سكّان العالم أجمع".
وأضاف أنه "كنت على علم بأن ما سأقوم به سيكلّفني الكثير، أنا خرجت ضد الشاباك والموساد والجيش الإسرائيلي، وتوقّعت هذا كلّه وأنا أتحمّل المسؤولية حول ما قمت به وغير نادم عليه".
وحول الوقت الذي مرّ منذ أن قرّر فعنونو تصوير المفاعل النووي حتّى قيامه بذلك، قال إن "سنوات عديدة مرّت وأنا أفكّر في الموضوع، وفي الوقت الذي علم الشاباك بآرائي السياسية داخل الجامعة علمت أني في سباق مع الوقت، وقرّرت الشروع بالتصوير والحفاظ على الصور".
وروى فعنونو كيف قام بتصوير المفاعل النووي، وقال إنه "قمت بإدخال كاميرا معي في الشنطة التي كنت أحملها إلى المفاعل، وكوني كنت طالبًا جامعيًا استطعت أن أخفيها بين الكتب، وصوّرت في المرة الأولى والثانية بلا أي مراقبة خاصة أن العاملين في المكان يعرفونني منذ 9 سنوات وولدت علاقة ثقة بيني وبين العاملين في المفاعل".
ورفض فعنونو أن يتم التعامل معه كجاسوس، وقال إنه "لم أقم بالتعامل مع أي جهة عدو، ولم أذهب لأي دولة عدو أو صديق، أنا توجّهت للصحافة من إيماني بحق الجمهور في المعرفة، معرفة الحقيقة والقنبلة النووي الموجودة وسط الشرق الأوسط".
وطالب فعنونو، في نهاية المقابلة السلطات الإسرائيلية بالسماح له بالخروج إلى خارج البلاد، قائلًا إنه "أريد أن أحيا الآن حياة طبيعية، تزوجت منذ ثلاثة أشهر من امرأة نرويجية وأريد أن أخرج برفقتها لحياة طبيعية، نشرت كل ما أملك ولا أملك شيئًا للحديث عنه في هذه الأيام، لذلك أريد أن أخرج من البلاد".
وبالإضافة إلى طلبه الخروج من البلاد، قال فعنونو إنه "لست إسرائيليًا، وطالبت مرّات عدّة بالتنازل عن الجنسية الإسرائيلية، أنا الآن مسيحي وغيّرت ديانتي، ماذا يريدون منّي سوى الانتقام".
وكان الموساد اختطف فعنونو من العاصمة الإيطالية في العام 1988، وحكم عليه بالسجن لمدّة 18 عامًا أمضى 11 منها في العزل، وأفرج عنه في العام 2004، إلّا أنه لا يزال ممنوعًا من الحديث للصحافة أو إجراء محادثات مع أناس إلّا بمراقبة جهاز الأمن الداخلي العام الإسرائيلي "الشاباك".